19 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
بطابع التسامح تجلت ثقافتي إذ لم أكن أحمل غلا ولا حقدا على أي من الناس، ومن خالفني الرأي أوالمبدأ أجدني ألتمس له ألف عذر ثم أغلف ذلك بالقول تلك هي مشيئة الله في هذا الإنسان ولست بالذي يعترض على مشيئة الله، ولعل ذاك التنوع الهائل في طبائع البشر له ما يبرره في علم الله وحكمته وعدله، وأما عند البشر وفي معاييرهم فكما يقال: وبضدها تتميز الأشياء
حين كنت أقف ببسطتي التي ذكرت لكم عند عبارة سينما الحمراء كان ثمة فتاة قد جذبت انتباهي بجمالها ونضارتها وحسن سمتها وطبعها الهادئ الذي خلا من تكلف وتصنع وزيف، ولعل هذه الصفات فيها جعلتها تتغلغل في أعماق قلبي وأن تثير فيه الكثير من اللواعج، وجعلتني أحلم بغد جميل يتسم بوداعة وهدوء، بل يكتنفه الأمل بطيب عيش
كانت الفتاة تمر من أمامي مع أمها، أوكنت أراها تطل من شرفتها في المبنى المقابل لمكان وقوفي وكنت يومها ابن سبعة عشر ربيعا والدماء تغلي في عروقي، لكن تلك الفتاة لم تكن تعيرني أدنى انتباه وكم كنت أتحسر جراء ذلك، فمن أنا بالنسبة إلى فتاة تملك من المؤهلات مايجعلها أميرة من الأميرات؟! إن فتاة بتلك المواصفات قد يخطب ودها من كانت له مكانته في مجتمع طغت عليه النزعة المادية وبات يقيم الأشياء بمعيار المادة، وكما تقول العرب [تلك ناقة تاجرة] بمعنى أنها تملك من المواصفات الجيدة مايجعلها مشروع ربح أكيد لمن يشتريها
كم كنت أنكفئ على ذاتي أحادثها بكثير من الموضوعية في محاولة مني أن أبرر لنفسي عدم مبالاة تلك الفتاة بي ! بل كان ذلك الإنكفاء مني فيما بعد منهجا لي في الحياة إذ كلما شعرت أو أحسست بشيء من ضيق أوهم أوغم فإنه سرعان ما أنغلق على نفسي ويبدأ الحوار أوالسجال أوحتى العراك بيننا الذي غالبا ماكنت أخرج منه منتصرا وتنكمش نفسي بعد ذلك وتصغر ولا ترفع رأسا! لقد غدوت في البيت بين أهلي وأخوتي متصفا ببرود أعصابي حتى أن الكل يلتفت إلي ويقول: ياليتنا نملك أعصابا كأعصابك الثليجية.
ولقد رأيتني بعد طول مكابدة أصرف النظر عن تلك الفتاة رغم أنني إذ ذاك كلما ذكرتها تتحرك في نفسي مشاعر شتى و كنت أختمها بتنهدات لا يعلم مداها إلا الله
لكن تلك التجربة رغم قصر أمدها غير أنها أفادتني كثيرا حيث أنني تعلمت من خلالها كيف أغالب النفس وأغلبها، وكم كنت أرثي لحال امرئ يسعى دأبه أن ينتصر لنفسه و ينتشي!
حين كنت أقف ببسطتي التي ذكرت لكم عند عبارة سينما الحمراء كان ثمة فتاة قد جذبت انتباهي بجمالها ونضارتها وحسن سمتها وطبعها الهادئ الذي خلا من تكلف وتصنع وزيف، ولعل هذه الصفات فيها جعلتها تتغلغل في أعماق قلبي وأن تثير فيه الكثير من اللواعج، وجعلتني أحلم بغد جميل يتسم بوداعة وهدوء، بل يكتنفه الأمل بطيب عيش
كانت الفتاة تمر من أمامي مع أمها، أوكنت أراها تطل من شرفتها في المبنى المقابل لمكان وقوفي وكنت يومها ابن سبعة عشر ربيعا والدماء تغلي في عروقي، لكن تلك الفتاة لم تكن تعيرني أدنى انتباه وكم كنت أتحسر جراء ذلك، فمن أنا بالنسبة إلى فتاة تملك من المؤهلات مايجعلها أميرة من الأميرات؟! إن فتاة بتلك المواصفات قد يخطب ودها من كانت له مكانته في مجتمع طغت عليه النزعة المادية وبات يقيم الأشياء بمعيار المادة، وكما تقول العرب [تلك ناقة تاجرة] بمعنى أنها تملك من المواصفات الجيدة مايجعلها مشروع ربح أكيد لمن يشتريها
كم كنت أنكفئ على ذاتي أحادثها بكثير من الموضوعية في محاولة مني أن أبرر لنفسي عدم مبالاة تلك الفتاة بي ! بل كان ذلك الإنكفاء مني فيما بعد منهجا لي في الحياة إذ كلما شعرت أو أحسست بشيء من ضيق أوهم أوغم فإنه سرعان ما أنغلق على نفسي ويبدأ الحوار أوالسجال أوحتى العراك بيننا الذي غالبا ماكنت أخرج منه منتصرا وتنكمش نفسي بعد ذلك وتصغر ولا ترفع رأسا! لقد غدوت في البيت بين أهلي وأخوتي متصفا ببرود أعصابي حتى أن الكل يلتفت إلي ويقول: ياليتنا نملك أعصابا كأعصابك الثليجية.
ولقد رأيتني بعد طول مكابدة أصرف النظر عن تلك الفتاة رغم أنني إذ ذاك كلما ذكرتها تتحرك في نفسي مشاعر شتى و كنت أختمها بتنهدات لا يعلم مداها إلا الله
لكن تلك التجربة رغم قصر أمدها غير أنها أفادتني كثيرا حيث أنني تعلمت من خلالها كيف أغالب النفس وأغلبها، وكم كنت أرثي لحال امرئ يسعى دأبه أن ينتصر لنفسه و ينتشي!
يحيى محمد سمونة.حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق