إكليل الرحيل
حطّ على حافة عُشِّه ، و الحيرة بادية على وجهه الكظيم قال لأنثاه: حظّري نفسك للرحيل سنترك البلاد في أقرب الآجال...
وهي تحضن بيضها ،استغربت منه هذا القرار المفاجئ ،نظرت إليه برأفة و هو الذي طالما أحبّ الغابة و جوارها ..أحبّ الأرض و سمائها ، الأشجار وثمارها ، العشب و أزهارها .. حتى الوحوش التي طالما كان يستلذّ النظر لها في كل حالاتها من هدوءٍ و غضب أو جوع و افتراس ... كان يحبّ أوطانه و دياره أجابته بنبرة استفسار و استسلام : الرحيل؟ ... و لكن لابدّ من ترتيب للرحيل.. وإلا فهو هروب ..
طار بقربها و ردّ مبتسما: لا عليك قد يكون هروبا من عاصفة ستحلّ بالغابة ...أمّا الرحيل فقد رتّبت كلّ شيء ..ما عليك إلا تحضير نفسك للرحيل و التغيير و حزم الأمتعة...
كان ردّه صاعقة حطّت بها كلماتٌ بآذانها شقّت أعماقها لشظايا أفكار في وهلة من الزمن تلاعبتها بين الحنين لوكرها و الواجب لاستمرارية عهدها بزوجها ... قالت بمخفض صوتها : إذن حسمت الأمر؟..
ردّ مبتسما : نعم ...
قالت و الهلع بادٍ عليها و كم تمنّت أن تكود دعابة من ذكرها: ويحك اتطلب مني أن لا أكون ؟
ردّ بكل هدوء : بل هناك من وراء البحار ستثيتين و تكوني.. فأنت الآن تتأرجحين بين بين سماء الوجود و أرضها ..الوجود الذي لا يتعدى بهذه الغابة نهيق الأخدود ..أمّا هناك ستتعلمين كيف ترقص الريشة على أنغامٍ مذواقة لا تعرف النفاق و لا تخدع نوتات الأبجدية الهادفة و لا تستهزأ بالتغيير و ترحِّب بكل جديد..
قالت و بمقلتيها دمعة بريئة : سأغيِّر إذن تاريخ وجودي ...و أغيٍّر حدود الإنتماء ...
قاطعها بلمسة حنين على رأسها بريشه الناعم يهدّئ من روعها فقال : لن تًغي{ري إلا خريطة الزمن ..
شهقت و ذرفت مقلتيها: هو الزمن كفيلٌ بالأقدار ..لا أريد .. إن وجبت العواصف بزمني ..فمثلي مثل غيري سأعيشها بما أوتيت من صبرٍ و قوّة التصدي ...
قبّل جبينها مشفقا على خوفها يطمئنها من الشبح الذي بات يطاردها من سنين و هي متشبٍّثة بوصال الإنتماء حتى لا تفقد السيطرة على أعباء الزمن و أثره بأعماق الأنا..وقال :
لا تحزني و لا تخافي أنا بجانبك و كلي لك ..و إن فضّلت الرحيل على البقاء فذلك حتى لا أفقد ميزان العقل حين تحطّ العاصفة بالأوطان...
قالت : أليس هناك حلٌّ وسط ؟؟؟؟
قال : حبيبتي ..إمّا ان نكون أو لا نكون .. و ما الرحيل إلا سبيلا لأن نكون ..فما قولك ...
قالت: فاهجرهم هجرا جميلا ... و لو أن الرحيل يقطع شموخ أنفاسي و يغمد خناجر التغيير أعماقي.. لكن إن أضحى حتمية .. فلا خيار أمام الرضى بالأقدار ..
تنهّد عميقا وقال بمخفض صوته : لا تخافي .. كوني كما عرفتك دائما واثقةً قويّة ....
ردّت محبطة : ليس الرحيل ما يُشجيني إنما يعزّ عليا تراب الوطن ...رائحة الياسمين البري حين تزخّ السماء بسمتها و تلامس تراب الإنتماء.. هذا محيطي و فيه أكون ...
قاطعها: قد لا تجدين رائحة الياسمين البري و لا رائحة تراب الأوطان حين تبللها زخات الأمطار.. لكن ستُفتح لك آفاق عالمٍ جديد منه تكتشفين الكثير و لعقلك سيزيد حكمة لتتبصّري ثورة الوطن المجيد ...
قالت متأسفة : سنرحل إذا .. و التغيير لا أريد .. سنرحل .. وحبي لبيتي سيزيد ...
حلّقت بأجنحتها و غرّدت:
سيدي ،
للوديان أعشابٌ نديّة..
ولا يحيا الياسمين إلا بالديار الوفية ..
سيدي ،
سأرحل و بأعماقي الياسمين ضحيّة ...
و بأمتعتي دمعة شجيّة
سأرحل و كفني بيديّا
و هل للرحيل عودة..أم أنها أبدية ..
طار لها و تراقصا طويلا ثمّ استقرا بغصن ليس بعيدا عن العش ينظر إليه و كله حنين قبل أن يغادره وقال : حبيبتي يعزّ عليا الرحيل ...
و بأوطاني تاريخي إكليل ...
لأحفادي و للجيل ...
وقالت تحتمي بدفء أحضانه : و لكنه الواجب ... ولا بدّ من الرحيل ...
حطّ على حافة عُشِّه ، و الحيرة بادية على وجهه الكظيم قال لأنثاه: حظّري نفسك للرحيل سنترك البلاد في أقرب الآجال...
وهي تحضن بيضها ،استغربت منه هذا القرار المفاجئ ،نظرت إليه برأفة و هو الذي طالما أحبّ الغابة و جوارها ..أحبّ الأرض و سمائها ، الأشجار وثمارها ، العشب و أزهارها .. حتى الوحوش التي طالما كان يستلذّ النظر لها في كل حالاتها من هدوءٍ و غضب أو جوع و افتراس ... كان يحبّ أوطانه و دياره أجابته بنبرة استفسار و استسلام : الرحيل؟ ... و لكن لابدّ من ترتيب للرحيل.. وإلا فهو هروب ..
طار بقربها و ردّ مبتسما: لا عليك قد يكون هروبا من عاصفة ستحلّ بالغابة ...أمّا الرحيل فقد رتّبت كلّ شيء ..ما عليك إلا تحضير نفسك للرحيل و التغيير و حزم الأمتعة...
كان ردّه صاعقة حطّت بها كلماتٌ بآذانها شقّت أعماقها لشظايا أفكار في وهلة من الزمن تلاعبتها بين الحنين لوكرها و الواجب لاستمرارية عهدها بزوجها ... قالت بمخفض صوتها : إذن حسمت الأمر؟..
ردّ مبتسما : نعم ...
قالت و الهلع بادٍ عليها و كم تمنّت أن تكود دعابة من ذكرها: ويحك اتطلب مني أن لا أكون ؟
ردّ بكل هدوء : بل هناك من وراء البحار ستثيتين و تكوني.. فأنت الآن تتأرجحين بين بين سماء الوجود و أرضها ..الوجود الذي لا يتعدى بهذه الغابة نهيق الأخدود ..أمّا هناك ستتعلمين كيف ترقص الريشة على أنغامٍ مذواقة لا تعرف النفاق و لا تخدع نوتات الأبجدية الهادفة و لا تستهزأ بالتغيير و ترحِّب بكل جديد..
قالت و بمقلتيها دمعة بريئة : سأغيِّر إذن تاريخ وجودي ...و أغيٍّر حدود الإنتماء ...
قاطعها بلمسة حنين على رأسها بريشه الناعم يهدّئ من روعها فقال : لن تًغي{ري إلا خريطة الزمن ..
شهقت و ذرفت مقلتيها: هو الزمن كفيلٌ بالأقدار ..لا أريد .. إن وجبت العواصف بزمني ..فمثلي مثل غيري سأعيشها بما أوتيت من صبرٍ و قوّة التصدي ...
قبّل جبينها مشفقا على خوفها يطمئنها من الشبح الذي بات يطاردها من سنين و هي متشبٍّثة بوصال الإنتماء حتى لا تفقد السيطرة على أعباء الزمن و أثره بأعماق الأنا..وقال :
لا تحزني و لا تخافي أنا بجانبك و كلي لك ..و إن فضّلت الرحيل على البقاء فذلك حتى لا أفقد ميزان العقل حين تحطّ العاصفة بالأوطان...
قالت : أليس هناك حلٌّ وسط ؟؟؟؟
قال : حبيبتي ..إمّا ان نكون أو لا نكون .. و ما الرحيل إلا سبيلا لأن نكون ..فما قولك ...
قالت: فاهجرهم هجرا جميلا ... و لو أن الرحيل يقطع شموخ أنفاسي و يغمد خناجر التغيير أعماقي.. لكن إن أضحى حتمية .. فلا خيار أمام الرضى بالأقدار ..
تنهّد عميقا وقال بمخفض صوته : لا تخافي .. كوني كما عرفتك دائما واثقةً قويّة ....
ردّت محبطة : ليس الرحيل ما يُشجيني إنما يعزّ عليا تراب الوطن ...رائحة الياسمين البري حين تزخّ السماء بسمتها و تلامس تراب الإنتماء.. هذا محيطي و فيه أكون ...
قاطعها: قد لا تجدين رائحة الياسمين البري و لا رائحة تراب الأوطان حين تبللها زخات الأمطار.. لكن ستُفتح لك آفاق عالمٍ جديد منه تكتشفين الكثير و لعقلك سيزيد حكمة لتتبصّري ثورة الوطن المجيد ...
قالت متأسفة : سنرحل إذا .. و التغيير لا أريد .. سنرحل .. وحبي لبيتي سيزيد ...
حلّقت بأجنحتها و غرّدت:
سيدي ،
للوديان أعشابٌ نديّة..
ولا يحيا الياسمين إلا بالديار الوفية ..
سيدي ،
سأرحل و بأعماقي الياسمين ضحيّة ...
و بأمتعتي دمعة شجيّة
سأرحل و كفني بيديّا
و هل للرحيل عودة..أم أنها أبدية ..
طار لها و تراقصا طويلا ثمّ استقرا بغصن ليس بعيدا عن العش ينظر إليه و كله حنين قبل أن يغادره وقال : حبيبتي يعزّ عليا الرحيل ...
و بأوطاني تاريخي إكليل ...
لأحفادي و للجيل ...
وقالت تحتمي بدفء أحضانه : و لكنه الواجب ... ولا بدّ من الرحيل ...
بقلمي/كريمة حميدوش
حقوق النشر محفوظة ..
حقوق النشر محفوظة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق