قراءة الشاعرة والناقدة القديرة الاستاذة Azza Alkhazraji لنص تصوّف
تفاعل مع قصيدة تصوَف
الشاعر ميثاق الحلفي
أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي
إنّ في قتـْلي حياتــــي ماعة وفيئها
و مماتـي في حياتـي
و حياتي في مماتـي
أنّ عنـدي محْو ذاتـي
من أجّل المكرمـات
و بقائـي في صفاتـي
من قبيح السّيّئــات
سَئِمَتْ نفسـي حياتـي
في الرسوم الباليـات
الحلاَج
لهذا الصوت الحلاَجي رجع وصدى في قصيدة متصوَف للشاعر ميثاق الحلفي فيصدح بأنشودة السأم والتبرَم والضيق لبلوغ تغريبة الذات أوجها والتمزَق النفسي منتهاه . وهذا الملتهب كيانه طوقا وتوقا ظلَ عاكفا على رياضة نفسه رياضة روحيَة قاسية منهكة حتى ترعوي وتنقاد له في اذعان وخضوع بارغامها على ما لا تشتهي الجاما وكبتا لتسلك سبل الراشدين وتمضي بدرب السالكين ويكون من عكف عليها مروَضا من أصحاب الحال لا المقال من أهل الطريق الموحش لقلَة مرتاديه لذا يظلَ دأبا صراط الفرد لا الجماعة.
وها هو المنفرد بذاته في مدارج الترقي يستسيغ ما لا يستساغ عادة ويحتمل ما لا يحتمل الا لماما فيترك جنَة الجاعة وفيئها القميصَ و والتفاح والكهف والوادي ويمضي بطريق متشعَب ولا انيس ولا مصدر انارة خارجي والشوك يغمر محيطه ولا نعل يقيه الوخز والأذى بياض العين والسكين والصلب . والأشد غرابة أنَه يواصل المضي بدربه هذا وهو يعلم سلفا بمزالقه وانعطافاته وتعرَجاته حتى يختبر مدى صبره وجلده ويخبر نفسه ومدى عروجها في مدارج التطَهر من كل دنس يعيقها عن بلوغ الصفاء وها هو يردد تراتيل من ظفر ببرد اليأس من كل الملذات الأنية العرضية وأدرك أن في موتها حياته لذا انشق عن جماعة مستسلمة لما هو كائن وما هو ظاهري آسر فأعلن القطيعة مع تلك الجماعة المنغمسة في ملذاتها ويشي التناظر العكسي بين قطب الذات وان بدا سالبا وقطب الجماعة وان بدا موجبا بتحرَر مبتلي نفسه و بانفصال لا يعقبه اتصال بين الطرفين المتنابذين تنابذا جوهريا صميميا وتمَ لهذا المريد مراده فأقدم على خوض اختبار التمحيص بكل عزم وثبات وردد نداء الاحجام عن درب معهود /خذوا/ بلا تلكؤ ولا تردد مقتحما سبيلا مخالفا لسبل مطروقة من قبل تغري ببهرجها وزينتها ووداعتها الظاهرة ولكَنه ردد بأعماقه غري غيري متحدَيا نفسه الشهوية حتى تستحيل نفسا عاقلة حدسية بعد عسر اختبار وامتحان وتكون أشدَ تحررا ترى في الظلمة المنيرة ما لا يرى في النور المظلم وهذا الذي ابصر بعد عمى وأيقن بعد نوسان بين اقبال وادبار وضح سبيله واتسعت رؤياه وانفتحت عين بصيرته على حقيقة مفزعة فرأى الوطن غارقا في برك الدم
يا ايُّها الوطنُ
الذي لا اعرفه الاّ من خارطةِ الالمِ
المُبتلِع سماري
وتنامى شعوره بالوحشة اذ وعى أنَ كل فعل وكل سعي لاعادة التوازن سقط بهوَة اللاجدوى والبطلان فأطبقت عندئذ أيد على هذا العنق المشرئب للأفق وشدت أطواق استشعار الخيبة باحكام وأخذت تضيق وبنسق متسارع فصاح صيحة فزع مدويَة تردد صداها في الآفاق البعيدة وهو ينشد خلاصا من عصف ذهني حاد أشد حدَة وضراوة من صرخات الحلاج وكل من اكتوى بسياط نار الحيرة والسؤال
تَصوّف
خذوا القميصَ
وسأكتفي ببياضِ عينِ أبي……
خذوا الذّبحَ
وسأرضى انا بالسكينِ
خذوا التّفاحَ
وسأقنقع انا بالخطيئةِ
خذوا يسوع
وسانتشي بالصلب
خذوا الكهفَ
ودعوا لي الفتيةَ
خذوا الوادي
فالشعِرُ مَلكٌ صالحٌ
لا هيامَ فيه
خذوا النهرَ
وسارضى بمغازلةِ القصبِ…
يا ايُّها الوطنُ
الذي لا اعرفه الاّ من خارطةِ الالمِ
المُبتلِع سماري
وَجه اللهِ
المُجتث بأزميلهِ بحوراً مُرمّلةً
الباسطُ يدَه
على نواصٍ مُفلسةٍ
الباحِث في آنيةِ الحُلُمِ
عن بشارةٍ
خذوا رأسي…
فمَن يُعيرني فأسَه
لاحطمَ أصنامَ رأسي
ميثاق الحلفي
تفاعل مع قصيدة تصوَف
الشاعر ميثاق الحلفي
أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي
إنّ في قتـْلي حياتــــي ماعة وفيئها
و مماتـي في حياتـي
و حياتي في مماتـي
أنّ عنـدي محْو ذاتـي
من أجّل المكرمـات
و بقائـي في صفاتـي
من قبيح السّيّئــات
سَئِمَتْ نفسـي حياتـي
في الرسوم الباليـات
الحلاَج
لهذا الصوت الحلاَجي رجع وصدى في قصيدة متصوَف للشاعر ميثاق الحلفي فيصدح بأنشودة السأم والتبرَم والضيق لبلوغ تغريبة الذات أوجها والتمزَق النفسي منتهاه . وهذا الملتهب كيانه طوقا وتوقا ظلَ عاكفا على رياضة نفسه رياضة روحيَة قاسية منهكة حتى ترعوي وتنقاد له في اذعان وخضوع بارغامها على ما لا تشتهي الجاما وكبتا لتسلك سبل الراشدين وتمضي بدرب السالكين ويكون من عكف عليها مروَضا من أصحاب الحال لا المقال من أهل الطريق الموحش لقلَة مرتاديه لذا يظلَ دأبا صراط الفرد لا الجماعة.
وها هو المنفرد بذاته في مدارج الترقي يستسيغ ما لا يستساغ عادة ويحتمل ما لا يحتمل الا لماما فيترك جنَة الجاعة وفيئها القميصَ و والتفاح والكهف والوادي ويمضي بطريق متشعَب ولا انيس ولا مصدر انارة خارجي والشوك يغمر محيطه ولا نعل يقيه الوخز والأذى بياض العين والسكين والصلب . والأشد غرابة أنَه يواصل المضي بدربه هذا وهو يعلم سلفا بمزالقه وانعطافاته وتعرَجاته حتى يختبر مدى صبره وجلده ويخبر نفسه ومدى عروجها في مدارج التطَهر من كل دنس يعيقها عن بلوغ الصفاء وها هو يردد تراتيل من ظفر ببرد اليأس من كل الملذات الأنية العرضية وأدرك أن في موتها حياته لذا انشق عن جماعة مستسلمة لما هو كائن وما هو ظاهري آسر فأعلن القطيعة مع تلك الجماعة المنغمسة في ملذاتها ويشي التناظر العكسي بين قطب الذات وان بدا سالبا وقطب الجماعة وان بدا موجبا بتحرَر مبتلي نفسه و بانفصال لا يعقبه اتصال بين الطرفين المتنابذين تنابذا جوهريا صميميا وتمَ لهذا المريد مراده فأقدم على خوض اختبار التمحيص بكل عزم وثبات وردد نداء الاحجام عن درب معهود /خذوا/ بلا تلكؤ ولا تردد مقتحما سبيلا مخالفا لسبل مطروقة من قبل تغري ببهرجها وزينتها ووداعتها الظاهرة ولكَنه ردد بأعماقه غري غيري متحدَيا نفسه الشهوية حتى تستحيل نفسا عاقلة حدسية بعد عسر اختبار وامتحان وتكون أشدَ تحررا ترى في الظلمة المنيرة ما لا يرى في النور المظلم وهذا الذي ابصر بعد عمى وأيقن بعد نوسان بين اقبال وادبار وضح سبيله واتسعت رؤياه وانفتحت عين بصيرته على حقيقة مفزعة فرأى الوطن غارقا في برك الدم
يا ايُّها الوطنُ
الذي لا اعرفه الاّ من خارطةِ الالمِ
المُبتلِع سماري
وتنامى شعوره بالوحشة اذ وعى أنَ كل فعل وكل سعي لاعادة التوازن سقط بهوَة اللاجدوى والبطلان فأطبقت عندئذ أيد على هذا العنق المشرئب للأفق وشدت أطواق استشعار الخيبة باحكام وأخذت تضيق وبنسق متسارع فصاح صيحة فزع مدويَة تردد صداها في الآفاق البعيدة وهو ينشد خلاصا من عصف ذهني حاد أشد حدَة وضراوة من صرخات الحلاج وكل من اكتوى بسياط نار الحيرة والسؤال
تَصوّف
خذوا القميصَ
وسأكتفي ببياضِ عينِ أبي……
خذوا الذّبحَ
وسأرضى انا بالسكينِ
خذوا التّفاحَ
وسأقنقع انا بالخطيئةِ
خذوا يسوع
وسانتشي بالصلب
خذوا الكهفَ
ودعوا لي الفتيةَ
خذوا الوادي
فالشعِرُ مَلكٌ صالحٌ
لا هيامَ فيه
خذوا النهرَ
وسارضى بمغازلةِ القصبِ…
يا ايُّها الوطنُ
الذي لا اعرفه الاّ من خارطةِ الالمِ
المُبتلِع سماري
وَجه اللهِ
المُجتث بأزميلهِ بحوراً مُرمّلةً
الباسطُ يدَه
على نواصٍ مُفلسةٍ
الباحِث في آنيةِ الحُلُمِ
عن بشارةٍ
خذوا رأسي…
فمَن يُعيرني فأسَه
لاحطمَ أصنامَ رأسي
ميثاق الحلفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق