السردية التعبيرية بين هاجس التجريب والممارسة الشعرية قراءة في قصيدة (النهر) للشاعر الدكتور أنور غني الموسوي
بقلمي :ناظم ناصر
18\4\2015
الشعر ليس عملا تأويليا بقدر ما هو أبداع يلامس الروح ويتماهى مع الاحساس ، و من هنا يبدأ الابداع وتكمن دوافعه الخفيّة لتشرق الكلمات وهي تحاول اصطياد المعنى وهو يتكون في اللحظة ، فلو تأملنا البرهة الفاصلة بين اللحظة والقصيدة سنجدها خطوات الشاعر عبر فكره وإحساسه وهو يعبر الواقع الى الخيال نحو المطلق . فالشعر هو ما نكتبه بالإحساس و بالكلمات التي مرت دون ان ندونها فهو كالحياة ليست شيئاً نملكه بل هي الشيء الذي يعبر، فالشاعر يستشرق كلماته من العدم من اللاشيء يعتصر نسغ اللغة لكي يشرق بابتكاره للعبارة يحملها عواصف من الأحلام لعلها تتحول الى غيوم تنزف مطرا .
وللشاعر احلامه التي لا تنتهي ، فهي أحلام الحياة والقصيدة ، هي حلم فكيف نروي أحلامنا، فعندما تسطع الكلمات في القصيدة كحضور الغياب تمنحنا حياة أخرى وخيالا أبداعي متناهي الأفاق.
الشاعر أذن هو رؤية ولغته تتسع بعمق رؤياه وفكره والشاعرد.انور غني في لغته التجريبية والتعبيرية في نفس الوقت يحاول ان يكتشف اسرار اللغة ويفسر اللغة باللغة يخترق فيها حاجز الاعتياد والمعتاد فقصيدته ( النهر ) دوّن فيها النهر نفسه فروح الشاعر وكلماته تماهت مع النهر فكانت متدفقة مثل موجاته وكذلك دون بها نهر الحياة والتاريخ والايام هذا النهر الذي نحن موجاته .
فهاهي روح النهر تنادي منذ القدم و صوته صوت الحياة تترنم به الموجات مع الضفاف التي تحمل لون الأرض ,يخط تاريخا طويلا من الحكايات من الحضارات التي غادرتها الأيام .
هكذا تبدأ القصيدة بدفقات شعرية كالموجات تحمل طاقة إيحائية وقوة كامنة خلف حروفها كأنها مكلفة بمهمة هي إيصال المعنى الى الضفة الأخرى الى القارئ فالقصيدة كالنهر الذي تحدثت عنه
فالصور التي تخلقها لغته التعبيرية ذات دلالات عميقة فهي منتزعة من الواقع لتضيف اليه فهو يقول :
( ألا تسمعُ روح النهر و صوتَه الدافئَ؟ و هو يخطّ على جسدي حكايات اللونّ، بينما العطش مقيمٌ منذ آلاف السنين فوق رموش بابل .لقد أنهك حلمَها الغروبُ ، ليته لم يكن غروباً )
فهنا نهر دوّن كلّ شيء ينادينا بصوته الدفئ ، قد مرّ عبر التاريخ والحضارة ، حمل الحياة بين ضفتيه وصور الذين مروا وأحلامهم ، هنا كانت بابل في شموخها وسومر التي خطت الحروف و أنشأت الكلمات أصبحتكالأوراق الصفراء كذكريات تنادي من بعيد و ذابت خلف ذلك الغروب و الشاعر بكل الألم الذي يسري في دمه يقول ليته لم يكن غروب فهل نحلم ببابل من جديد بجنائنها المعلقة وطيور المكاو الزاهية الالوان تعشش بين خمائلها لكن العطش لازال متجذر بنا من سنين , العطش الذي يذكر بالغياب والحضور غياب الحلم وحضوره الدائم .
ثم تتحول كلمات الشاعر الى دموع تبكي البصرة وشط العرب و ما جرى عليها من خراب جراء الحروب، يبكي النخيل و هي تموت واقفه ويرى الغربان تحوم عليها ,من جلب كل هذه الغربان الى بلدي و كيف سرقت الشياطين ذلك الفجر البهيّ ،
وبعد ذلك يناجي الشاعر النهر كحبيب يناجي حبيبه ، يحتضن موجاته بعينيه وهي تلامس الضفاف ثم تلامس قلبه فالنهر قصيدة وعروس النهر التي أخبرت الشاعر سرّ الحياة و عن الأصداف التي حملها جده من الكواكب البعيدة وهنا اشاره الى كلكامش وبحث عن سر الخلود بإسفاره الكونية :
( أخبرتني عروس النهر عن الأصداف التي حملها جدّي من المجرّات البعيدة )
ثم تظهر صورة الأم بملامحها الرؤوفة تحمل الحب والحياة والخصوبة فهي كالأرض عطوفة تحاول ان ترمم الوقت وتجعله اكثر قبولا :
( والسيّدة ذات البشرة البيضاء، التي تجاوزت السبعين ، ذات الخمار الأبيض ترمّم المزهريات التي كسرت أظافرَها بسمةٌ لعوبُ تتخفّى بين شطآن الفرات )
لكنّ النهر الذي يحمل الحياة بين ضفتيه كذلك يحمل الموت وهنا اشارة الى شهداء سبايكر وكيف قتلوا و عيونهم مربوطةوايديهم ورموا الى النهر هم واحلامهم التي تحولت الى موجات ، نفس القتله بوجوههم وقلوبهم القاسية وملامحهم الثقيلة اغتالوا دجلة والحياة حينما اغتالوهم ، والعالم بصمته الرهيب يتفرج يشاهد المشهد لكنه :
( ليتك كنت حاضراًأيّها العالم الأعمى ، فانك تجيد الرقص على جراح المتعبين .)
الشاعر استخدم لغة الألوان والصوت بتناسق هرموني كأنما يرسم ملامح التاريخ بكلماته ،وهذا ميزة يمتاز بها الشاعر د.أنور غني الموسوي، فالنهر هادئ بموجاته المتلألآه وصوتها الدافي يخبرنا أسرار القصيدة وحكايات اللون , والألوان هنا تبدأ بالفضي المزوج بلون البني لون الموجات التي تقبل الضفاف حاملة الغرين ونسق الحياة ثم يمتزج مع سمرة الأرض وينتهي الى الغروب وهذا بحد ذاته تشكيل للوحة تجريدية تحمل الكثير بالإضافة الى المعنى .
الشاعر يمنح الشعر صورته الحقيقية بكلماته التي شبت عن طوق ما مطلوب منها و تسربلت بخيال جامح والذي يمنحنا فسحة واسعة من التأمل , فالشاعر مفتون بهاجس التجريب و الممارسة الشعرية وفكره التجريبي يتطور وينمو مع الكلمات فهو يحاول أن يبتكر لغته الخاصة وبما يتناسب مع خياله وفكره وقد نجح في هذا وقدم لنا ملحمة منسوجة بلغة معاصرها ، فالشاعر متمكن من لغته والإبداع يخرج من كل كلمة يكتبها .
وانا أقول أن التجريب هو سمة الحياة وعلامة من علامات التطور في شتى مناحي المعرفة الإنسانية على أن يشمل ذلكالفكر والتطبيق معا
و أخير من يكتب تاريخ النهر الذي يكتب تاريخنا وتاريخ الحياة أيامه موجاته وتقويمه الحضارة .
( النهر)
أنور غني الموسوي
ألا تسمعُ روح النهر و صوتَه الدافئَ؟ و هو يخطّ على جسدي حكايات اللونّ، بينما العطش مقيمٌ منذ آلاف السنين فوق رموش بابل .لقد أنهك حلمَها الغروبُ ، ليته لم يكن غروباً، و لم يكن ذئبا، فالمكاو يبني أعشاشه هناك ، وألوانه تغنّي هناك ، بعيدا عن أرضنا ، بينما البصرة تغرق في النحيب، آه يا شطّ العرب ، أيّها العاشق السماوي ، ذلك الجنين الأسود في رحم الأرض، يجلب الغربان، مع ألاف السنين من الدموع .
عجباً كم هي زاهية ألوان الفجر الذي سرقوه ، وكم أخبرتني عروس النهر عن الأصداف التي حملها جدّي من المجرّات البعيدة، كنت حينها جالساً تحت ظلّ شجرة أغرق في النسيم ،كان الاحتفال حينها كبيراً ، والسيّدة ذات البشرة البيضاء، التي تجاوزت السبعين ، ذات الخمار الأبيض ترمّم المزهريات التي كسرت أظافرَها بسمةٌ لعوبُ تتخفّى بين شطآن الفرات.
أيّها النهر الحبيب علّمني شهقة صباحيّة ، ونسمة برد،علّمني وجهاً بنيّا يشبه خدود العراق، أيّها النهر ألم تخبرك الثريّا عن شوقها البارد؟ فرسائل العشق صارت كحبّات الرمل الرخيص ، عجبا لكلّ هذا الصمت .حينها لم تكن قدماي تتمايلان كجدائل طفلة عادت قبل عام من روضة الأمل، و لم تكن تتقافزكظبية أمام عينيّ في طريق العودة الى المساء ، ليتكَ كنتَ حاضراً بهجت حكاياتهم النبيلة !!! و أسرار أيديهم البريئة !!! لقد قتلوني بقسوتهم المعهودة ، وعصبوا عين دجلة و رموا به في الثلج . عشتار لم تحضر و لا ثورها المجنّح .كنت حينها كالطير المذبوح في جيبي عمارة شاهقة تقطنها أشباح معتمة و أطفال يعلبون في الزقاق ، قد كحل جبينَهم غبارُ الصيف البارد ، ليتك كنت حاضراً أيّها العالم الأعمى ، فانك تجيد الرقص على جراح المتعبين .
بقلمي :ناظم ناصر
18\4\2015
الشعر ليس عملا تأويليا بقدر ما هو أبداع يلامس الروح ويتماهى مع الاحساس ، و من هنا يبدأ الابداع وتكمن دوافعه الخفيّة لتشرق الكلمات وهي تحاول اصطياد المعنى وهو يتكون في اللحظة ، فلو تأملنا البرهة الفاصلة بين اللحظة والقصيدة سنجدها خطوات الشاعر عبر فكره وإحساسه وهو يعبر الواقع الى الخيال نحو المطلق . فالشعر هو ما نكتبه بالإحساس و بالكلمات التي مرت دون ان ندونها فهو كالحياة ليست شيئاً نملكه بل هي الشيء الذي يعبر، فالشاعر يستشرق كلماته من العدم من اللاشيء يعتصر نسغ اللغة لكي يشرق بابتكاره للعبارة يحملها عواصف من الأحلام لعلها تتحول الى غيوم تنزف مطرا .
وللشاعر احلامه التي لا تنتهي ، فهي أحلام الحياة والقصيدة ، هي حلم فكيف نروي أحلامنا، فعندما تسطع الكلمات في القصيدة كحضور الغياب تمنحنا حياة أخرى وخيالا أبداعي متناهي الأفاق.
الشاعر أذن هو رؤية ولغته تتسع بعمق رؤياه وفكره والشاعرد.انور غني في لغته التجريبية والتعبيرية في نفس الوقت يحاول ان يكتشف اسرار اللغة ويفسر اللغة باللغة يخترق فيها حاجز الاعتياد والمعتاد فقصيدته ( النهر ) دوّن فيها النهر نفسه فروح الشاعر وكلماته تماهت مع النهر فكانت متدفقة مثل موجاته وكذلك دون بها نهر الحياة والتاريخ والايام هذا النهر الذي نحن موجاته .
فهاهي روح النهر تنادي منذ القدم و صوته صوت الحياة تترنم به الموجات مع الضفاف التي تحمل لون الأرض ,يخط تاريخا طويلا من الحكايات من الحضارات التي غادرتها الأيام .
هكذا تبدأ القصيدة بدفقات شعرية كالموجات تحمل طاقة إيحائية وقوة كامنة خلف حروفها كأنها مكلفة بمهمة هي إيصال المعنى الى الضفة الأخرى الى القارئ فالقصيدة كالنهر الذي تحدثت عنه
فالصور التي تخلقها لغته التعبيرية ذات دلالات عميقة فهي منتزعة من الواقع لتضيف اليه فهو يقول :
( ألا تسمعُ روح النهر و صوتَه الدافئَ؟ و هو يخطّ على جسدي حكايات اللونّ، بينما العطش مقيمٌ منذ آلاف السنين فوق رموش بابل .لقد أنهك حلمَها الغروبُ ، ليته لم يكن غروباً )
فهنا نهر دوّن كلّ شيء ينادينا بصوته الدفئ ، قد مرّ عبر التاريخ والحضارة ، حمل الحياة بين ضفتيه وصور الذين مروا وأحلامهم ، هنا كانت بابل في شموخها وسومر التي خطت الحروف و أنشأت الكلمات أصبحتكالأوراق الصفراء كذكريات تنادي من بعيد و ذابت خلف ذلك الغروب و الشاعر بكل الألم الذي يسري في دمه يقول ليته لم يكن غروب فهل نحلم ببابل من جديد بجنائنها المعلقة وطيور المكاو الزاهية الالوان تعشش بين خمائلها لكن العطش لازال متجذر بنا من سنين , العطش الذي يذكر بالغياب والحضور غياب الحلم وحضوره الدائم .
ثم تتحول كلمات الشاعر الى دموع تبكي البصرة وشط العرب و ما جرى عليها من خراب جراء الحروب، يبكي النخيل و هي تموت واقفه ويرى الغربان تحوم عليها ,من جلب كل هذه الغربان الى بلدي و كيف سرقت الشياطين ذلك الفجر البهيّ ،
وبعد ذلك يناجي الشاعر النهر كحبيب يناجي حبيبه ، يحتضن موجاته بعينيه وهي تلامس الضفاف ثم تلامس قلبه فالنهر قصيدة وعروس النهر التي أخبرت الشاعر سرّ الحياة و عن الأصداف التي حملها جده من الكواكب البعيدة وهنا اشاره الى كلكامش وبحث عن سر الخلود بإسفاره الكونية :
( أخبرتني عروس النهر عن الأصداف التي حملها جدّي من المجرّات البعيدة )
ثم تظهر صورة الأم بملامحها الرؤوفة تحمل الحب والحياة والخصوبة فهي كالأرض عطوفة تحاول ان ترمم الوقت وتجعله اكثر قبولا :
( والسيّدة ذات البشرة البيضاء، التي تجاوزت السبعين ، ذات الخمار الأبيض ترمّم المزهريات التي كسرت أظافرَها بسمةٌ لعوبُ تتخفّى بين شطآن الفرات )
لكنّ النهر الذي يحمل الحياة بين ضفتيه كذلك يحمل الموت وهنا اشارة الى شهداء سبايكر وكيف قتلوا و عيونهم مربوطةوايديهم ورموا الى النهر هم واحلامهم التي تحولت الى موجات ، نفس القتله بوجوههم وقلوبهم القاسية وملامحهم الثقيلة اغتالوا دجلة والحياة حينما اغتالوهم ، والعالم بصمته الرهيب يتفرج يشاهد المشهد لكنه :
( ليتك كنت حاضراًأيّها العالم الأعمى ، فانك تجيد الرقص على جراح المتعبين .)
الشاعر استخدم لغة الألوان والصوت بتناسق هرموني كأنما يرسم ملامح التاريخ بكلماته ،وهذا ميزة يمتاز بها الشاعر د.أنور غني الموسوي، فالنهر هادئ بموجاته المتلألآه وصوتها الدافي يخبرنا أسرار القصيدة وحكايات اللون , والألوان هنا تبدأ بالفضي المزوج بلون البني لون الموجات التي تقبل الضفاف حاملة الغرين ونسق الحياة ثم يمتزج مع سمرة الأرض وينتهي الى الغروب وهذا بحد ذاته تشكيل للوحة تجريدية تحمل الكثير بالإضافة الى المعنى .
الشاعر يمنح الشعر صورته الحقيقية بكلماته التي شبت عن طوق ما مطلوب منها و تسربلت بخيال جامح والذي يمنحنا فسحة واسعة من التأمل , فالشاعر مفتون بهاجس التجريب و الممارسة الشعرية وفكره التجريبي يتطور وينمو مع الكلمات فهو يحاول أن يبتكر لغته الخاصة وبما يتناسب مع خياله وفكره وقد نجح في هذا وقدم لنا ملحمة منسوجة بلغة معاصرها ، فالشاعر متمكن من لغته والإبداع يخرج من كل كلمة يكتبها .
وانا أقول أن التجريب هو سمة الحياة وعلامة من علامات التطور في شتى مناحي المعرفة الإنسانية على أن يشمل ذلكالفكر والتطبيق معا
و أخير من يكتب تاريخ النهر الذي يكتب تاريخنا وتاريخ الحياة أيامه موجاته وتقويمه الحضارة .
( النهر)
أنور غني الموسوي
ألا تسمعُ روح النهر و صوتَه الدافئَ؟ و هو يخطّ على جسدي حكايات اللونّ، بينما العطش مقيمٌ منذ آلاف السنين فوق رموش بابل .لقد أنهك حلمَها الغروبُ ، ليته لم يكن غروباً، و لم يكن ذئبا، فالمكاو يبني أعشاشه هناك ، وألوانه تغنّي هناك ، بعيدا عن أرضنا ، بينما البصرة تغرق في النحيب، آه يا شطّ العرب ، أيّها العاشق السماوي ، ذلك الجنين الأسود في رحم الأرض، يجلب الغربان، مع ألاف السنين من الدموع .
عجباً كم هي زاهية ألوان الفجر الذي سرقوه ، وكم أخبرتني عروس النهر عن الأصداف التي حملها جدّي من المجرّات البعيدة، كنت حينها جالساً تحت ظلّ شجرة أغرق في النسيم ،كان الاحتفال حينها كبيراً ، والسيّدة ذات البشرة البيضاء، التي تجاوزت السبعين ، ذات الخمار الأبيض ترمّم المزهريات التي كسرت أظافرَها بسمةٌ لعوبُ تتخفّى بين شطآن الفرات.
أيّها النهر الحبيب علّمني شهقة صباحيّة ، ونسمة برد،علّمني وجهاً بنيّا يشبه خدود العراق، أيّها النهر ألم تخبرك الثريّا عن شوقها البارد؟ فرسائل العشق صارت كحبّات الرمل الرخيص ، عجبا لكلّ هذا الصمت .حينها لم تكن قدماي تتمايلان كجدائل طفلة عادت قبل عام من روضة الأمل، و لم تكن تتقافزكظبية أمام عينيّ في طريق العودة الى المساء ، ليتكَ كنتَ حاضراً بهجت حكاياتهم النبيلة !!! و أسرار أيديهم البريئة !!! لقد قتلوني بقسوتهم المعهودة ، وعصبوا عين دجلة و رموا به في الثلج . عشتار لم تحضر و لا ثورها المجنّح .كنت حينها كالطير المذبوح في جيبي عمارة شاهقة تقطنها أشباح معتمة و أطفال يعلبون في الزقاق ، قد كحل جبينَهم غبارُ الصيف البارد ، ليتك كنت حاضراً أيّها العالم الأعمى ، فانك تجيد الرقص على جراح المتعبين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق