قصيدة بعنوان " إفتحي عيون الشبَّاك "
أنا مثلكِ تماماً لكنكِ لست مثلي
تحايلتِ أنت على حلمي لكي ينامْ
و انتحلتِ رشاقةَ قلبي لكي تطمئنيني
على جوريةٍ كانت جارتي
وَسِِعَتْ رحمةُ خمائلها كلَّ أيائلها
لكن الفاتحينَ وضعوا في عينيها كحلهم
لكي تمدَحهم شقائقُِ النعمانْ
و تحالفوا ضد آذارَ كي لا يمسَّ جدائلها
لها من كل وجعٍ زوجينِ راشدينِ
و سبعُ حدائقَ معلقاتٌ إلى حينٍ
ممتلئاتٌ بفاكهةٍ لها رائحةُ الغمامْ
أعدي غداً للقيامةِ زينتكِ
و أفسحي المكانَ لأوليائنا و الحسانْ
فحضنكِ يملأهُ ليلكِ الطويلُ
فكيفَ ترتبُ الزنابقُ زينتها
إذا كانتْ شركاتُ الحبِّ تحبكِ
و تمنع كي يتشمسَ في ساحليكِ النخيلُ ...!
إفتحي عيونَ الشباكِ
ليخرجَ الشعراءُ من أحلامهم
قدمي لهم الشفاهَ قبلَ النبيذِ
لنعرفَ الفرقَ بين الفراشِ و الحصانْ
جوريتي تخافُ أن تعضَّ شفتيها العاصفةْ
لكنها رمتْ ضحكَتها في وجه خوفِها
و خلف حزنها مشتْ واثقةً من حزنها
كنايٍ نسي معدنهُ
لكنه لم ينسَ أغاني الحصادْ
إفتحي قلبَ الشبَّاكِ قليلاً
لكي أرى ما لا يُرى
حديقة تسافر في الغمامْ
و أسمعَ قلبي يقولُ
ما قال نايٌ لنايٍ
و هو ينعي رباعياتِ الخيامْ
جوريتي لا تستوعبُ خيبتها
تصَعِّدُ من لهجةِ قُبلتها
لكي يستعيدَ هيبتهُ مقامُ النهوندْ
كأن قمحَها جرحَها
لم يسر يوماً على ضفافِ الرافدينْ
و لا اليمامُ كان يوما حفيدا لغرناطةَ
و لا ارتعشت أغنيةٌ بين شفتيْ سمرقندْ
جوريتي سكان قلبها طيبونْ
و لو جُرِحتْ ألوانها
خضراءُ تخضرُّ كلما سرقوا خضرتها
لها مزاج العنقاءِ
إذا احترقتْ طلعتْ غداً من رمادها
و أخفتْ حدادَ حدائقها عن عيونِ الحمامْ
- أ حمد بوحويطا
- أبو فيروز
- المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق