الجمعة، 6 نوفمبر 2015

مسيرة...مواكب الإباء/ قصيدة الشاعرة الثائرة / جليلة مفتوح / المغرب ...

مسيرة...مواكب الإباء
نوثق الذكرى بعهود الولاء
نبصم بالروح ملاحمنا معا
فيفرش التاريخ زهر الكساء
أيها الجالس على عرش
القلوب تقت لعتق الجنوب
من النار وتحرير الأبرياء
هفوت لحكم ذاتي شفاعة
لمن ندم واستتابة للأغبياء
لحقن دماء الطهر وقد
تجمد بأوردتنا الأمل وحلت
بالرفوف حقوق الأتقياء
بالأمس تهادى موكب الإباء
نادى زعيم الأحرار فجابت
الرسالة الآفاق و تحرك
استجابة حجيج الصحراء
أياد حملت القرآن وأخرى
أشرعت الرايات بقلوب
ضجت بخشوع الأوفياء
نداء بالبطولة ومسيرة
توشحت برموز السلام
و خصب الربوع الخضراء
رحل الغريب عن الجنوب
أستسلم لأسطورة التحدي
ألقى بالاسلحة عند
سفوح الرجال والنساء
انسحب لتسقط وراءه
غريب الأعلام فماج العالم
بروائع الحدث وجميل الأنباء
هذا المغرب قلعة عصية
ذاك شعبه وذلك ملكه
من الجدود ابهروا بالإخاء
تقاطرت خناجر الإخوة
معوجة بأيدي الخونة
وقد نقعت بسموم الأعداء
التف حصار بالأموال وسفالة
التقسيم وفتح بوابة بالمحيط
وسواعد الرخص والدهاء
تجندت المطامع بأرواح
الضالين و رفقاء الأمس
لكسر آخر قلاع البقاء
تساقط الأبطال تباعا
ما بين جموع الجرحى
وقوافل المختفين والشهداء
تنهمر المدامع والزغاريد
يزفون بالعقائد والأعراف
فداء للأرض والنداء
تفتح القبور وتعلق الصور
ويظل الفخر موشوما
على الصدور بالرواء
طالت ملاحم الكفاح
أحتضنت حفيدة شهيد كما
حملت أباها الوليد صبية
وسط العتمة أحلم بالنقاء
من الجد اختفى بالعشرين
من ترك أباها بالأحشاء
من عاد مقطع الأوصال
بصندوق مغلق بعد عقود
من القيد بسلاسل الأعداء
من عذب وغيره حد تقطيع
الأوصال وخلع الأعضاء
من قبله وبعده يحيون
معاقين كالأنصاف ومن
ألغوا قهرا قواميس الرجاء
من لازالوا بمخيمات العار
يبتلع الطغاة دمهم جرعات
بفناجين الغطرسة والخواء
من يقامر وريث قابيل
بأوجاعه على موائد تسير
بشعارات المظلومية والرياء
أيها البعض منا وكلنا وأمانة
الأمس واليوم بالشريان
بالغد لنا قيامة الأولياء
معجزة الحسن اكتملت بدرا
وقد تولى ابننا المحارب
إعادة حق الأموات للأحياء
نتذكر يوم مسيرة بمسيرات
تخضر اليوم لها الجباه
والأعين بالأحلام والوفاء
بالغد نظل الشمس التي
تضيء الأرض بعوالمها
دون ميز و لا استثناء
غدا نمد يد الود للشارد
رحمة بالمكره على حربنا
ونحضنه بفردوسنا الوضاء
سيدثرنا التاريخ دوما بورد
الخلود و زهر الكساء
جليلة مفتوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق