الجمعة، 25 سبتمبر 2015

( العذراء والشاعر )/ قصيدة الشاعرة /ر نا يتيم / لبنان .....

( العذراء والشاعر )
****
أيّتها العذراء،،
اعصفي ببرقِك
وتفلّتي من قيدِ
شباكِ الجوزاء
ولا تجعليه يلتفّ
حولَ عُنُقِ الروحِ
يمزّقُ أنسِجَتِها المَغيرة
....
مزّقي جِدارَهُ بيديكِ
وسيري بين الأفلاكِ
ولوحي كوكباً وضّاءً
التفتي لقعرِ النهرِ
ولعمقِ البحرِ
وخاطبي الشعراءَ
عبرَ موجِ الحَرفِ
وارتِدادِ الماءِ
وهالتكِ المُنيرة
....
اجمَعيهم واحرِقيهم
بمحرقةِ كيانِ القصيدة
فجرّي الحرف فيها تفجيرا
انسفي نقطةً تنهيها
اذبحي قوافيها
وشقّقي معانيها الغزيرة
....
انظري لقلبِ الشاعر
بمقلتيّ الأنثى القديرة
زلزليه بابتسامةٍ مُثيرة
اخسفي الجمادَ فيه
برجفةِ شفاهِ الخبيرة
انطقي الشعرَ
ورتّلي آياتكِ
في بطنِ الحوتِ
واشعلي الجزيرة
....
أيّها الشاعر،،
هي لم تخرج
لتبحثَ عنكَ
بل خَرَجَت لتبحثَ
" عن النهرِ "
في قوافي القصيدة
مُنساباً عند ناصيةِ صدرِها
ولتبحثَ " عن بركانٍ "
يفجّرُ الحرفَ في عينيها
" وعن جدولٍ "
يجري في شقاقِ أرضِها
" وعن ماءٍ "
يروي عطشَ زمانِها
" وعن ليلٍ "
ينخسفُ فيه القمرُ
على شفتيها
وعن غوصِ الفجرِ
في حضنِ رِضابِها
ولياليها السميرة
....
أيّها الشاعر،،
هي لا تبحثُ عنكَ
بل عن نفسها فيك
،، وعن اندِكاكِها ،،
في الوانِ القوس
وبارتشافِ رحيقِ الحرف
تتربعُ على عرشِ ''نونِها''
تختالُ بكبرياءِ الأميرة
....
وحينَ احتضانِها له
تبدو كما لو أنّها
" طفلةً صغيرة "
وبقصصِ العشقِ
يُسدِلُ الرقادُ أستارهُ
بجَفنَيها... " وتغفو "
خضراءَ العينينِ قَريرة
.
.
.
رنــا يتيــم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق