حلمٌ زنجيٌّ
أي لعنة أصابت حوافر
الخيل؟ فرسان سكارى في مضمار الشرف، يتعربدون بوعود غانية، سروج مهترئة، محشوة بضمائر منتهية الصلوحية، تجر موكب العار، تحاول جاهدة التهام المسافات، قبل أن تنطفئ جذوة الإنسانية الأخيرة، هناك في تجاويف المجهول، أطفال الحرب يرضعون اليتم من ثدي عروبتهم المنكوبة، يحلمون بأرجوحة لمعانقة الفراشات في حضن قوس قزح، لكن تبتلعهم قبور الحياة، تشردهم في شرفات الغربة المطلية بزنجار البؤس، بورصة الفساد في أوج انتعاشها،أي لعنة أصابت حوافر
أصرخ؟ ومن يسمع صراخي؟ كلّ في قصره العاجي يقتل ماتبقى من ابتسامات، وأحلام، فاض كأس صمتي، واحترق الكلام،
حتى الحروف طلقت الحلم، صارت تعاندني، كلما رغبت في كلمات فرح، عجنت رغيفا نازفا معتقا بالقهر،
كلما رفعت رايات النصر والسلام، هبت رياح القصيدة، بسيوف الخيبات المتكررة، تمزقها حلما حلما...
حكم عليك أيها السلام بالموت المؤبد في رحم الخيال، بتهمة الحلم غير المشروع...
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق