السبت، 10 نوفمبر 2018

الأميرة نور الشمس / محفوظ فرج / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الأميرة نور الشمس
أميرةُ نور
الشوقُ الرابضُ في صفحاتِ شعيرات
شراييني
من أغراني فيك؟
لألمحَ في عينيكِ النجلاوين تداعي
ذاكرتي خلفَ الأمواجِ المحفوفةِ بالكحلِ
الرباني
تنمو أحرفيَ الظمأى فوقَ الهدبِ
تُدْلقُ روحي فوقَ الخدين لتأخذَ زينتها
في طياتِ الأزرارِ على الصدر العاجيّ
اسألُ عنكِ براعمَ أشجارِ اللَّوْزِ ونُوّارِه
عن شفتين إذا باحا في معسولِ البسمةِ
صَفَّقَ موجُ البحرِ الأبيض
التَمَّتْ سوسةُ حولَ عباءَتِها
كي لا تبهرَهُ بمفاتِنِها
كنتِ تغيبينَ وراءَ شجيراتِ الرَّندِ
وراء الأبراج الآشورية
وتحفُّ بعرشكِ كلَّ صبايا البصرة
تضفي لبياضك سمرةَ انكيدو
ودلالَ وصيفاتك في بابل
قال الكاهنُ عند البوابة :
لن نسمحَ للغرباء دخول الجنات
السامرائية
لن نسمحَ أن تنظرَ في عينيها
ويباركك السحرُ المخبوءُ وراء الأهداب
(رفقاً يا كاهنُ بي فأنا لستُ غريباً
كلُّ المدنِ تفتحُ اذرعها لي بثيابٍ شفّافة
ترقصُ حولَ الدولار
تنامُ بأحضاني
رفقاً يا كاهنُ
قفْ بين يديها واسألْها
هل تعرفُ مجنوناً طَرَّزَ في أحرفهِ الولهى أدعيةً بأريجِ الليمون
يُرَددّها قلبك حين يضوعُ بخورُرك
تحت مواقده)

قلنَ بحضرتها كل صبايا المعبد:
( سيدتي :
هذا المجنونُ يداعبُ في إيقاعِ أغانيه
تفاح بساتينك
تعلوهُ الحمرةُ والشوق على نغمٍ يتسللُ في الماء المتراخي فوق رمال الثرثار
فيرقص جذر الرمان
تزغردُ كل عصافير الكسرة في زقزقةٍ لم تعهدْها موسيقى الجاز
ولا أوركسترا تعزفُ موسيقى بتهوفن
سيدتي نور لشمس :
هذا المجنون الغاوي ليس كباقي الشعراء المردة
حين رآكِ على الشاطئ حملتهُ عرائسُ من شِعْرٍ طرَّزَ أحرفه بغناءٍ غجري
ظلَّتْ أحرفُهُ تتعَفَّرُ في طَيّاتِ الشعر
وطوَّقَتِ الصدرَ النافر
بالعبق السامرائي)

قالت نورُ
(دعوا الغاوي المجنون يمرُّ
ويدنو مني
قل ما ذا عندك ؟ )
يا نورُ مالي إذا ما الوردُ أدهشني
تسرَّبَ الشوقُ والقلبُ الكسيرُ هفا
مذ عطَّرَ ساقاكِ العاجيان رمال الساحل
تزاحمتِ الأنجمُ عند الجرفِ
تُبَلِّلُ شعر جدائلها كلَّ مساء
تسألني عنك
أقول أنا منتظرٌ طلعتها
منتظرٌ أن أتمتعَ في رؤية رقصِ غرانيق
الماء على وقع خطاها
منتظرٌ أن أوغلَ في عينيها كي ترحل
بي نحو الجزر اللامأهولة
نأوي لحنين القارات وراء الاغضان
المجدولة بالنرجس
تلتفُّ الأكؤس بالأكؤس
وتغرقُ في خدر أخّاذ
تقولينَ : اقطفْ من تفاحِ الجبل الأخضر
ومرِّرْ شفتيك على أنداء النُوّار الغافي
في أفياء سواقي الليلِ المسدولِ على
صدري
محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق