… !! ) يوميات مخرج في مستشفى الرشاد للامراض النفسية – الحلقة الثانية
( مسرحية ولكن … … بدون وجود مسرح ... !)
كان الامر يقلقني كثيرا والرغبة شديدة في كتابة نصّ مسرحي ( سايكودراما ) ووضع سيناريو خاص له والمغامرة الكبيرة في أن أخرج هذا العمل المسرحي بابطاله المرضى وامام الجمهور, كان هناك صراع يحتدم في نفسي ويتعاظم يوما بعد يوم والرغبة شديدة وملحّة في القيام بهذا العمل الفريد من نوعه داخل المصحات النفسية والعقلية وكان الخوف كل الخوف من الفشل الذريع ونهاية هذا الحلم وموته للابد , اختمرت فكرة مسرحية على ان يكون عنوانها ( الغريب ) وهي عبارة عن حكاية المريض ( احمد … ) والذي بقي راقدا في المستشفى بسبب معاناته وغربته عن الاهل والمجتمع , اما الشخصيات الاخرى في المسرحية فكنت اعرف اغلبهم ( جمهوية … ) مريضة دخلت المستشفى بسبب قتل طفلها الرضيع ظنّا منها بانه ( جنّيّ ) يحال الفتك بها والتشهير امام الجميع ( بسبب الاوهام المرضية ) وهي مـتألمة جدا وتعيش حالة من الياس والخيبة بسبب رفض الاهل وعدم تقبّلها معهم ضمن العائلة بعد ان قام زوجها بالانفصال عنها غيابيا , المريض ( ضياء … ) هو الاخر يعاني من الحرمان العائلي بسبب انفصال ابويه عن بعضهما البعض والبدأ في حياة جديدة فكان يعاني من زوج امه وابنائه ومن زوجة ابيه وابنائها ايضا فما كان له من سبيل الا الشارع والارصفة .
شخصية الثمل ( فاضل … ) شخصية لطيفة جدا كان يتقمص شخصية الشاعر ( فاضل العزاوي ) وهو فعلا كان يحتسي الخمر ويكتب الشعر ويحفظه , بينما شخصية الشرطي ( حسن … ) هو الاخر منبوذا من الجميع وكان فيما مضى شرطيا , الممرضة ( ماري … ) هي مريضة ايضا تحب مهنة التمريض وكانت دائما تسرق ملابس الممرضات وترتديها اثناء الخفارات المسائية مما تسبب لهنّ المشاكل والمقالب , شخصية ( سعدون … ) شخصية مرحة وسعيدة دائما كانت من حصة المريض ( سعدون .. ) , شخصية الاب ( ابو احمد … ) المريض ( كامل … ) وهو يعاني من مرض الفصام وقد قام بقتل زوجته في يوم ما ودخل المستشفى للعلاج , شخصية المغنية كانت من حصة المريضة ( منيرة … ) كان لها صوتا شجيا عذبا يثير في النفس اللوعة والالم والحزن , المرضى المؤهلين اصدقاء احمد ( قاسم الرسّام …حسين الحائك وجاسم المثقف ) هم بالاساس مرضى في المستشفى , اما شخصية الطفل ( احمد … ) فكانت صعبة ومستحيلة في ان اجد طفلا صغيرا في داخل المستشفى يلعب هذا الدور , لكن السماء كانت معي فبعد جهد ومتابعة وقلق وخوف بعدم وجود هذا الطفل لمحت من بعيد احدى الممرضات تحمل ابنها معها في اثناء عملها في المستشفى فقررت ان يكون هذا الطفل معي في المسرحية رغم كل شيء سواءا وافقت امه ام لم توافق ,فاسرعت بالاتصال بها وشرحت لها ماذا يعني ان يكون ابنها بطلا في مسرحية سيخلّدها التاريخ وبان وجوده معنا سيمنح المسرحية بعدا اخر واجواءا مهمة من الواجب توفرها في هذا العمل رفضت في بداية الامر ولكنني استطعت ان اقنعها تمنحنا ابنها لبعض الوقت اثناء البروفات والاشتراك في المسرحية . هنا …. كيف سأعمل على توليفة مناسبة من هؤلاء المرضى .. ؟!..
وكيف ساعمل منهم اول فرقة مسرحية في تاريخ المسشتفى ..؟ .. كان ذلك في أواخر العام 2000 وكانت سطوة النظام شديدة وقاسية وكانت الاجواء في العراق تنذر بكارثة كبيرة يتحلّ بهذه البلد . كانت الفكرة ان أحكي للمجتمع عن المريض العقلي وعالمه الغريب وعن معاناته والامه واحزانه خلف جدران المسشتفى وان اجعل صوته يخرج بعيدا ويصل الى مسامع الاخرين الذين تخلّوا عنه في ساعات المحنة والالم , فعلا كان المريض العقلي يعيش على هامش الحياة الكل يقف امامه ويضطهده فأحببت بهذا العمل ان اقف الى جانبه وليس امامه وان امسك يده بقوة وانتشله من هاوية المرض والظلام وأثبت للاخرين خطأ معتقداتهم وافكارهم حوله وبانه لا يستحق الحياة ولا حتى الكرامة والاهتمام والحب والتعاطف معه .
حاولت ان أثبت للاخرين بان هذا المريض متى ما مُنح الفرصة المناسبة والاسناد والتشجيع والاهتمام سيكون مبدعا وبامكانه العودة الى المجتمع مرة اخرى , وكذلك اردت ان اعرض للمجتمع قسوة وبطش السلطة الحاكمة في العراق وان احكي عن المآسي والويلات التي عانى من الشعب العراقي والاضرار العميقة التي تسببت بجنون عدد كبير من الشعب نتيجة لهذا الطغيان والاستبداد . هذه المهمة ليست سهلة لكنها اصبحت في نفس الوقت بالنسبة لي تحدّيا وهدفا منشودا . لانها فعلا اول محاولة في تاريخ الطب النفسي يستخدم فيها العلاج بالسايكودراما للمرضى العقليين .
كانت مغامرة جميلة وخطرة وممتعة في نفس الوقت . هنا اصبحت فكرة المسرحية وشخوصها واضحة امامي فكان لزاما ان اكتبها على الورق , لكن كيف ساكتب نصّا مسرحيا لهؤلاء المرضى العقليين وهم يعانون من اعراض المرض السالبة ! كيف ساكتب الحوار بلغة بسيطة يستطيع المريض ان يهضمها ويتقبلها بسهولة ! والاهم من ذلك كيف سيكون اول لقاء مباشر بين المريض والمريضة وهم بالاساس في ردهات منفصلة عن بعضهم البعض وكيف سيكون اللقاء وهذا ممنوع في قوانين المستشفى ( اختلاط ما بين المرضى والمريضات ) … ! ومن سيتحمل المسؤولية لو حدث ما حدث او انتكست حالة المرضى بسبب الجهد المبذول من قبلهم اثناء التدريبات , وكيف سيتآلف المرضى فيما بينهم على هذا العمل المسرحي الجديد والفريد في نوعه ..؟ ! عندما كتب المشهد الاول من المسرحية وهي بفصلين فقد كتبته باللغة العامية العراقية اولا حتى يستطيعون تقبل اللغة والحديث بها بسهولة وكذلك فتحت لهم الباب واسعا بان يضيفون من عندهم اي حوار اخر يلائم الجو العام في المسرحية او استبدال الحوار المكتوب بحوار اخر مقارب له ولكن بلغة المريض , كذلك تجنبت الحوارات الطويلة لئلا ترهق المريض او تجعله عاجزا عن حفظها , وكذلك الحوارات التي فيها تأنيب وتنكيل كي احافظ على هدوءهم واستمرارهم بالعمل .
كنت في بداية الامر التقي بالمريضات فقط وبمعزل عن المرضى الاخرين المشاركين في المسرحية ( حيث استخدمت اكثر من مريضة واحدة لنفس الشخصية تحسبا لأي طارىء كانتكاسة المريضة وتدهور حالتها النفسية او خروجها من المستشفى بعد تحسّن حالتها او رفضها العمل والاستمرار فيه ) , وكنت أمثّل المسرحية كاملة امامهنّ وأرغبهنّ بالعمل معي في هذه المسرحية واقوم بجلسات مطوّلة معهنّ كي اكسب ثقتهنّ بي وبالعمل واقوم بالشرح والاجابة عن كل ما يجول في خاطرهنّ , بعد ذلك اطلب مهنّ اداء الادوار النسائية معي ( حيث أقوم انا بأداء ادوار المرضى ) وأدوّن ملاحظاتي عن كل واحدة منهنّ واراقبهنّ عن كثب , بعد ذلك اتصل بالمرضى الممثلين وكان عددهم يتجاوز الضعف وأقوم بنفس العمل معهم كما عملت مع المريضات ( حيث أقوم بادوار المريضات معهم وكل ياخذ دوره ) . في بداية الامر كان العمل شاقا ومضنيا ومتعبا جدا لكنني كنت متاكد بان العمل هذا يحتاج الى المزيد من الصبر والجهد والذي شجّعني على المضي قدما في هذا العمل بعض المرضى والمريضات بعدما اصبحت الصورة واضحة عندي عمن سيرافقني في هذا العمل الى نهاية المطاف , الكثير من المرضى والمريضات قرروا عدم الاستمرار والعودة الى ردهاتهم ولم يبق معي الاّ مجموعة رائعة أحبت الفكرة والشخصيات وأحسّت بقرب هذه الشخصيات من انفسهم , فتمسّكوا بالعمل وقرروا البقاء معي . كتبت الفصل الاول فقط وكان عبارة عن عالم الغربة والمرض والاضطهاد والتشرّد الذي عاشه ( احمد … ) أما المشهد الثاني فلم اكتبه بعد ولم افكر كيف سيكون … !
كريم عبد الله
كريم عبدالله شاعر وكاتب عراقي صدرت له العديد من الدواوين منها ديوان العشق والاسطورة .. ديوان العشق في زمن الغربة .. .. ديوان ( بغداد في حلّتها الجديدة ) .. اخرج وألف العديد من المسرحيات .. مسرحية الغريب ( سايكودراما ) .. مسرحية الشيزوفرينيا ( سايكودراما ) ...مسرحية الجهل والحرمان ( سايكودراما ) ... مسرحية ليلة هيثم الأخيرة ( سايكودراما ) مسرحية ( وطنّ نا ) 2015.. قام بتصوير العشرات من الافلام التسجيلية والوثائقية .
( مسرحية ولكن … … بدون وجود مسرح ... !)
كان الامر يقلقني كثيرا والرغبة شديدة في كتابة نصّ مسرحي ( سايكودراما ) ووضع سيناريو خاص له والمغامرة الكبيرة في أن أخرج هذا العمل المسرحي بابطاله المرضى وامام الجمهور, كان هناك صراع يحتدم في نفسي ويتعاظم يوما بعد يوم والرغبة شديدة وملحّة في القيام بهذا العمل الفريد من نوعه داخل المصحات النفسية والعقلية وكان الخوف كل الخوف من الفشل الذريع ونهاية هذا الحلم وموته للابد , اختمرت فكرة مسرحية على ان يكون عنوانها ( الغريب ) وهي عبارة عن حكاية المريض ( احمد … ) والذي بقي راقدا في المستشفى بسبب معاناته وغربته عن الاهل والمجتمع , اما الشخصيات الاخرى في المسرحية فكنت اعرف اغلبهم ( جمهوية … ) مريضة دخلت المستشفى بسبب قتل طفلها الرضيع ظنّا منها بانه ( جنّيّ ) يحال الفتك بها والتشهير امام الجميع ( بسبب الاوهام المرضية ) وهي مـتألمة جدا وتعيش حالة من الياس والخيبة بسبب رفض الاهل وعدم تقبّلها معهم ضمن العائلة بعد ان قام زوجها بالانفصال عنها غيابيا , المريض ( ضياء … ) هو الاخر يعاني من الحرمان العائلي بسبب انفصال ابويه عن بعضهما البعض والبدأ في حياة جديدة فكان يعاني من زوج امه وابنائه ومن زوجة ابيه وابنائها ايضا فما كان له من سبيل الا الشارع والارصفة .
شخصية الثمل ( فاضل … ) شخصية لطيفة جدا كان يتقمص شخصية الشاعر ( فاضل العزاوي ) وهو فعلا كان يحتسي الخمر ويكتب الشعر ويحفظه , بينما شخصية الشرطي ( حسن … ) هو الاخر منبوذا من الجميع وكان فيما مضى شرطيا , الممرضة ( ماري … ) هي مريضة ايضا تحب مهنة التمريض وكانت دائما تسرق ملابس الممرضات وترتديها اثناء الخفارات المسائية مما تسبب لهنّ المشاكل والمقالب , شخصية ( سعدون … ) شخصية مرحة وسعيدة دائما كانت من حصة المريض ( سعدون .. ) , شخصية الاب ( ابو احمد … ) المريض ( كامل … ) وهو يعاني من مرض الفصام وقد قام بقتل زوجته في يوم ما ودخل المستشفى للعلاج , شخصية المغنية كانت من حصة المريضة ( منيرة … ) كان لها صوتا شجيا عذبا يثير في النفس اللوعة والالم والحزن , المرضى المؤهلين اصدقاء احمد ( قاسم الرسّام …حسين الحائك وجاسم المثقف ) هم بالاساس مرضى في المستشفى , اما شخصية الطفل ( احمد … ) فكانت صعبة ومستحيلة في ان اجد طفلا صغيرا في داخل المستشفى يلعب هذا الدور , لكن السماء كانت معي فبعد جهد ومتابعة وقلق وخوف بعدم وجود هذا الطفل لمحت من بعيد احدى الممرضات تحمل ابنها معها في اثناء عملها في المستشفى فقررت ان يكون هذا الطفل معي في المسرحية رغم كل شيء سواءا وافقت امه ام لم توافق ,فاسرعت بالاتصال بها وشرحت لها ماذا يعني ان يكون ابنها بطلا في مسرحية سيخلّدها التاريخ وبان وجوده معنا سيمنح المسرحية بعدا اخر واجواءا مهمة من الواجب توفرها في هذا العمل رفضت في بداية الامر ولكنني استطعت ان اقنعها تمنحنا ابنها لبعض الوقت اثناء البروفات والاشتراك في المسرحية . هنا …. كيف سأعمل على توليفة مناسبة من هؤلاء المرضى .. ؟!..
وكيف ساعمل منهم اول فرقة مسرحية في تاريخ المسشتفى ..؟ .. كان ذلك في أواخر العام 2000 وكانت سطوة النظام شديدة وقاسية وكانت الاجواء في العراق تنذر بكارثة كبيرة يتحلّ بهذه البلد . كانت الفكرة ان أحكي للمجتمع عن المريض العقلي وعالمه الغريب وعن معاناته والامه واحزانه خلف جدران المسشتفى وان اجعل صوته يخرج بعيدا ويصل الى مسامع الاخرين الذين تخلّوا عنه في ساعات المحنة والالم , فعلا كان المريض العقلي يعيش على هامش الحياة الكل يقف امامه ويضطهده فأحببت بهذا العمل ان اقف الى جانبه وليس امامه وان امسك يده بقوة وانتشله من هاوية المرض والظلام وأثبت للاخرين خطأ معتقداتهم وافكارهم حوله وبانه لا يستحق الحياة ولا حتى الكرامة والاهتمام والحب والتعاطف معه .
حاولت ان أثبت للاخرين بان هذا المريض متى ما مُنح الفرصة المناسبة والاسناد والتشجيع والاهتمام سيكون مبدعا وبامكانه العودة الى المجتمع مرة اخرى , وكذلك اردت ان اعرض للمجتمع قسوة وبطش السلطة الحاكمة في العراق وان احكي عن المآسي والويلات التي عانى من الشعب العراقي والاضرار العميقة التي تسببت بجنون عدد كبير من الشعب نتيجة لهذا الطغيان والاستبداد . هذه المهمة ليست سهلة لكنها اصبحت في نفس الوقت بالنسبة لي تحدّيا وهدفا منشودا . لانها فعلا اول محاولة في تاريخ الطب النفسي يستخدم فيها العلاج بالسايكودراما للمرضى العقليين .
كانت مغامرة جميلة وخطرة وممتعة في نفس الوقت . هنا اصبحت فكرة المسرحية وشخوصها واضحة امامي فكان لزاما ان اكتبها على الورق , لكن كيف ساكتب نصّا مسرحيا لهؤلاء المرضى العقليين وهم يعانون من اعراض المرض السالبة ! كيف ساكتب الحوار بلغة بسيطة يستطيع المريض ان يهضمها ويتقبلها بسهولة ! والاهم من ذلك كيف سيكون اول لقاء مباشر بين المريض والمريضة وهم بالاساس في ردهات منفصلة عن بعضهم البعض وكيف سيكون اللقاء وهذا ممنوع في قوانين المستشفى ( اختلاط ما بين المرضى والمريضات ) … ! ومن سيتحمل المسؤولية لو حدث ما حدث او انتكست حالة المرضى بسبب الجهد المبذول من قبلهم اثناء التدريبات , وكيف سيتآلف المرضى فيما بينهم على هذا العمل المسرحي الجديد والفريد في نوعه ..؟ ! عندما كتب المشهد الاول من المسرحية وهي بفصلين فقد كتبته باللغة العامية العراقية اولا حتى يستطيعون تقبل اللغة والحديث بها بسهولة وكذلك فتحت لهم الباب واسعا بان يضيفون من عندهم اي حوار اخر يلائم الجو العام في المسرحية او استبدال الحوار المكتوب بحوار اخر مقارب له ولكن بلغة المريض , كذلك تجنبت الحوارات الطويلة لئلا ترهق المريض او تجعله عاجزا عن حفظها , وكذلك الحوارات التي فيها تأنيب وتنكيل كي احافظ على هدوءهم واستمرارهم بالعمل .
كنت في بداية الامر التقي بالمريضات فقط وبمعزل عن المرضى الاخرين المشاركين في المسرحية ( حيث استخدمت اكثر من مريضة واحدة لنفس الشخصية تحسبا لأي طارىء كانتكاسة المريضة وتدهور حالتها النفسية او خروجها من المستشفى بعد تحسّن حالتها او رفضها العمل والاستمرار فيه ) , وكنت أمثّل المسرحية كاملة امامهنّ وأرغبهنّ بالعمل معي في هذه المسرحية واقوم بجلسات مطوّلة معهنّ كي اكسب ثقتهنّ بي وبالعمل واقوم بالشرح والاجابة عن كل ما يجول في خاطرهنّ , بعد ذلك اطلب مهنّ اداء الادوار النسائية معي ( حيث أقوم انا بأداء ادوار المرضى ) وأدوّن ملاحظاتي عن كل واحدة منهنّ واراقبهنّ عن كثب , بعد ذلك اتصل بالمرضى الممثلين وكان عددهم يتجاوز الضعف وأقوم بنفس العمل معهم كما عملت مع المريضات ( حيث أقوم بادوار المريضات معهم وكل ياخذ دوره ) . في بداية الامر كان العمل شاقا ومضنيا ومتعبا جدا لكنني كنت متاكد بان العمل هذا يحتاج الى المزيد من الصبر والجهد والذي شجّعني على المضي قدما في هذا العمل بعض المرضى والمريضات بعدما اصبحت الصورة واضحة عندي عمن سيرافقني في هذا العمل الى نهاية المطاف , الكثير من المرضى والمريضات قرروا عدم الاستمرار والعودة الى ردهاتهم ولم يبق معي الاّ مجموعة رائعة أحبت الفكرة والشخصيات وأحسّت بقرب هذه الشخصيات من انفسهم , فتمسّكوا بالعمل وقرروا البقاء معي . كتبت الفصل الاول فقط وكان عبارة عن عالم الغربة والمرض والاضطهاد والتشرّد الذي عاشه ( احمد … ) أما المشهد الثاني فلم اكتبه بعد ولم افكر كيف سيكون … !
كريم عبد الله
كريم عبدالله شاعر وكاتب عراقي صدرت له العديد من الدواوين منها ديوان العشق والاسطورة .. ديوان العشق في زمن الغربة .. .. ديوان ( بغداد في حلّتها الجديدة ) .. اخرج وألف العديد من المسرحيات .. مسرحية الغريب ( سايكودراما ) .. مسرحية الشيزوفرينيا ( سايكودراما ) ...مسرحية الجهل والحرمان ( سايكودراما ) ... مسرحية ليلة هيثم الأخيرة ( سايكودراما ) مسرحية ( وطنّ نا ) 2015.. قام بتصوير العشرات من الافلام التسجيلية والوثائقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق