مهلا أيها النقادالكاتبة اسراء العبيدي
غمغمات مغتمة وجعجعة كبيرة تصلصل في آخر عامين أو ثلاثة ، وهاهي تزداد اليوم مع تفاقم موجة الاعمال الأدبية التي لاتصل إلى الحد الادنى من الجودة التي يتوقعها الوسط الثقافي .
غمغمات مغتمة وجعجعة كبيرة تصلصل في آخر عامين أو ثلاثة ، وهاهي تزداد اليوم مع تفاقم موجة الاعمال الأدبية التي لاتصل إلى الحد الادنى من الجودة التي يتوقعها الوسط الثقافي .
هذه بعض العبارات التى قرأتها عن النقاد ، وفي الحقيقة أنا أقول رغم صعوبة تحديد الحد الأدنى للجودة وصعوبة تحديد تخوم الوسط الثقافي ، لكن هذا لايعني إن المراقب سيشعر بإستياء والمراقب هنا أقصده ليس في الوسط الثقافي فحسب بل حتى في أوساط اخرى لاتقرأ الأدب بالضروة ، لإن هنالك عددا هائلا من المراقبين والنقاد الذين ينتقدون بطريقة غريبة تكاد تشغل الكثيرين لأن هنالك بعض النقاد يعتمدون في نقدهم على التضليل والتعامل مع الجزيئات ثم إعادة تركيبها .
وهنالك نقاد يتعاملون مع البنية الكاملة للنص “البينوية” وهذا مما جعلني أتساءل هل للنقد تيارات ومدارس ومذاهب شأنه شأن أي علم آخر لأني كثيرا ما افضل النقد الجمالي ذلك الذي يضيف لمسات مميزة على الطرح ذات قيم جمالية…
لذلك سأقول مهلا أيها النقاد لأنكم تغفلون تماما من هو المؤلف؟ وماهو مستواه المعرفي؟ وهل نجح في إيصال فكرته؟ بل وتتركون كل ذلك وتلتفتون فطريا إلى السلبيات والسقطات في المقالات ، وهذا في تصوري إن الناقد بهذه الطريقة جعل ثغرة نفذ من خلالها من أجل التطاول على الكاتب وإزدراء فكرته .
فمهلا أيها النقاد هل أنتم متناسون إن النقد لأي عمل أدبي مكتوب يكون على مهل . وحبذا لو الأنتقاد يقتصر فقط على أعمال أدبية مكتوبة بلغة عامية ضحلة أو بلغة فصحى متواضعة أو سوقية ومملوءة بالأخطاء اللغوية أو لغة فصحى كثيرا ماتعتمد على العاطفة بينما المعالجة الأدبية فيها ركيكة جدا .
أعتقد إنه لن نختلف إذا قلت إن النقد هو تأليف جديد ورؤية جديدة للمقال أو الكتاب المنقود تعكس ثقافة وآراء الناقد أكثر مما تعكس رؤية المؤلف المنقود ، وهذا بدوره يقودني إلى القول الحمد لله على وجود النقاد لأن هنالك الكثير من الكاتبين يصابون بالغرور منذ أول مقالة تنشر لهم وكأنهم ملكو العالم بأسره ، ولكنهم عندما يواجهون النقاد يصبوا جام غضبهم عليهم ويتهموهم بالقسوة في الحكم عليهم وهنا تحدث عملية رد فعل وغالبا ماتكون عنيفة !!!
فلما لايتجنب الكاتب مثل هذه الامور ويتحلى بالصبر والعزيمة لكي لايقع فخا بيد النقاد ولربما غرور بعض الكتاب هو من أوصلهم الى هذه النتيجة ، لأنهم لايؤمنون إن الناقد له دوره في الحياة ويمارس عمله بإتقان من أجل النهوض بالفكر العربي الحديث الذي جاء مؤخرا على يد كتاب مازالو في مقتبل العمر… ولكن لربما هنالك كاتب صغير في السن مازال في ريعان شبابه ولكنه يجيد الكتابة اكثر من كاتب ومؤلف لديه خبرة لاتقل عن 30 سنة .
وهذا مما جعلني اكتب هذه المقالة لاني أود الاشارة الى أهمية الانتباه أثناء النقد لاني فتاة اؤمن بدور النقاد في الحياة ولكني أكره أن ينتقدا شخصا لمجرد انه مازال صغيرا في السن ويبدئون بالمقارنة بينه شخص يكبره أضعاف أضعاف عمره ، اتمنى أن أرى الأنصاف في النقد وأن لايتركوا نقد كاتب لمجرد إنه كبير في السن ويغفلوا عن عثراته . وهكذا يجب أن تكون عملية النقد بالانصاف بين الكبير والصغير والمبدع والمبتدئ دون استثناء …
وفي الختام أحيي النقاد وأقول لهم امام الجميع أنا اعتبر نقدكم ابداعا جديدا لفكرة المؤلف وخصوصا أنا لا أؤمن بقدرة الانسان على الموضوعية والتجرد لأن أي شيء يخرج من الكاتب إنما هو نتيجة ثقافته وقناعته وافكاره وحكمه هو حتى تجرده …
لذلك تمهلوا أيها النقاد لأني أعشق النقد البناء ذلك النقد الجمالي الذي يضيف لمسة جمالية على الطرح الموضوعي واتمنى من جميع الكتاب والادباء أن لايستائوا من النقد لانه كما ذكرت في السابق له دور كبير في الوسط الثقافي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق