الكتابة للتلفزيون
تختلف الكتابة للتلفزيون عن غيرها من الوسائل المقروءة والمسموعة وحتى المرئية . لما يختلف به هذا الجهاز عن غيره في جماعية المشاهدة وآنيتها ولاشتراك العديد من الكفاءات والأجهزة في تقديم هذه الكتابة بشكل يقبله الجميع وتستطيع هذه الكتابة بان تؤدي غرضها بالشكل المطلوب . ولهذا فلابد من أن يكون الكاتب التلفزيوني عارفا لهذه الكفاءات وتلك الأجهزة والآلات وما تقوم به مثلما انه يجب أن يعرف المواضيع التي يختارها وكيفية تقديمها وانتقاء ألفاظها وبناء جملها وتركيب مشاهدها بمعرفة الجهة التي يخاطبها بكتابته هذه .كذلك معرفته الجيدة للمرحلة والظروف التي تحيط به وما يريد قوله بالنهاية من خلال ما كتب . ومن تلك الكتابات كتابة الدراما التي هي من اكثر الأنواع جذبا للجمهور ومن أوسعها انتشارا وقبولا ولجميع الفئات العمرية والثقافية والاجتماعية . وهي الأكثر صعوبة وندرة في جميع تلفزيونات العالم لأنها تعتمد على الموهبة الفذة في فن كتابة الدراما التلفزيونية التي تتناول الحياة العامة للمجتمع وصباغة هذه الحياة ومناقشة مفرداتها الطبيعية على أساس غير طبيعي فيعيد تراكيب تلك المفردات ويتفنن في صياغتها بما يتوائم وأهداف فكرته .حيث أن الكاتب الناجح هو الذي يتحدث بمفردات الشخصية واعطاء وصفها البيئي وتحديد اطارها المحلي من خلال طرح موضوعة تجسد هذه البيئة بهذه المواصفات بصدق يجعل المشاهد مقتنعا بان تلك الشخصيات موجودة على ارض الواقع وتعيش في تلك البيئة وبين أفراد مجتمعه .
فندرة الأسماء من كتاب الدراما التلفزيونية ليس بغريب لما يتطلبه هذا الفن من قدرات ومهارات لا تتوفر عند غيرهم من كتاب القصة أو الرواية أو حتى المسرح والسينما . وهؤلاء الكتاب أيضا وعلى الرغم من ندرتهم فان هذه الندرة تتقلص إذا ما عزلنا المبدعون منهم والذين يستمرون في عطاءهم أو اذا ما قسمناهم الى اختصاصات ثانوية في الكتابة كتخصص دقيق من كاتب تاريخي وكاتب ديني وآخر محلي ( شعبي )وتخصص أدق مثل كاتب ريفي وثاني بدوي وغير ذلك من التقسيمات . لان الكاتب الدرامي الذي يعرف أصول اللعبة ليس بالضرورة انه يستطيع الكتاب في كل هذه التخصصات وبنفس المستوى لان بناء الدار على سبيل المثال يختلف عن بناء جسر أو طب العيون ليس كطبيب الأسنان وهكذا . وكثيرا ما برز كاتب في جانب وفي نفس الوقت اخفق في جانب آخر وهذا ليس عيبا بقدر ما هو محصلة لخلفية هذا الكاتب والتقاء مع اهتماماته ودراساته . والكاتب المحلي الناجح هو الذي تختزل كتاباته في معرفته لطبوغرافية هذا المجتمع وتكون حصيلة دراسته ورصده للأحداث والأماكن والشخصيات بشكل ذكي واع بحيث انه يختار الفكرة ويطرحها بمعالجة درامية تلفزيونية مقنعة بما يحمله من مؤهلات أكاديمية وحياتية . فهو أكاديمي بارع في البناء الدرامي لصياغة أحداث وافتراض شخصيات تقدم تلك الفكرة وعارفا بمفردات الحياة اليومية لتلك الشخصيات من عادات وتقاليد وطقوس لكي تمكنه هذه الدراية وتلك البراعة من صنع عمل رصين تقل فيه الأخطاء أن لم تختف . وبخلاف ذلك فان الخلل يكون واضحا وجليا لا يمكن تغطيته أو التغاضي عنه لان
صعوبة هذا العمل في انه يتعامل مع المجتمع بصياغة مجتمع يحاكيه .
وهنا يجب على الكاتب أن لا يحشرنفسه للكتابة في بيئة ليست بيئته أو مجتمع لا يعرف عنه إلا ما قرأ أو سمع كما يحصل في إعداد القصص ولو أنها تنسحب على مجتمعه شاء أو أبى أو أنه هو الذي يسقطها على مجتمعه لكي لا يسقط في المحذور ولكن النكهة تظل نكهة غريبة وكذلك المفردات الدقيقة لحياة الشخصيات لابد من التعرف عليها قبل البدء في تناولها كما هو الحال في تناول مرض معين من قبل طبيب أو بناء بيت من قبل مهندس أو تقليد معين . لان أي خلل في ذلك سيفقد المصداقية ويسحب البساط من تحت المحاكاة والوصول للهدف . فكيف يستطيع الكاتب أن يقدم للمشاهد سجينا مظلوما مثلا وهو لم يكن يوما سجينا أو مظلوما . فيتركها لخياله دون تجربة أو بحث وتقصي أو معايشة حقيقية لأناس أو معهم والأمثلة كثيرة .وهذا ينسحب على العاملين الآخرين كالمخرج والممثل وغيرهم والذي لابد وان يقدم الشخصية أو الحدث بشكل قريب عن الواقع وبمزيد من الإقناع وان يكون قد اختبر إحساسه بها لأقرب نقطة من نقاط التلاقي مع الحقيقة . فكلما كان اكثر معاناة وتحمل في المعايشة أو البحث والدراسة أو التقصي . وحتى لا يكون قد قدم نماذج مصطنعة أو مقحمة لأنه سيطفو على السطح ويظهر للعيان كمؤشر فشل مهما حاول من إضفاء مسحة الواقعية أو الصدق الذي يعتقد انه قد يكتب بها . على الكاتب أولا أن يحدد مكان وزمان أحداث نصه لكي يقدم نفس اللغة والعادات والتقاليد والبيئة لان الذي يصلح اليوم يمكن انه لا يصلح غدا أو الذي نرضاه في مكان ما لا يرضى به آخرون في مكان ثاني . وهذه المتغيرات لابد من معرفتها والتعاطي معها من موقع مسؤولية وموقف الكاتب حتى في العلاقات الإنسانية هنالك تغيرات ، الواجب ملاحظتها وعدم إغفالها لكي يكون الكاتب اكثر إقناعا وبالتالي يكون المتلقي ( المشاهد ) اكثر انتباها وتقبلا ليعطي النص غايته في التأثير بما يشاهد وتصل الرسالة التي أراد الكاتب توصيلها . ويجب أن ينتبه الكاتب الدرامي التلفزيوني إلى انه القاسم المشترك لثقافة هذا المجتمع ولكل الشرائح والأعمار والاتجاهات حتى وان كان النص موجه إلى شريحة معينة أو عمر محدد أو جنس ما . وانه مراقب من قبل كل الثقافات ولو انه قد كتب في مستوى معين . وعليه أن يعرف أن الأمزجة والآراء مختلفة ومتنوعة تشاهد نتاجه وترصد مواقفه وآراءه وتناقش قناعاته . وان جمهوره يختلف عن جمهور المسرح والسينما الذين يتفق على خط ما أو تجمعهم مفردات ما وهذا ما يدفعهم للذهاب لصالات المسرح أو السينما . وعلى كاتب الدراما التلفزيونية أن يعرف انه ليس كل فكرة ممكن أن تصلح للتناول تلفزيونيا مثلما هي الحالة في باقي الفنون والثقافات لأنه ضيف دائم للعائلة وعليه أن يحترم مضيفيه ويراعي آداب الضيافة . وانه تحت المجهر في كل ما يطرح من قول أو فعل لشريحة واسعة من المجتمع الذي لا يمارس التخلي عن وقته وماله وجهده للذهاب إلى صالة تجمعه مع أناس آخرين لمشاهدة عرض ما . وانه يمارس دور المعلم الذي يجب أن يهيأ أدواته جيدا قبل أن يدخل الصف لاسيما وان هذا الصف تنتظم فيه عقول ومواهب تحتل مكانتها في المجتمع من كل الاختصاصات . ولا مبرر له في أن يقول أن له الحرية في كتابة ما يشاء وكيفما يريد أبدا لأنه يضع قابلياته وأفكاره بناءا على رسالته التي هي خدمة هذا المجتمع ومساهمة منه في كشف ما ينطوي من سلوك وأخلاقيات وسياسات من خلال شاشة تبث برامجها على مدار الساعة ومن خلال أسلوبه وطريقة تقديمه ليشكل رافدا ثقافيا مهما من روافد بناء الأسرة وتلاحم المجتمع . لان هذه الشاشة تديرها الدولة أو تحت رعايتها وعلى الدولة أن لا تغفل سياساتها ومناهجها التربوية والثقافية وتوجهاتها المستقبلية ولابد من أن لهذه الدولة من يمثلها في السيطرة على هذه البرامج في الفحص والمراقبة وان العاملين في هذا المضمار أيضا يحملون في دواخلهم هاجس الرقابة ويتصرفون على أساسه شاءوا أم أبوا حتى في الشركات الفنية الخاصة لان القدر البسيط من التحرر في الإنتاج لا يمنع من التمسك بالقيم والثوابت العامة . ولكي لا ينجرف القطاع الخاص لتبرير عملية التسويق في إنتاج أعمال فنية بمواصفات غير منضبطة وعرض ما لا يمت للعادات والقيم بصلة وبالنتيجة لابد من أن يخضع لالتزامات أخلاقية ومواقف مهنية أولا وعامة ثانيا . فالحب أينما يكون هو شعور إنساني نبيل ولكن يبقى كيف نتعامل معه لطرح قصة من قصصه للمشاهد .فلابد من مراعاة الأخلاق والأعراف والقيم العامة . فطريقة التناول تختلف من مجتمع لمجتمع حسب عاداته وتقاليده .
--------------------------------------------
فن الكتابة - صباح رحيمة 2009
تختلف الكتابة للتلفزيون عن غيرها من الوسائل المقروءة والمسموعة وحتى المرئية . لما يختلف به هذا الجهاز عن غيره في جماعية المشاهدة وآنيتها ولاشتراك العديد من الكفاءات والأجهزة في تقديم هذه الكتابة بشكل يقبله الجميع وتستطيع هذه الكتابة بان تؤدي غرضها بالشكل المطلوب . ولهذا فلابد من أن يكون الكاتب التلفزيوني عارفا لهذه الكفاءات وتلك الأجهزة والآلات وما تقوم به مثلما انه يجب أن يعرف المواضيع التي يختارها وكيفية تقديمها وانتقاء ألفاظها وبناء جملها وتركيب مشاهدها بمعرفة الجهة التي يخاطبها بكتابته هذه .كذلك معرفته الجيدة للمرحلة والظروف التي تحيط به وما يريد قوله بالنهاية من خلال ما كتب . ومن تلك الكتابات كتابة الدراما التي هي من اكثر الأنواع جذبا للجمهور ومن أوسعها انتشارا وقبولا ولجميع الفئات العمرية والثقافية والاجتماعية . وهي الأكثر صعوبة وندرة في جميع تلفزيونات العالم لأنها تعتمد على الموهبة الفذة في فن كتابة الدراما التلفزيونية التي تتناول الحياة العامة للمجتمع وصباغة هذه الحياة ومناقشة مفرداتها الطبيعية على أساس غير طبيعي فيعيد تراكيب تلك المفردات ويتفنن في صياغتها بما يتوائم وأهداف فكرته .حيث أن الكاتب الناجح هو الذي يتحدث بمفردات الشخصية واعطاء وصفها البيئي وتحديد اطارها المحلي من خلال طرح موضوعة تجسد هذه البيئة بهذه المواصفات بصدق يجعل المشاهد مقتنعا بان تلك الشخصيات موجودة على ارض الواقع وتعيش في تلك البيئة وبين أفراد مجتمعه .
فندرة الأسماء من كتاب الدراما التلفزيونية ليس بغريب لما يتطلبه هذا الفن من قدرات ومهارات لا تتوفر عند غيرهم من كتاب القصة أو الرواية أو حتى المسرح والسينما . وهؤلاء الكتاب أيضا وعلى الرغم من ندرتهم فان هذه الندرة تتقلص إذا ما عزلنا المبدعون منهم والذين يستمرون في عطاءهم أو اذا ما قسمناهم الى اختصاصات ثانوية في الكتابة كتخصص دقيق من كاتب تاريخي وكاتب ديني وآخر محلي ( شعبي )وتخصص أدق مثل كاتب ريفي وثاني بدوي وغير ذلك من التقسيمات . لان الكاتب الدرامي الذي يعرف أصول اللعبة ليس بالضرورة انه يستطيع الكتاب في كل هذه التخصصات وبنفس المستوى لان بناء الدار على سبيل المثال يختلف عن بناء جسر أو طب العيون ليس كطبيب الأسنان وهكذا . وكثيرا ما برز كاتب في جانب وفي نفس الوقت اخفق في جانب آخر وهذا ليس عيبا بقدر ما هو محصلة لخلفية هذا الكاتب والتقاء مع اهتماماته ودراساته . والكاتب المحلي الناجح هو الذي تختزل كتاباته في معرفته لطبوغرافية هذا المجتمع وتكون حصيلة دراسته ورصده للأحداث والأماكن والشخصيات بشكل ذكي واع بحيث انه يختار الفكرة ويطرحها بمعالجة درامية تلفزيونية مقنعة بما يحمله من مؤهلات أكاديمية وحياتية . فهو أكاديمي بارع في البناء الدرامي لصياغة أحداث وافتراض شخصيات تقدم تلك الفكرة وعارفا بمفردات الحياة اليومية لتلك الشخصيات من عادات وتقاليد وطقوس لكي تمكنه هذه الدراية وتلك البراعة من صنع عمل رصين تقل فيه الأخطاء أن لم تختف . وبخلاف ذلك فان الخلل يكون واضحا وجليا لا يمكن تغطيته أو التغاضي عنه لان
صعوبة هذا العمل في انه يتعامل مع المجتمع بصياغة مجتمع يحاكيه .
وهنا يجب على الكاتب أن لا يحشرنفسه للكتابة في بيئة ليست بيئته أو مجتمع لا يعرف عنه إلا ما قرأ أو سمع كما يحصل في إعداد القصص ولو أنها تنسحب على مجتمعه شاء أو أبى أو أنه هو الذي يسقطها على مجتمعه لكي لا يسقط في المحذور ولكن النكهة تظل نكهة غريبة وكذلك المفردات الدقيقة لحياة الشخصيات لابد من التعرف عليها قبل البدء في تناولها كما هو الحال في تناول مرض معين من قبل طبيب أو بناء بيت من قبل مهندس أو تقليد معين . لان أي خلل في ذلك سيفقد المصداقية ويسحب البساط من تحت المحاكاة والوصول للهدف . فكيف يستطيع الكاتب أن يقدم للمشاهد سجينا مظلوما مثلا وهو لم يكن يوما سجينا أو مظلوما . فيتركها لخياله دون تجربة أو بحث وتقصي أو معايشة حقيقية لأناس أو معهم والأمثلة كثيرة .وهذا ينسحب على العاملين الآخرين كالمخرج والممثل وغيرهم والذي لابد وان يقدم الشخصية أو الحدث بشكل قريب عن الواقع وبمزيد من الإقناع وان يكون قد اختبر إحساسه بها لأقرب نقطة من نقاط التلاقي مع الحقيقة . فكلما كان اكثر معاناة وتحمل في المعايشة أو البحث والدراسة أو التقصي . وحتى لا يكون قد قدم نماذج مصطنعة أو مقحمة لأنه سيطفو على السطح ويظهر للعيان كمؤشر فشل مهما حاول من إضفاء مسحة الواقعية أو الصدق الذي يعتقد انه قد يكتب بها . على الكاتب أولا أن يحدد مكان وزمان أحداث نصه لكي يقدم نفس اللغة والعادات والتقاليد والبيئة لان الذي يصلح اليوم يمكن انه لا يصلح غدا أو الذي نرضاه في مكان ما لا يرضى به آخرون في مكان ثاني . وهذه المتغيرات لابد من معرفتها والتعاطي معها من موقع مسؤولية وموقف الكاتب حتى في العلاقات الإنسانية هنالك تغيرات ، الواجب ملاحظتها وعدم إغفالها لكي يكون الكاتب اكثر إقناعا وبالتالي يكون المتلقي ( المشاهد ) اكثر انتباها وتقبلا ليعطي النص غايته في التأثير بما يشاهد وتصل الرسالة التي أراد الكاتب توصيلها . ويجب أن ينتبه الكاتب الدرامي التلفزيوني إلى انه القاسم المشترك لثقافة هذا المجتمع ولكل الشرائح والأعمار والاتجاهات حتى وان كان النص موجه إلى شريحة معينة أو عمر محدد أو جنس ما . وانه مراقب من قبل كل الثقافات ولو انه قد كتب في مستوى معين . وعليه أن يعرف أن الأمزجة والآراء مختلفة ومتنوعة تشاهد نتاجه وترصد مواقفه وآراءه وتناقش قناعاته . وان جمهوره يختلف عن جمهور المسرح والسينما الذين يتفق على خط ما أو تجمعهم مفردات ما وهذا ما يدفعهم للذهاب لصالات المسرح أو السينما . وعلى كاتب الدراما التلفزيونية أن يعرف انه ليس كل فكرة ممكن أن تصلح للتناول تلفزيونيا مثلما هي الحالة في باقي الفنون والثقافات لأنه ضيف دائم للعائلة وعليه أن يحترم مضيفيه ويراعي آداب الضيافة . وانه تحت المجهر في كل ما يطرح من قول أو فعل لشريحة واسعة من المجتمع الذي لا يمارس التخلي عن وقته وماله وجهده للذهاب إلى صالة تجمعه مع أناس آخرين لمشاهدة عرض ما . وانه يمارس دور المعلم الذي يجب أن يهيأ أدواته جيدا قبل أن يدخل الصف لاسيما وان هذا الصف تنتظم فيه عقول ومواهب تحتل مكانتها في المجتمع من كل الاختصاصات . ولا مبرر له في أن يقول أن له الحرية في كتابة ما يشاء وكيفما يريد أبدا لأنه يضع قابلياته وأفكاره بناءا على رسالته التي هي خدمة هذا المجتمع ومساهمة منه في كشف ما ينطوي من سلوك وأخلاقيات وسياسات من خلال شاشة تبث برامجها على مدار الساعة ومن خلال أسلوبه وطريقة تقديمه ليشكل رافدا ثقافيا مهما من روافد بناء الأسرة وتلاحم المجتمع . لان هذه الشاشة تديرها الدولة أو تحت رعايتها وعلى الدولة أن لا تغفل سياساتها ومناهجها التربوية والثقافية وتوجهاتها المستقبلية ولابد من أن لهذه الدولة من يمثلها في السيطرة على هذه البرامج في الفحص والمراقبة وان العاملين في هذا المضمار أيضا يحملون في دواخلهم هاجس الرقابة ويتصرفون على أساسه شاءوا أم أبوا حتى في الشركات الفنية الخاصة لان القدر البسيط من التحرر في الإنتاج لا يمنع من التمسك بالقيم والثوابت العامة . ولكي لا ينجرف القطاع الخاص لتبرير عملية التسويق في إنتاج أعمال فنية بمواصفات غير منضبطة وعرض ما لا يمت للعادات والقيم بصلة وبالنتيجة لابد من أن يخضع لالتزامات أخلاقية ومواقف مهنية أولا وعامة ثانيا . فالحب أينما يكون هو شعور إنساني نبيل ولكن يبقى كيف نتعامل معه لطرح قصة من قصصه للمشاهد .فلابد من مراعاة الأخلاق والأعراف والقيم العامة . فطريقة التناول تختلف من مجتمع لمجتمع حسب عاداته وتقاليده .
--------------------------------------------
فن الكتابة - صباح رحيمة 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق