الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

شخصية من وطني مصر / الكاتب الكبير جمال الغيطاني / مقال لادارة مؤسسة فنون الثقافية / الاستاذة وهيبة محمد سكر : جمهورية مصر العربية ,,,,,,,,,,,,,,

شخصية من وطني مصر !!
_____________
الكاتب الكبير جمال الغيطاني!
_______________
يعتبر الكاتب جمال الغيطاني واحد من أشهر وأبرز الأدباء الذين أنجبتهم الثقافة العربية، وقد وُلِد الغيطاني في مصر عام 1945 وتحديداً في مركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج في الصعيد، وهي المحافظة التي تلقى بها تعليمه الأول قبل أن ينتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة ليتم دراسته في مدرسة الفنون والصنائع في العباسية. قدم الغيطاني عدداً كبيراً من الأعمال الأدبية المتنوعة ما بين القصة القصيرة والرواية، ورحل عن عالمنا في عام 2015 بعد صراع طويل مع المرض.. يعد جمال الغيطاني -في نظر نقاد الأدب- أحد أبرز الكتاب في التاريخ المصري ويضعونه في قائمة واحدة مع القامات الأدبية العربية مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وغيرهم، كما أن مؤلفاته لا تزال تحقق مبيعات مرتفعة في زمن الكتاب الإلكتروني، إلا أن أهمية أدب الغيطاني لم تنشأ فقط من خلال الروعة الفنية التي يحملها، بل أن الرجل كان له العديد من الإسهامات البارزة في الحقل الثقافي المصري والعربي.


جمال الغيطاني .. راعي الثقافة العربية ومطورها :
____________________________
أهمية جمال الغيطاني لا تنبع فقط من الروعة الفنية التي اتسمت بها أعماله الأدبية فحسب، بل إن كان له إسهامات عديدة ومتنوعة في الحقل الثقافي المصري والعربي، ومن أبرز العوامل التي ميزت الغيطاني وساهمت في تقلده تلك المكانة الرفيعة في نظر المثقفين وقلوب القراء الآتي:

البداية من خلال القصة القصيرة :
__________________
بدأ جمال الغيطاني رحلته الفنية والإبداعية من خلال كتابة القصة القصيرة والتي بدأها في وقت مبكر من حياته، حيث أنه قدم أولى القصص القصيرة في عام 1959 وكانت بعنوان نهاية السكير، أي أنه كان في الخامسة عشر من عمره تقريباً حين قدم أول عمل قصصي له.


شهد عام 1963 البداية الحقيقية للكاتب الكبير جمال الغيطاني حيث كثر إنتاجه الأدبي بشكل ملحوظ، حتى أن عدد القصص القصيرة التي قام بنشرها خلال الفترة ما بين 1963 : 1969 بلغ نحو 50 قصة قصيرة، أغلبها جذب أنظار أصحاب هواية القراءة ولفت انتباه النقاد إليه، خاصة أن قصصه كانت تمتاز بسهولة الأسلوب وعمق المضمون.

تطوير فن القصة القصيرة :
_______________
لم يكتف جمال الغيطاني بتقديم مجموعات من القصص القصيرة المميزة من الناحية الفنية والتي تعد من أبرز جواهر الكنز الثقافي العربي، بل أنه عمل على تطوير ذلك اللون الفني، حيث تأثر به عدد غير قليل من كتاب القصة سواء المعاصرين له أو من جاءوا بعده بسنوات، ولا يزال أسلوب الغيطاني حتى اليوم ملهماً للعديد من الكتاب الشباب.

أصدر الغيطاني كتاب أوراق شاب عاش منذ ألف عام في أواخر ستينيات القرن الماضي، وقد كان ذلك الكتاب سبباً في جذب الأنظار إليه، حيث تم تناول محتواه من خلال العديد من المقالات النقدية وكان الحديث الشائع في الصالونات الثقافية في تلك الفترة، وذلك لأن النقاد اعتبروا القصص الخمس التي احتواها الكتاب بالغة التطور حتى أن البعض وصف مجموعة أوراق شاب عاش منذ ألف عام بمثابة بداية مرحلة جديدة في عمر القصة القصيرة المصرية.
تأسيس جريدة أخبار الأدب :
________________
شهد سوق الكتاب في الخمسينيات وحتى السبعينيات حالة من الركود إذ أن القراءة لم تكن من الهوايات الشائعة، ذلك يرجع لعدة أسباب من بينها غياب الدعاية والإعلان وعدم تسليط وسائل الإعلام الضوء على الكتاب والكاتب، بعكس ما هو متبع في صناعة السينما على سبيل المثال.

ساهم جمال الغيطاني بصورة مباشرة في التقريب بين الكتاب ورجل الشارع العادي، وذلك من خلال منصبه كرئيس القسم الأدبي في مؤسسة أخبار اليوم الصحفية ابتداءً من عام 1985، وبعد ثمانية أعوام رأى الغيطاني أن باب الأدب في أخبار اليوم لم يعد كافياً، ومن ثم كان أحد المساهمين في تأسيس جريدة أخبار الأدب وتولى رئاسة تحريرها، وهي جريدة مختصة برصد أخبار الحياة الأدبية في مصر والدول العربية ويغطي الفعاليات الثقافية المختلفة، ولا تزال تلك الجريدة تصدر حتى اليوم وتعتبر من أبرز الصحف الثقافية في الوطن العربي بالكامل.
المشروع الروائي الخاص :
جمال الغيطاني لم يكن مجرد روائياً بارعاً يجيد صنع الحبكة ورسم الشخصيات وكتابة الحوار الممتع فحسب، بل أنه كان صاحب مشروع أدبي متكامل ومميز ويرى عدد كبير من النقاد أن أعمال الغيطاني تمثل تجربة أدبية غنية وفريدة.

تمكن الغيطاني من خلق عالماً روائياً عجيباً وفريداً يمثل تجربة روائية بالغة النضج والروعة، حيث عمل على استلهام التراث المصري وإعادة تقديمه من خلال نصوص أدبية يقدم من خلالها أفكاره وأطروحاته المختلفة، كما أن جمال الغيطاني قد اهتم بإعادة إحياء النصوص العربية المنسية مما دفع البعض إلى وصف أعماله بعملية إحياء الأدب العربي القديم وإعادة تقديمه من خلال نظرة فنية جادة ومعاصرة في آن واحد.
رصد الواقع الثقافي :
____________
أغلبنا لم يحالفه حظ معاصرة رواد جيل العصر الذهبي للأدب المصري من أمثال نجيب محفوظ وغيرهم، إلا من أبرز الإسهامات الثقافية التي قدمها جمال الغيطاني اهتمامه بتسجيل اللقاءات التي جمعت بينه وبين كبار الأدباء، وقد تضمنت الكتب من ذلك النوع ما يشبه تحليل لأعمالهم الأدبية وكيفية استلهامهم لها وغير ذلك.

قدم الغيطاني عدة كتب من ذلك النوع والتي حققت انتشاراً واسعاً ومن بينها:
_________________________________________

كتاب المجالس المحفوظية
كتاب نجيب محفوظ يتذكر
كتاب مصطفى أمين يتذكر
خطط الغيطاني

أعماله المترجمة :
__________
يعد جمال الغيطاني أحد سفراء الإبداع الأدبي العربي في العالم، وذلك لأن العديد من مؤلفاته قد تمت ترجمتها إلى اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الفرنسية واللغة الألمانية، ومن أبرز أعمال الغيطاني المترجمة ما يلي:

الزيني بركات
وقائع حارة الزعفراني
رواية التجليات
شطح المدينة
رسالة البصائر والمصائر
متون الأهرام
الجوائز والتكريمات :
____________

حصل على جائزة الدولة التشجيعية للرواية في عام 1980
حصل على جائزة سلطان بن علي العويس في عام 1997
نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى
نال وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس
حصل على جائزة لورباتليون الفرنسية لأفضل عمل أدبي عام 2005 وذلك عن رواية التجليات
نال جائزة الدولة التقديرية من مصر في عام 2007 والتي رُشح إليها من جامعة سوهاج
غاب جمال الغيطاني عن الحياة في 18 أكتوبر عام 2015 عن عمر يناهز 70 عاماً وذلك بعد صراع طويل مع المرض أدخله في غيبوبة تامة دامت لمدة ثلاثة أشهر، لكن رغم غيابه عن دنيانا إلا أنه باقياً بأعماله الرائعة وإسهاماته الثقافية المتعددة في عقل ووجدان القارئ العربي، وسيبقى خالداً في أذهان الأجيال المتعاقبة وتشهد ذلك نسب مبيعات أعماله التي تعتلي اليوم قوائم الأكثر مبيعاً رغم أن تاريخ إصدار بعضها يرجع إلى زمن الثمانينيات، كما أنه من الكتاب الذين يتمتعون بشعبية طاغية بين الشباب اليوم؛ إذ ساهم انتشار الإنترنت وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي على شيوع أعماله وتداولها على نطاق أوسع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق