.. مشهد ...
في عزلة
الأرض الهادرة ،
تعزف أوركسترا الوجع قطعة موسيقية
لتعج الصدور بنشيج عال
وترقص الأجساد رقصة الباليه ،
بعيدا عن أبالسة الحي ذوي الكِنْزَات البراقة
والعطور النفاذة برائحة الدم المتخثر
ليبقى دمع البعض كزخات مطر بلوري
تسقط من ميازيب الصبر كأضاحي العيد المحناة
لترقد بهدوء بيد الرب ،
ساعة الفجر الأبيض .
لا شيء يوازي هذا القهر المتجحفل في النفس
عندما يتخذ السَّأَمُ أشكالا هندسية وأخرى فنية
كلوحة جوفاني الباكية .
تقابلها اللامبالاة المعلنة من عواهل هذا العالم
كسَعَالٍ ترتدي الأثواب المخملية ببراءة مصطنعة
تلف عري الجوع بقماط أخرق ،
وتبخره بدخان الشجر الميت عند ضريح العدل .
أما أنا ، فلم يكن بوسعي فعل شيء غير تمرد خجل
وقراءة بعض كلمات القساوسة اللاهوتيين ،
وسط هذا المشهد الدرامي ،
قبل أن يوقظني مؤذن الجامع القريب
لصلاة الغائب .
......
الهادرة / الأرض الخصبة
كِنْزَة / ثوب مصنوع من الصوف أو الحرير والجمع كِنْزَات
الميزاب / الجمع : مَيازيب وهي قناة أو ماسورة عموديّة يجري فيها ماء المطر نزولا الى الأرض .
السَّأَمُ / الضجر والملل
سِعلاة / الجمع : سَعَالٍ حيوان ثديي (الغول) من مرتبة القرديات
جوفاني / رسام ايطالي اشتهر برسم الوجوه الباكية
عواهل / مفردها عاهل وهو الملك العظيم
اللاهوت / علم يبحث في القضايا الإلهية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق