الأربعاء، 29 مارس 2017

ألوان من الصمت/ للاستاذ عبد الجبار الفياض / العراق ,,,,

ألوان من الصمت
اقتربي بلا أدنى مسافة !
الآخرُ
يجمعُهُ الأولُ
لحظةً
لا تتكرّر
احرقي الجليدَ والبارودَ معاً . . .
المجامرُ الجليديّة تأكلُ النّارَ كذلك 
فما أرخصَ أنْ يُحتطَبَ الانسانُ في زمنِ الموتِ البارد !
. . . . .
 كُلُّ شيءٍ لِما في جذورِ الطين 
تداوى داءٌ بداء . . .
يُغادرُ محطاتِه الزّمنُ
لكنّهُ غيرُ قادرٍ على مسحِ آثارِه . . .
وجهاً مُغلقاً
لا التفاتَ يُقرّبُ مَرمى عَصا . . .
. . . . .
صمتٌ
لا تُسكرُهُ خمرةٌ
رخيصة . . .
بها
به . . .
في ذروةِ نزقِه . . .
آهٍ
لو أنّهُ فاهَ
لكانَ أشبهَ بنوتيّ على ظهرِ سفينة . . .
بنادلٍ
تسحقُهُ خمّارةٌ متداعيةُ الأسعار . . .
. . . . .
فوقَ شطحاتِ نيتشة 
صمتُ ابن الرّيب . . .
بصقَ بوجهِ لحظةٍ
رأى حصانَهُ يبتلعُ صهيلَهُ شفقةً
ترسمُها حوافرُه . . .
سيفَهُ يتدلّى على رقبةِ سُحابةِ موتٍ هاربة
في زمنٍ قبْرٍ
إذنْ
الدّفنُ وقوفاً في مقابرَ معلقةٍ
تنزعُ الكفنَ لقماطٍ مُرتَهَن !
. . . . .
صمتٌ براه
لا ورمَ لرغيدِ عيْش . . .
اختنقتِ الصّحراءُ بصوتٍ لم يسمعْهُ غيرُه . . .
أتُراهُ مطراً يسقي غيْماً ؟
ويحٌ لقلمٍ تبعثرُ الرّيحُ ما يكتُب
وسيفٍ لا يقدُّ إلآ غمدَه . . .
يبقى الصّمتُ ينحتُ اللّيلَ ناقةَ رحيل . . .
البوحُ يدٌ متسولة . . .
وأحرق فاتكُ صمتاً طالما شغلَ الناسَ وجرّهم لخصام 
!
. . . . .
لا يدري الضّمادُ
كيفَ تسلّلَ السّياب من شقوقِ ألمِه ليودعَ آخرَ صمتِهِ قبرَ ماءٍ في الخليج ؟
دونَ أنْ تراهُ
إبنةُ الشّلبي مسفوحاً على شناشيلِها
لونَ سنينٍ باهت . . .
الرائعون بصمتٍ 
يُقبرون !
. . . . .
حينَ ترى الشّفاهُ وتسمع
يُسلخ
يُستَوقَد
يتدلّى
الآدميّ
وهو الأعلى !
فللدّماءِ لعنةٌ لا تُمحى
ما تنفّسَ فجر . . .
تنوءُ بحملِها ما عُرضتْ عليها الأمانةُ 
وأبتْ !
. . . . .
دعي ذلكَ كُلَّهُ
ولنتحدثْ بصمتٍ عالٍ
نسمعُهُ نحنُ فقط !
أجملُ قصائدِ الصّمتِ
شفاهٌ مُطبقة
آنَ يحرسُها الرّوجُ الأحمرُ
لا الشمعُ الأحمر !
هي جُرحٌ مشقوقٌ بقلبِ شاعر
قصيدةً
لا تخشى عُريَها في حضرةِ المعشوق . . .
أيُّ غموضٍ دافَهُ دافنشي في شفاهِ موناليزاه ؟
. . . . .
ماذا لعيونٍ لا تعقدُ الحروفَ منديلاً
ولو لمرّةٍ واحدة ؟
لا يسقطُ الدمعُ إلآ 
ألَماً مهزوماً
ليس لهُ أنْ يكونَ غيرَ ظلٍّ مُحترق !
. . . . .
كيفَ أنتِ وعشقاً ؟
لهُ ما لوَردٍ من عَبَق . . .
ولأبرِ نحلٍ ما فيهِ شفاء !
لولاه
لغيّرتْ لونَها الحياةُ . . .
ولطافَ الكوْنُ في مدارٍ غيرِ ذي عشق . . .
لا الشّمسُ تغسلُ ظفائرَها بماءِ السّماء . . .
ولا القمرُ يصنعُ هالةُ لعرسِه . . .
العيْشُ بعينٍ واحدة
وجهٍ من صفيح
بقلوبٍ شتّى . . .
هو الجحيمُ
لولاه !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آذار /  2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق