الأربعاء، 11 مارس 2015

كيف لسقطتي الاخيرة سلام/ قصيدة / الشاعر /عبد اللطيف رعري / فرنسا ....

كيف لسقطتي الاخيرة سلام
++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++++
كيف تتلقفني يد الانبياء 
وعلى محملي جبل من الخطايا
وتسابقني بالتلويح يد العاشقين
وعلى معاطفي بقع دم مغدور
وآثار الندوب تشكو جوانحي لجوانحي
أي تراب يحفني اليوم منزلقا
من حافة تطّل على ألجحيم
أيّ سماء تتنكر لعلوها ويحملني
هواها خارج محنتي
ويملّي صرختي بالنسيان ...
أيّ سحابة هاربة من مستقرها تتلون بحمقها
فتبلع جسدي قاب قوسين من الحريق
او تخفيني لمحة حتى ينال مني الهروب قبضة
فلو امطرتني لكان مصيري فوهة تنين عطشان
أيّ الانهار تفيض روافده وتغمر ناري هنيهة
قبل سقوطي المرتقب ...
وتستثني من ورائي نخلات العشق حتى تثمر
وزهرات الخلد حتى اخلع ثوبي ...
انتهى زمن المعجزات يا قلبي
وانتهت معه تخاريف حيّل العارفين...
وانتهى أملي أن أبقى في برجي حالما
النشيد لا يحلو على المنزلقات
وبقايا الاغنيات رسبت ألحانها أمام دمع العين
أيها المنزلق من حافة غدرهم...
كم يلزمك من حلم....؟
كم يلزمك من عمر...؟
كم يلزمك من لزوم للسقوط خارج ألجحيم
فلا السماء أمطرت...
ولا النهر تابع مجراه...
ولا أنا العالق بشكواي من ناري تعافيت...
حناجري تحاشت مواويل الصمت بالبكاء
ولا دمعة واحدة أوقفت الريح عن الرقص...
ولا نجت معه نخلة نخرها غضبي
الرقص يا قلبي هذيان على الجمر
ينتهي رماده وصمة عارٍ لمّا نقف البياض
والجبين يدعو الشمس ..
وتحت الاقدام تجري سيولا حارقة
ترعاها ثعابين تشتهي الدماء...
وعلى اليمين أقفال...
وعلى اليسار زبانية لا تنام..
فأين يا قلبي ستضع قدميك هاربا
قبل أن يخدش سقوطي صمتي
وقد احرق بما تطاير من لفعك
وقد تجرني بحيّلك الى نارك حين أنهار
قد أكون آخر الهاربين من موج الموت
لأداري موتي بهديل الحمام
وقد اكون أول القادمين من منتصف السبيل
الى بداية النهر لأعيد موتي بفرح
لا على متن تقلباك يا نهر
بل على متن عيون تجاري النوم
لربما تصحو على ميلاد زهرة...
ولربما تلاقي في الطريق عثرة...
ولربما أجن وبيني وبين حتفي طفرة..
انتهى زمن المعجزات يا قلبي..
فكيف لي اليوم أنزوي بسقطتي الاخيرة بسلام
وكيف لي اسكن الابد في آخر أسمالي
وكيف لي ان أهجر ومضي لما تبقى من أنيني
وكيف لي أحترق بنارٍ هي ناري
ودموعي تكفيني لأبحر حتى آخر الحلم
لأستظل بظل شجرة المنى حتى تمر الشمس
وأشدّ رحيلي الى عين نجمة أمسح دمعها
وأحكي لها لوعتي مع جحيم ينتظر ...
انتهى زمن المعجزات يا قلبي
فمن اين ستتلقفني يد الانبياء
وأي الدموع ستطهرني من الغدر؟
خذوا عني أسمالي
خذوا عني كل شيء برفق
واتركوا لي أحلامي ....
وأهلا وسهلا بسقطتي الاخيرة
ولو على جمرة أحمر من خطيئتي.
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا
كيف لسقطتي الاخيرة سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق