الخميس، 20 يوليو 2017

أبناءُ الطريق "في ذكرى استشهاد الحسين"/ نجاح ابراهيم / سوريا ,,,,

أبناءُ الطريق
"في ذكرى استشهاد الحسين"
نداؤكَ
سيلٌ من نورْ
يشقُّ جهاتِ الكون
رائحةُ الأزلِ فيهِ
طعمُ الظّلمِ نَعْيهِ
لونُ الحقِّ فيهِ
نداؤكَ
وشمٌ في أعصابِ
عصرٍ مضى
عصرٍ يجيءُ
ما انفكّ مدوّياً
وغيرنا؟!
آآآهٍ
" أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً
ولكن لا حياة لمن تنادي."
هاتهِ، يا شهيدنا الأكبرْ
أورقْ حراكنا
مثلما تورقُ النّارُ
في أقبية وخلايا البردِ
من أيّ جهةٍ منا تنفرُ؟!
تعالَ..
بين يديك ننضجُ قمحاً
وأجسادنا تصبح راياتْ
ألفُ "عباسٍ" فينا يطلعُ
نجمعُ لك أيتامَ الأوطان
جيوشاً تسدُّ الجهاتْ
ونهرُ أولادِنا الذين يسّاقطون
نصوغه تميمةَ ارتحالٍ إليك
ولا من يردُّ الموتْ
وكلُّ امرأةٍ تُخرجُ من كبدها
" زينب"
تكتمُ فتوى "سرجون"
المستصرخ...
"إن أبقيتها أنتجت لك
كلّ يومٍ عليّاً."
أخوةُ تجّارٍ نحنُ
وساسةُ عهرٍ نحنُ
نقايضُ على الطّهرِ
نتنفسُ الفتنَ
وماؤنا خياناتْ
ومطيتنا الزّيف
والعارُ في رابعةِ النهارِ
سربالْ
ننتظركَ فجراً
وذيّاكَ العطش
نخوضُ به المفازاتْ
يروحُ في أحشائنا
سَفراً
يحبلُ وَجعاً
مطراً
وأنتَ على شفاه المظلومين
لحناً عطشياً
يردّدهُ وطنٌ مصلوبٌ
وطنٌ مغلوبٌ
باتَ نوافيرَ دماء
وجدرانُه شماعةٌ
لصورِ الشهداءْ
ما بقي إلا صبابةً
كصبابةِ الإناء
وما انتهى يوم كربلاء
مُرْ بنا
نحن الطاهرين
الصدوقين كلّ حين
واقتل الغرابَ
يا أنتَ !
يتأسّى بكَ حرفي
يتأسّى بكَ قلبي
أسلستُ لك قيادَ
بصري
وحنجرتي
لأباركَ حزناً
لا بداية له
ولا نهاية له
امضِ
إلى موتٍ يُحيينا
" وموتكَ بات مقضياً"
أيها المقتولُ!
الذي ترحلُ إليّ
وما ترحّلت عني
مذ وجدتُني
أين الذين قتلوك؟
قطراتُ ماءٍ في كومِ رملٍ مرٍّ
أين خيوطُ غفلتهمّ؟!
يا لخيبتهم!
كيف زالوا
كيف انطمسوا؟!
لا أحد بقي في التاريخ
سواكَ
ومن معكَ
هبني، ما دمتُ ألهجُ
بنصركَ
افتح الكفّ يا مَنْ
" لا تعطي اعطاء الذليل"
سبيّةً صرتُ،
وشاء الله
أن يراني
وأنتَ " لا تقرّ اقرارَ العبيد"
أسمعنا النداءَ
يا صاحبَ الرأسِ المقطوع
الضاحكِ
من غقلةِ قاطعيه
في حضرةِ دمك
ندركُ أنك قادمٌ
كأوسمةِ المنتصرين
وترنيمة الجياع
والثائرين
فكلَ زمنٍ زمنك
وكلُّ يومٍ عاشوراؤك
فسرْ بنا
نحن أبناء الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق