بين نارين...
وقف طويلا أمام مرآة الليل، لم ير سوى شطحات خياله في بستانها ، فستان الانتظار لطخه وحل اليأس، وباقة أزهارها ذبلت في تعرجات جبين الفراق،
هو المشبع بشذى الزعتر، أسرته رماح ابتساماتها المرتوية بماء المدن، وحمرة خدود الجنون، انزوى في ركن من ذاكرته، يبحث عن بداية الحكاية، كل ما تذكره أنها شهادة ميلاده على صفحات الموت، نعق غراب النهايات مواريا دمعه المتشظي، أمير الحكايا بثوبه المهترئ يفصح عن أعداد الضحايا، ألف ألف عاشق محنط في جيوب الوقت، يا بني!! تسللوا من قبيلة الممنوع باحثين عن حبيباتهم، فداهمتهم هوادج النسيان،
زفت نبضات قلوبهم للعنة السهاد بنكهة الجوى،
رفع عينيه إلى رفوف مكتبته الكئيبة، لقد احتل الغبار رسائل الوعود اللقيطة، همّ بحرقها منعه صوت لئيم يخترق حنايا الروح المتشردة في شوارع الانتظار،
محكوم عليه بالاعدام شوقا على مقصلة الذكريات المحظورة،
في لحظة تبرج الدموع، دخلت زوجته بإبريق الشاي، فاحت منه رائحة الرتابة، تحنطت دموعه، اضطرمت نيران الحزن من فستان زوجته المزهر، وهي تضع رأسها على صدره المحكوم عليه بالولاء لأنثى الموت المؤقت...
ناهد الغزالي/تونس
هو المشبع بشذى الزعتر، أسرته رماح ابتساماتها المرتوية بماء المدن، وحمرة خدود الجنون، انزوى في ركن من ذاكرته، يبحث عن بداية الحكاية، كل ما تذكره أنها شهادة ميلاده على صفحات الموت، نعق غراب النهايات مواريا دمعه المتشظي، أمير الحكايا بثوبه المهترئ يفصح عن أعداد الضحايا، ألف ألف عاشق محنط في جيوب الوقت، يا بني!! تسللوا من قبيلة الممنوع باحثين عن حبيباتهم، فداهمتهم هوادج النسيان،
زفت نبضات قلوبهم للعنة السهاد بنكهة الجوى،
رفع عينيه إلى رفوف مكتبته الكئيبة، لقد احتل الغبار رسائل الوعود اللقيطة، همّ بحرقها منعه صوت لئيم يخترق حنايا الروح المتشردة في شوارع الانتظار،
محكوم عليه بالاعدام شوقا على مقصلة الذكريات المحظورة،
في لحظة تبرج الدموع، دخلت زوجته بإبريق الشاي، فاحت منه رائحة الرتابة، تحنطت دموعه، اضطرمت نيران الحزن من فستان زوجته المزهر، وهي تضع رأسها على صدره المحكوم عليه بالولاء لأنثى الموت المؤقت...
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق