المرأة الفراشة
كمْ تتسارعُ في رهبةٍ
تتنقَّلُ في وجفٍ
تستدلُّ على ركن لحمايةٍ
أنا المراةُ الفراشةُ
علّقتُ على جناحيَّ الآمالَ
لكن الآمالَ طارتْ
محلّقةً
سابقَتِ الجناحينِ
وأنا هويْتُ
أنا المرأةُ الفراشةُ بريئةٌ
كالجنين المتقوقع في دائرةِ الرُّحمِ
يحسبُ أنَّهُ سيبقى
محورا للحنان
كم خابتِ الظُّنون!
تقوقَعْتُ حيثُ الضوء المبهرُ
فاحترقت
أيّها الغائبُ
كيف سأعثرُ عليكَ
بين صخبِ الوجوهِ
والرّوح أمست بلا ملامح
أنا المرأةُ الفراشةُ
صرتُ كطفل يعشقُ الدوائرَ
هي خربشاتٌ
قد تكونُ
قطعَ حلوى....دراهمَ أو قبلاتٍ
أو صدرَ أمٍّ فقدَها ذاتَ حربٍ
أنا كمثلِ هذا الطفلِ
أكتبُ اسمَكَ في الهواءِ
وأقرأُ عليهِ التعاويذَ
مخافةَ فقْدٍ
يوم أينعَ حبي
قطفتُ من كفِّكَ
وردةً نديةً
خبأْتُها بين جنَباتِ قَلبي
مخافةَ ذبولٍ واندثارٍ...
تكثرُ الوجوهُ الكاسرةُ
وجهُكَ يكسرُ كلَّ الوجوهِ
يكسرُ رؤيتها في هدأة الليل
يعلو صخبُ الرّيحِ
ٌتنقلُ أسرارَ العاشقينَ هو ذا لونُ العشقِ الخمريّ قد اختبأ في تلافيفِ العتمةِ
وأنا المرأةُ الفراشةُ
أهربُ من ضجيجِ الأصداءِ
خائفةً من أن تفضحَ سرَّه
هو ذا لونُهُ المفعمُ بالحنينِ
المرقَّطُ ببياضِ الرّوحِ المنتشي بنبيذِ الوجدِ
إليهِ ألوذُ.
سامية خليفة -لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق