الأربعاء، 24 أبريل 2019

فسلفة الفن / مقال لمحرر ومراسل صحيفة فنون الثقافية من ديترويت الفنان والكاتب قاسم ماضي / اميركا ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الفن يكشف نوايا الإنسان عبر فلسفة البحث عن الذات الهاربة من محيطها ، فظلت الفنانة العراقية " لورا " لصيقة الفنون
ما الذي دعاني أن أكون في هذا الوسط المتعب ، ربما حظي العاثر هو الذي قادني إلى هذه المهنة التي لا تجني إلا المتاعب في مغتربنا ، تقول كلماتها بحزن وألم وحسرة ، وهي تتأسف لما يجري حولها من ظلم ومآسي في بلد اسمه " العراق " هذه البلاد التي رمتها كما رمت غيرها إلى خارج الحدود ، وتنصلت عنها وعن الآخرين ، حتى أصبحنا لا نحصل على لقمة الخبز في أوطاننا ليس هذا فقط بل حتى لأنؤمن على حياتنا في وطن المليشيات وفقدان القانون وانتشار السلاح ، وأصبح كاهل الفنان كبيرا من جراء هذه الفنون التي أردنا منها تحقيق الحلم ورسمنا في الطريق نحو الحياة وتجلياتها . هذه الفنون الجميلة هي التي دعتني الى ذلك على أنها تلك الفنون المميزة بروعة منظرها ، والمعدة بشكل أساسي لتجسيد القيم الجمالية وإمتاع عين الناظر إليها ،وهي التي دعتني إلى رسم معالم حياتي وحياة الآخرين عبر منظومة تشكيلية للوصول إلى معالم حياتنا الجديدة ، فالجمال فيها هو هدف بحد ذاته ، حيث التواصل وإشعال بذرة الحب ورسم معالم أخرى متحركة تجسد الجمال في المقام الأول والتي رغم سكونها وثباتها المكاني تبعث في نفس متذوقها إحساسا فطريا بالحركة والحيوية ، والجميع يعرف أن التجربة البصرية حيث تثير لدى الناظر إليها شعورا ما سواء كان جيدا او سيئا ، مما جعلني الخوض في مضمار الكشف عن المواهب التي لا زلت تحلم بتطريز ذوات الآخرين،وأن الفن أو الفنون هي نتاج إنساني وتعتبر لونا من الثقافة الانسانية لأنها تعبير عن الذاتية ، وهؤلاء وهم يرسلون اشارات كثيرة مفعمة بالجمال والحكمة ،كي نعي أدوارنا التي أصبحت تلامس هذا الواقع المؤلم ،الذي تزداد أمراضه الكثيرة وتحاصر جميع أبناء هذا الكون . الفنانة " رورا " حملت أمتعتها على ظهرها ، وهي أم لبنتين ، و غادرت بلدها الأم ،وحطت الرحال في سوريا ثم إلى الولايات المتحدةالأمريكية ، وظلت برسمها تنعي هذه الأيام التي تركتها مجبرة، فأخذت من لوحة " الخياطة + التنور+ المرأة + التصحر " وغيرها من اللوحات ،لتقول لنا لا استطيع نسيان الماضي الذي تعلقت به عبر ذكرياتي وطفولتي ، لأن الفن البصري على مختلف إبداعاته، هوانتاج أشياء تحمل قيمة جمالية ، والتي يمكن رؤيتها ومنها اللوحات الفنية وغيرها ،حتى يتم انشاء هذه القطع الفنية " اللوحات " لتحفيز الشخص من خلال تجربته البصرية ويكون ذات مهارة أو حرفة أو خبرة أو إبداع أو حدس أو محاكاة ، والجميع يعرف أن الفنان هو ذلك المبتكر الذي يبدع شيئا جديدا ، هذا ما فعلته المبدعة "رورا " في جميع أعمالها .وحين تخرجت من كلية فنون الجميلة وهي تجمع بين نوعين او اكثر من الفنون منها التمثيل + الرسم + الغناء " فالعديد من الفنانين ينخرطون في عدة أنواع من الفنون أو يمزجون الفنون المرئية مع بعضها اومع اشكال غير مرئية مثل الموسيقى والكلام المنطوق
بطبيعة الإنسان بفطرته هو الذي يكون أشياءه التي رسمها او لنقل خطها وفق مفهومه الشامل والبحث عن الكثير من الجزئيات نتيجة احتكاك أو تؤثر في بيئته التي تربى بها. وأنا أتصفح يوميا "الفيسبوك " اجد الكثير من الفنون التي تلامس حياتنا وتقترب منا ومن مشاكلنا ، فاليوم وجدت أنامل تلك المرأة الملقبة "رورا " وهي تفتش بين ثنايا الألوان والخطوط والأشكال لتقدم عبر منجزها الفني لوحات عديدة ، وهي التي درست الفن دراسة أكاديمية ، وهي ترسم اللوحة " الفسيفسائية " عادة بانتظام وتلك الطريقة ترجع لأيام السومريين ثم الرمان ، وتجولت في مرابع هذا الفن الذي يطلق عليه " الفن التشكيلي" ومدارسه المختلفة منذ انطلاقه في فترته الاولى ، تجد الفنانة العراقية " رورا " تسير على خطى من سبقوها ولكن بطريقة مختلفة لتضع بصمتها الخاصة بها ، معتمدة على قراءتها المتعددة والمختلفة في فلسفة الفنون ، ولأنها تعشق جميع الفنون ، وخاصة الرسم ، والتمثيل ولها تجارب في المسرح والتلفزيون والسينما ، ولها حضورها مع الكثير من المبدعين المتميزين في هذا المجال ، ولأنها تعيش الاغتراب وهي بعيدة عن وطنها الأم ، فأرادت التعبير عن حبها لوطنها الذي يمشي بين أوردتها الدموية فاتخذت من الرسم على القماش منبرا لها كي تعبر ما يدور بخلدها ، عالم الرسم لا ينتهي عندها وهي تسطر أكبر ملامح بيئتها على قطعة القماش الأبيض لتقول لنا ها أنا متمسكة بأشيائي وذكرياتي ومدينتي، تجد عبق السنين في عالم لوحاتها التي شكلت نقطة انطلاق لهذا العالم،بالإضافة إلى كونها كان لها مشاركة في مسرحية " شلع قلع كلهم حرامية "
قاسم ماضي - ديترويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق