ق
بنت البصرة / محفوظ فرج
بنتُ البصرةِ
أشجارٌ تلقُطُها عيناي
ولكنَّ وراءهما ووراءَ الزيتون
مُنحَدراً أوغلُ في منعرجاتِه
كنتُ توغَّلتُ قديماً فيه
حتى حافاتِ بحيرةِ ساوة
كان الخطُّ المطريِّ النازل من
حمرين يسفُّ بنا والبصريةِ
خلفَ القصبِ البرديِّ بسامرّاء
قالتْ : خذني في زورقِكَ
النورانيِّ ( وَجَذِّف )حيثُ مراقي
( أداپا ) وهو يُبَدّلُ وِجْهَةَ
ريحِ الغربِ
قلتُ : حبيبةَ روحي لفِّي قدميكِ
البَضَّينِ بأرداني
كي لا ينقرُها السمكُ الخُشْنيُّ
لُفّي وجهيَ من قطراتٍ لنثيثٍ
من عَبَقٍ في أنفاسِكِ
حينَ يُباغُتُني السُّْكْرُ وراءَ قَميصِك
قالتْ : أَوَ تذْكُرُ أنَّا قبل الألفِ السادس
بعد القَرنِ الخامسِ والعشرين
سنكونُ على طولِ الساحلِ
نركضُ كفّاً في كفٍّ حتى نتاورى
متهاوينَ بظِلِّ صنوبرةٍ في ورينا
وتقول : دعينا نتماهى
نذهبُ في اللاوعي
إلى حين قضاء اللهُ بأمرِ
ملوكِ طوائفِ أرض النهرين
محفوظ فرج
٢٩ / ٤ / ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق