" الياسمين رسالة حنين "
ذات ليلة ماطرة
على أرصفة مدينتنا
التى أتعبها الزحام
شعري المبلل بالمطر
وجسدي المرتعش
رقص بخطى شفافة
رقصة غجرية
على موسيقى رجل من نار
ضحكته كانت بألوان الربيع
جعلتني أرقص غير مبالية
بكل ما آمنت به يوماً
أمسك يدي بحنان جارف
نظر طويلاً في عيني
شعرت انه لاشيء كان
قبل تلك اللحظة
كانت لحظة إحتضار
ولا أصدق من لحظات الإحتضار
عندها قال لي لا تنسي أبداً
أن الياسمين رسالة حنين
من لا أحد إلى لا أحد
هكذا قال درويش
لم أكن أفهم يومها
كانت تشغلني أشياء أخرى
غير الياسمين والحنين ودرويش
عيناه ودخان السيجار يخرج من فمه
يحدث حريقاً فى صدري ..
يدفء جسدي ..
ويجعلني أغفو بين يديه
والتحف بحبه
لما يشغلني الحنين وهو أمامي
الياسمين عندي
كان صوته وابتسامته
كانت تشغلني غيرتي عليه
لحظتها تذكرت شيء نهضت
وشعري المبلل الثائر
بقسوة إمرأة عاشقة غاضبة
قلت : تثير غيرتي يا شاعر
عندما تنثر كلماتك عبيراً
تستنشقه إمرأة غيري
أنت تعلم أن كلماتك
ترجع الزمان الهارب فيني
ويصبح عمري رياح لاهثة
فى غفوة شوق مني
وشهقات حنين إليك
أمضي إليك بسرعة البرق
أطبع قبلة بين يديكَ
تعبر آفاق روحك
وتعصف بالزمن
ضحك طويلاً من جنوني
ولهفتي عليه ..
ليته لو أبصر قليلاً ..
لوجدني تلك الياسمينة
التى تنبت كل يوم فى جدار قلبه
وهى رسالة الحنين إليه
وهى الحرف يزهر فى قصيدته
وبين حنايا روحه كان مسكنها
كانت كلماته تحت المطر
عن الحنين والياسمين
رسالة شخص يعلم أنه مفارق
كلمات درويش كانت وصيته الأخيرة
لم أتقن فن التعود على غيابه
عشت لحظات الحنين
بكامل تفاصيلها
كلما تذكرته وتلك الليلة
نبت الياسمين ..
بين أصابعي شوقاً له
الياسمين رسالة حنين
بلا حبر ولا رائحة
لم تصل يوماً إلى لا أحد !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق