الأربعاء، 20 يناير 2016

ثوبٌ سومريّ...للشاعر / عبد الجبار الفياض / العراق ....

ثوبٌ سومريّ

ليسَ في سُراةِ القومِ سواه 
ما كانَ ذهباً قطُ 
يجرُّ وراءَهُ تمتمةَ شمسٍ 
تحجبتْ ألوانُهُ 
بسترهِ خيطتْ على عينِ الوجودِ 
ألوانَ قزحٍ سلطانيّ . . . 
على قومهِ 
خلعتْ زرقةُ اللهِ سقفاً من قرميد بارد
بزينةٍ كانت هدية الله لآدم . . .
ألمْ يفطنْ هامان لثوبهِ الفضفاض ؟
ولتاجهِ قارون 
إنَّهمْ ينسون سريعاً . . . 
كيفَ يمضغُ الخريفُ أوراقَهُ السّاقطة ؟ 
. . . . . 
أصابعُ القصرِ متورّمةٌ تَرَفاً
يخطفُ عيوناً فارغة . . . 
حديثَ طوفانٍ أُميّ 
يقذفُهُ الشّيطانُ على أرصفةِ الإغتراب 
بخفقةِ رجسٍ 
لعظامٍ تنتظرُها كلابٌ ترتدي هُزالَها . . . 
مُتصابٍ 
يلعقُ أيامَهُ الأخيرة
ذباباً في مصيدةِ حلوى . . .
. . . . . 
داكنٌ 
بلونِ ألمِه 
أيامِه الصّائمة 
نومِهِ المُتعثّرِعلى وسائدَ الشهيقِ . . . 
تُقَطّعُها نوباتُ خوفٍ من صُبح 
تنسخُهُ ألامُ طينٍ موتاً لا يُعرفُ له أسمٌ . . . 
يافطةً باهتةً من غيرِ ظلّ 
لا يحملُها إلآ ملتصقون بأرضٍ ليستْ للبيع !
. . . . . 
ما بكتْ للشّتاءِ غيوم 
ظمأٌ 
تعلّمَ من نوحٍ النبيّ حروفَ لوحٍ ودسر . . . 
نهرٌ مشغولٌ بصلاةِ الاستسقاء
دروبٌ 
تحتسي ظلامًها بتنويمةِ عرّافٍ 
أضاعَ بوصلةَ الودعِ على ظهرِسفينة . . .
أتقنَ فَنَّ التخدير
بيتُ العنكبوتِ يفقدُهُ بعطسةِ عنز . . .
. . . . . 
غُبارٌ موبوءٌ بأمثالٍ رثة 
أحيقارُ 
زمنٌ مدولبٌ 
لا يَدَعَهُ أنْ يكونَ غيرَ سواه 
فقد عَرَفُهُ بهذا الإتساخِ النّقيّ . . . 
ماءٌ 
يختنق بصحائف الوجود . . . 
ماتَ الماءُ 
لا دمعَ كذِبْ 
الدّمعُ
حينَ ينافقُ يكونُ الذّئبُ قد أكلَ يُوسفَ فعلاً
وحسرةُ يعقوبُ النّبيّ أغنيةٌ على شفاهِ الرّعاة!
. . . . . 
ركبتْهُ الشّمسُ من فجرِها 
تقوّسَ جسراً يعبرُهُ زَمنٌ كسيحٌ 
خَبالٌ يشيءُ موتاً 
وجعاً في خاصرةِ التيْه . . . 
رجلاهُ تنافرا على حدودِ الطوفان 
ليس ميتاً 
يترقبُ نورساً لم ينخرْ قدميهِ
. . . في منقارهِ لصغارهِ قطرةُ ماء 
. . . . .
جَمَعَ معهُ آلامَ البكّائين 
ترحلُ 
لتأتي . . . 
تُقلّبُ أفئدة ضُعفاءَ 
نحَتَ ألسنتَهم دُعاءٌ مردودٍ 
أجنحةً 
لم تحملْ ابنَ فرناس بعيداً 
حلّقَ تحتَ قدميْهِ 
ومازالَ العقبُ يجمعُ تلالَ الشمع !
. . . . . 
لم يتركْهُ بغرفِ الموْتِ لعاقٍ ثدْياً 
أوصلَ رقبتَهُ بسبّابةٍ عجماءَ 
مزّقوهُ قبلَ صاحبهِ عندَ الباب . . . 
لكنّهُ 
يسخرُمن جمجمةٍ 
لم تزلْ يُرقصُها كأسٌ 
أينزعُ نيرون قلبَهُ المُتّسخ ؟ 
ولو
. . . ولنْ
. . . . . 
يُبـقّعُهُ عَرَقٌ بطين 
يحفرُ 
الفجر في المرايا ثُقباً في كهْف 
يلطخُهُ دبقُ التّمْر 
غبارُ طلْعٍ من عمّةٍ كريمة 
. . . لزّهورُ الميّتةُ تُدفَنُ في قواريرِ النّساء 
. . . . . 
لم يُدنسْهُ سخامُ قدرٍ مسروق
تدور بأيٍّ تدور
بعصا 
خاتمٌ 
مصباحٌ
قرن ثور 
بحرٌ ينفلق 
نهارٌ يشتري نجومَ ليلِه 
ألقتْ حملَها ذهباً . . . 
لم يستبدلْهُ بحريرٍ 
باعَ عينيْه . . . 
سبقتْهُ يداه . . . 
. . . شوَّهَ أحسنَ تقويم 
ثم اندسَّ بحضنِ غانيةٍ
تلبسهُ عُرياً في ليلِ سدوم . . .
. . . . . 
ارتداهُ 
ونادى الشّمسَ 
أنْ انْزلي 
فقدْ انجبتُ منكِ كُلَّ هذهِ السُمرةَ
ارضعيها
فهي لونٌ مقدس !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
16/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق