لاصوتَ إلا صوتهُ
بقلم حسين عوفي:العراق
حـَتّامَ ظِفرُكَ في الخوالجِ ناشِبا....
دِيَةً،ودأبُكَ تبتغيني طالِبا؟
مازِلتَ تصدعُ بالشّجونِ مسامعي...
فتنوءُ من ثُقلِ الهمومِ حقائبا
* * *
لولا رياؤكَ لم نُعِبْكَ ولم ندعْ...
فرداً يجيؤكَ لائماً ومعاتِبا
* * *
ماكانَ رنّمت القوافي من فمي..
قَلقاً،يجوبُ مشارقاً ومغاربا
* * *
مازِلتَ تطعنني بسكِّينِ الأسى...
وتسدُّ عن وجهي الحزينِ مسارِبا
* * *
أتريدُ إذلالي وسلبَ كرامتي
لأموتَ حَيّاً إذ تموتُ رغائبا؟
* * *
أَوَ ماعلِمتَ عزيمتي وشكيمتي...
فاحذرْ حليماً لو توثّبَ غاضِبا
* * *
أنا ذا أمامكَ فاتّقيني جحفلاً....
لِأُريكَ إنْ وثبَ الكميّ محارِبا
* * *
فأنا العراقُ شمالُهُ وجنوبُهْ..
وسلِ الخواليَ كيفَ حِزتُ مراتِبا
* * *
وأنا العراقُ ومنبري وِسْعَ المدى..
لولايَ مارأتِ المنابِرُ خاطبا
* * *
حشدوا علينا ماينوء بحملـِهِ..
صُمَّ الجبالِ ضغائناً ومثالِبا
* * *
وعَدوا علينا لامتصاصِ دِمائِنا...
مِنْ كُلَّ فجٍّ أكلُبَاً وأرانِبا
* * *
لكـِنَّ مَنْ صدقوا أعادوا هَيبةً...
للرافدينِ كتائباً وعصائبا
* * *
بصموا بـِماءِ القلبِ صِدقَ عهودِهم...
فانجابَ فجرٌ إذْ أزاحَ سحائِبا
* * *
كم حاولتْ مَصَّ النُّخاعِ ذئابُهم...
وعَوت علينا باشحونِ أكالبا
* * *
لكنْ نداء المَرجعِيَّةِ للفدا...
قمعَ الظلامَ فطلَّ فجراً لاحِبا
* * *
قد عادت الحدباء في حضنِ الرُّبى....
جذلاءَ مدّتْ الأماني غارِبا
* * *
مازالَ تغريدُ الطيورِ بنخلنا...
يدعو برونقهِ الشفيفِ كواعِبا
* * *
وكأنّ فيها بالعَراقةِ قِينَةً...
لـَمّا تميلُ فتستَحِثُّ الصّارِبا
* * *
أحسنتَ صُنعاً إذ تُثيرُ مشاعري...
شدواً لأرمي مايؤرِّقُ جانِبا
* * *
ويدوسُ نعلي كُلَّ أفعى بيّتَتْ...
سُمّاً وأسحقُ بالنّعالِ عقارِبا
* * *
هذا العراقُ شهامةً ورجولةً..
بِظلالِهِ نَسجَ الإخاءُ مَذاهِبا
* * *
لاصوتَ إلّا صوتُهُ يعلو ولا..
غيرُ العراقِ على المنابِرِ خاطِبا
* * *
هـُوَ عِشقُنا الأزليُّ مادارَ المدى...
والعِشقُ دونَكَهُ سَراباً كاذِبا
** ** ** **
اللهم احفظ العراق وأهله.
حسين عوفي/العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق