الأربعاء، 11 يناير 2017

"احتضار المطر"/ للمشرقة سمر سليمان / سوريا ,,,

"احتضار المطر"
 لم يستطع إقناعي يوماً بالوقوف تحت المظلَّة ،هو نفسه الَّذي استطاع إيقاعي بحبِّه و جعلي أثق بخوفه عَلَي.
 جاء مسرعاً يطرق باب البيت،يعلم بولهي للسَّير تحت زخَّات المطر القويَّة،و أنَّني أعشق ترك روحي حُرَّةً تتحسَّس الجنون وهو يعصف بي كعواصف الشِّتاء.
من الزَّائر المجنون في مثل هذا الوقت؟
قلتها و أنا أقف وراء الباب و أُحاول ألَّا يسمع صوت ضحكتي.
وصلني صوته مرتجفاً :أنا،افتحي الباب بسرعة يا داهية.
فتحت الباب و كنت قد جهَّزت نفسي للخروج.
كما توقَّعت،جيِّد أنَّني أتيت،(قالها لي و أخذني إليه حتَّى أصبحت أذني قادرةً على سماعِ نبضاتِ قلبه).
( تك تك تك ) كان صوت أسنانه و العازف قلبه من شدَّة البرد .
 سرنا تحت المظلَّة بضعة أمتارٍ قليلةٍ ثمَّ خدعته بوجود بائع البليلة على الجِّهة المقابلة من الطَّريق ليتلفَّت باحثاً عنه فأستطيع الإفلات من قيد خوفه،و تمكنت من فعل ذلك.
بدأتُ أركض و أُمارس بعض جنوني،أدور حول نفسي كالفراشة،و أجرِّب رقصة الفلامنكو تحت المطر،أضحك بملء صوتي و أُصفِّق و أنا أقفز فرحاً،أنتصر عليه كُلَّما حاول التقاطي لإجباري على الاحتماء بالمظلَّة من زخَّات المطر و كرنفال السَّماء.
لرائحة أوَّلِ هطولٍ للمطر رائحةُ أوَّّلِ لقاءٍ بيننا،بل رائحة المطر تشبه رائحته كثيراً..لا تماماً.
 هذه المرَّة سيأتي المطر يتيماً على روحي من دونه، لن أقبل من السَّماء أن تبلِّل ثيابي بغيثها و كأنَّها تسكب على جسدي مايحرقه و الحطب هو فؤادي.
 أشعر أنَّ الوجود يعلن احتضار المطر،أسمع صوت بكاء الملائكة من بعيد،قرع الطُّبول نخر رأسي، أطياف الأشباح تحاصر أنفاسي،لا شيء كما السَّابق.
 أغلقت الأبواب و النَّوافذ جيِّداً كي أبدأ فصلاً جديداً من السَّنة، لا يعصف فيه الشَّوق فيقتلع قلبي من مكانه.
سمر سليمان/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق