السبت، 28 يناير 2017

بقايا ../ قصة قصيرة للكاتبة / سهام هاشم / العراق ...


بقايا ..
 منذ ان اتخذ قراره بالهجرة بعيدا ..حيث الوطن آمناً وحضناً والكرامة وجوداً، كان على قناعة من انه لن يطيل الوقوف في لملمة اشياءه وحاجياته ، ودً لو استطاع ان يلملم جراحاته ويعيد شتات روحه الهاربة اليه ورصً صفوف بنيانها المتهالك ولكن ..لاشئ سيرافقه اكثر من بطاقة حملت اسمه ورسمه وشارة ميلاده ومايعتنق , والكثير من ذكريات سنين عجاف وحروب مجنونه غيبت الكثيرالكثير القريب منهم والبعيد وهموم عائلة احبها وقاسمها الالم والصعاب .. وهو يحزم امتعته ،اسئلة كثيرة تدور بخلده : ترى لم كل هذه الحدود والحواجز ..! او ليست صنيعة البشر لنقتنع بعدها بكذبة مايسمى  وطن .الارض هذه للأنسانية والوطن حيث تعيش انت الحياة التي تنشد والكرامة التي يجب والفكر الذي تعتقد ..! استدار بعدها ، على طول الجدار رفوف خشبية رصت عليها الكتب بعناية ..هو لايتذكر كم من الوقت سافرا معا او الاماكن التي جمعتهما ، ولكنه يشعرالان ان غريب البير كامو يواسي ايامه وقبو ديستوفيسكي يشير بمذكراته وحياة كوندبرا في مكان اخرربما ضاعت في اللاأثر، شعر ان الوقت يسرقه الا من دمعة حرى انسابت على خديه ، تذكرحرارة دموعها وهي تتوسل اليه ان يعدل عن رأيه ، اتراك ستعيش ارضا لاقبل لك بها وبشرا لامعرفة بهم .. الغربة قاسية ..! غربتنا ياأمي في فقدانات احبة واصدقاء ،في ايام حبلى بالشجن والالم والمعاناة ..في وطن اضاعه من امتلك زمامه وبعض من تفنن بالجحود والنكران ، الغربة قاسية وانكى منها اغتراب ارواحنا التي هاجرت ولم تعد ..انها بقايا ارواح ..سلاما امي ..
#بغداد في  2/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق