آخر رصاصة
ودّعت الشّمس السّماء، احتلّت القتامة جنبات الأرض و آستوطن الهلع القلوب في ليلة كالحة السّواد اشتدّ
فيها وطيس الحرب، صوت المدافع ينطلق من الجانب الشرقيّ للمدينة حيث كان ما يُسمى "داعش" يعيثون في البشر و الأرض فسادا حين استوطنوا ذات يوم عقر الديار يؤمّون المساجد ينادون للجهاد و يملئون الأفكار بالمواعظ و كلّ من يعارضهم يستبيحون دماءه ...
الشوارع متراصّة بالفارّين من هول القصف لا أحد يلتفت الى أخيه و لا إلى صاحبته و لا ألى بنِيه بل كانوا لا يدرون الى أيّ وجهة يتّجهون ...
شراز و أختيها من بين الجمع الفارّ يملأ قلوبهنّ الرعب بسبب ما يتردّد من أحاديث عن وحشيّة هذا النمط المختلف من البشر. يسرن في اتجاه منزل جدّها القاطن عند آخر التلّة، يشْققن الطريق تحت أجنحة الظلام الدامس يتعثّرن
في جلابيبهنّ السوداء...
ما ان وصلن حتى شعرن ببعض طمأنينة لكنّها سرعان ما تلاشت مع جلبة تدنو من البيت شيئا فشيئا، عمدت الجدّة بسرعة الى اخفاء حفيداتها ثم عادت و جلست بالقرب من زوجها...
طرق عنيف هزّ أركان البيت أعقبته طلقة رصاص اخترقت الباب لتستقرّ برأس الجدّ.. سألوا الجدّة: أين الفتيات؟
تلعثمت، ارتعدت: عن أيّ فتيات تتحدثون؟ لم أر أحدا
أجهض عليها فأذا هي تتخبّط في دمائها، فزعت شراز و صرخت من هول المشهد، جذبها الداعشي من شعرها حتى سقطت أرضا ثم اتجه نحو أختها و آنقضّ عليها بشراسة الذئاب و فعل الثاني بالأخرى كما فعل الأوّل...
بدت مثل غصن نخلة ترتجف من هول الصدمة، تتأمّل يائسة منظر الدماء البريئة السّائلة من الجثّتين في عناق حميم مع دم طهارة أختيها...
أطلقت صرخة بلغت عنان السّماء و لكن ما من مجيب.......
صالحة بورخيص
ودّعت الشّمس السّماء، احتلّت القتامة جنبات الأرض و آستوطن الهلع القلوب في ليلة كالحة السّواد اشتدّ
فيها وطيس الحرب، صوت المدافع ينطلق من الجانب الشرقيّ للمدينة حيث كان ما يُسمى "داعش" يعيثون في البشر و الأرض فسادا حين استوطنوا ذات يوم عقر الديار يؤمّون المساجد ينادون للجهاد و يملئون الأفكار بالمواعظ و كلّ من يعارضهم يستبيحون دماءه ...
الشوارع متراصّة بالفارّين من هول القصف لا أحد يلتفت الى أخيه و لا إلى صاحبته و لا ألى بنِيه بل كانوا لا يدرون الى أيّ وجهة يتّجهون ...
شراز و أختيها من بين الجمع الفارّ يملأ قلوبهنّ الرعب بسبب ما يتردّد من أحاديث عن وحشيّة هذا النمط المختلف من البشر. يسرن في اتجاه منزل جدّها القاطن عند آخر التلّة، يشْققن الطريق تحت أجنحة الظلام الدامس يتعثّرن
في جلابيبهنّ السوداء...
ما ان وصلن حتى شعرن ببعض طمأنينة لكنّها سرعان ما تلاشت مع جلبة تدنو من البيت شيئا فشيئا، عمدت الجدّة بسرعة الى اخفاء حفيداتها ثم عادت و جلست بالقرب من زوجها...
طرق عنيف هزّ أركان البيت أعقبته طلقة رصاص اخترقت الباب لتستقرّ برأس الجدّ.. سألوا الجدّة: أين الفتيات؟
تلعثمت، ارتعدت: عن أيّ فتيات تتحدثون؟ لم أر أحدا
أجهض عليها فأذا هي تتخبّط في دمائها، فزعت شراز و صرخت من هول المشهد، جذبها الداعشي من شعرها حتى سقطت أرضا ثم اتجه نحو أختها و آنقضّ عليها بشراسة الذئاب و فعل الثاني بالأخرى كما فعل الأوّل...
بدت مثل غصن نخلة ترتجف من هول الصدمة، تتأمّل يائسة منظر الدماء البريئة السّائلة من الجثّتين في عناق حميم مع دم طهارة أختيها...
أطلقت صرخة بلغت عنان السّماء و لكن ما من مجيب.......
صالحة بورخيص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق