الأحد، 29 أبريل 2018

انا والنقد / محمد خصيف / المغرب ,,,,,,,,,,,,,

2017
Mohamed Khassif
انا والنقد
ألفت كتابا ثم كتابا وبعده كتابا ثالث ورابع...واعجبني حينما رأيت صور مؤلفاتي منشورة على صفحتي الفيسبوكية، وطرت اعجابا وفرحا كلما قرأت تعليقا من صديق افتراضي لا أعرفه شخصيا ولم تسنح الفرصة لمصافحته او محاورته. وربما،وهذا نادر جدا ان يصلني تعليق من صديق حقيقي، تقاسمت مع قطرات من ندى الزمن. نادرة تلك الفرصة.
تغمرني نشوة الفرح حينما ارى أيقونة j'aime تتزايد أعدادها. أشعر أن صور كتبي تثير اهتمام أصدقائي الفيسبوكيين حينما تصاحبها علامة share أي partage.
دعني اسأك ايها الناقد الذي يسكنني كالجني مالفائدة من نشر صور كتب ألفتها وهي لاتجد مكانها في الأكشاك ولا ترسو على رفوف مكتبات المدينة، كزميلاتها، بنات الأدب والفلسفة واللغة والعلوم? آه...تريد أن تخبرنا أنك ناقد فني حقيقي...تتنرجس حينما تتبندر أمام كامرة نقالك لتنقل لأدقائك الفسبوكيين صورا لك وانت تلقي محاضرة جوفاء
qui parle trop pour ne rien dire.
نرجيسية وعنفوان أنانية تلفك بغطائها الصوفي أيها الجني المناقد.نعم مناقد.
كان عليك عوض نشرك الصور والتبنديرة على صفحة الفايس نشر محتوى ما لغوت به حتى تعم الفائدة ولاتحرم حسنات الجيمات التي تتلقاها. بالله عليك يا جني ياساكني أن تفعل.
تعجبني حالك وأنت متسمر على منصة، تثقلها لدرجة الإنهاك أجساد معجبيك ومؤيديك. حامل شهادة اعتراف و تروفي تكريم. يصفقون لك وهم في غفلة عما يفعلون. جلهم ان لم أقل كلهم لم يقرأونك، لا يعرفون شيئا عما بداخل كتبك المنشورة صورها على ظهر العنكبوت. أنت تعلم اأن كتبك غير متوفرة في السوق. من ياترى مهتم بالفن في هذه البلاد حتى يقتني كتابا عن النقد الفني?
أنت تعيش حالة تذمر كلما توصلت برزمة les invendus.
ويتقوى تذمرك وحزنك حينما "تسعى" بسلعتك، مستغلا فرص حضورك مهرجان تكريمك...ولم تبع شيئا. لا أحد يهتم بما تكتب.
لماذا ياصديقي الناقد الجني لاتلتجئ إلى دار النشر Pdf العنكبوتية وتبرتجي فيها مؤلفاتك فتكسب قراءا وجمهورا، وتنسلخ من جلد ثعبان نرجيسيتك...إياك أن تكون كالفرنسيين يحيطون سلعهم الكتبية بشفرات تقطع على المتجول خيوط الشبكة حتى تسقط العنكبوت،لكنها لا تسقط،بل هم سقطوا. سقطت لغتهم من عيون الشبكة.أنصحك صديقي الجني أن تكون إنجليزيا أو حتى عربيا حتى لا يخترق جسدك عيون الشبكة فتتفتت أوراقك لتجرفها تيارات الزمن. صفف الوريقات لتسد بها عيون الشبكة فتمنح العنكبوت فرص التجوال. هذا العنكبوت أصبح وسيلتك الأنجع لتمرير نقدك ووريقاتك.
صديقي الجني كف عن نشر صور مناسباتك لأننا أصبنا بتخمة الوجوه و لحناك ولعيون لمبرقة، وأتحفنابنشوة التنقل بين سطور كنانيشك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق