(التعدد الصوتي في أيقاع الجملة الشعرية )
المجموعة الشعرية ( سفر الأيام ) للشاعر عدنان الساعدي
أن التنسيق اللغوي ضمن الجملة الشعرية، يجعل المنولوج الداخلي للقصيدة يمتد بتوترات أيقاعية صوتيه، وهذا ما يخلق فضاءً واسعاً من الدلالات الأشارية، التي تعطي التعدد الصوتي توظيف الحوار الهرموني النسقي الذي تقارب الرؤيا التخيلية في مكنون النص.أي أن هذه الحالة تخرج النص من السكونية الأنفعالية الى التوجه الصوتي اللساني، الذي يرتقي بالأنفعال التصوري الى الحركة البؤرية التي تجعل النص متماسكاً في جوهرية الرؤيا التي تحفزها الفكرة النصية لدى الشاعر، وفق توظيف الرمز الأستعاري الذي يقارب هذه الفكرة. وهذا ما نجده عند الشاعر عدنان الساعدي في مجموعته الشعرية ( سفر الأيام )حيث تكون الذات المنفعلة مركز الأضاءة لكل حالات القلق الذي تعيشه الذات من الداخل، وبأتجاه العالم الخارجي الذي تتفاعل معه، ضمن رحلة الزمن حولها. و يصبح الزمن هو مركز التخيل لدى الشاعر في كل الأيام التي تمر عليه، وتبقى ذاته هي المحاورة لكل الظروف وفي مختلف الأزمان التي تعيشها بكل فصولها المعنوية المتخيلة في أدراك المعنى والأشارة له وفق دلالاته المدركة لمدلولها الذاتي والإنساني، حيث نلاحظ في أغلب نصوص المجموعة الأستعارات التالية ( الشمس ،والقمر، الليل، والصباح ) وكأنها رحلة الضوء والظل ضمن أيقاع صوتي ...
ص 4 نص ( النَّوْرَسُ السَّكْرَانُ ) (بِدَواةِ حِبْرٍ /يُسَطِّرُ لِعَيْنَيكِ دفءَ القَوافِي /تَحْتَ جَناحِ عُصُفورٍ /يا زَهرَتِي الخَجْلى مِن نَوْرَسٍ سَكْرَانَ /أنا ... هَمْسٌ صَلاتِكِ /بالله عَلَيكِ عَطِشٌ /لِعَينِينِ تُشاكِسْانِ الشَّمْسَ /وَتَنْسَلينَ إلى صَبرِي عَنْوَةً /بِقَوافِلِ الأشْواقِ )نلاحظ في هذا النص التركيب الذاتي وببث ما هو تصوري للذات التي تعشق. والشاعر أستطاع أن يوظف الرموز الموحية بتشظي الذات في أنعكاس رموز الحبيبة، حيث يأخذ من البداوة الرمز الذي يعطي الحنين الذي يقارب لحظات الصفاء، والقدرة على أعطاء الشعر الحقيقي، بشكل حنيني وصافي، ومقارب لما هو يريد أن يكتبه. أي أن الشاعريريد أن يصف ما يتمناه من كتابة الشعر لهذه الحبيبة ( يسطر لعينيك دفء القوافي) ويحسسها بأشواقه الى عينيها لأن عينيها رمز دفء الشمس. والشاعر يبني جملته الشعرية ما يثيره من أنعكاس و كل ما يمثل الحبيبة من رموز ..
ص9 نص ( الأغنية الأخيرة ) (ماتَ القمرُ /تدلى رأسهُ على اللياليِ المشمسةِ /العشاقُ لبسوا السوادَ /القصائدُ ماتت /اخرْسَ الجميع /سوى إيماءاتِ بالأصابعِ /
لنشيع القمرَ /بأغنيتهِ الأخيرة /فلم يعد هناك خمرٌ في كؤوس العاشقين )
ويستمر الشاعر بأحداث الأستعارة التي تعطي الدلالات المقاربة لمكنونه الداخلي، والذي هو أنعكاس مركب من قرب أو بعد الحبيبة عنه، لهذا تستمر القصيدة لديه أعتمادا على هذا التوهج الذي يحقق البعد الجمالي اللغوي في جملته الشعرية. والشاعر هنا يشعر باليأس الى حد موت القمر، حيث نجد تنامي النص لدية على المفردات التي تشير الى حالة اليأس وهذا ما يشكل حالة جذب أدراكي لكل الرموز التي تعطي تفاصيل اليأس، وحالة الألم الذي يعيشه، فهي تشكل الأستعارة وفق نسق الحالة الأنفعاليه المضاءة بعناصر التشابك لما تمثله الحبيبة من حالة محركة لكل ما هو داخلي،والوعي الشعري الذي يتحكم بمسار القصيدة هو خروج هذا الوعي من الداخل لكي يعيد صياغة الأشياء والمرئيات وفق تأثيرها على أنفعاله، الذي يحاول أن يمسكه من خلال المفردة اللغوية،وموت القمر هنا ما هو إلا أشارة الى حالات اليأس التي يعيشها، وحيث يحدد الأشارات التي تعطي رمز اليأس العشاق قد لبسوا السواد ، وحتى القصائد ماتت، ولم يبق إلا أيماءات الأصابع ولم يعد للعشاق يشربونها من كؤوسهم لأن كل شيء لبس السواد أي أن الشاعر يشتغل على البؤرة الرمزية الصورية لكي يمسك توصيف الحالة التي يعيشها ...
ص 22 نص ( صرخة ) (هل ترغبي لي بالصّراخ /قبالةَ جدارَ الصّمتِ /لأني لا أعرف /كيف اسقطُ من وجَهي /أزقّةُ السنينِ المليئة بالهذيان /مخترقاً جنونَ الأمسِ الشاهقِ ) والشاعر هنا لا يلبس القناع لكي يتحدث عنه، بل يحاول أن يطرح ما يراه هو من خلال الأمتداد بحالته التي يعيش، بطريقة حسية الأدراك، لكي يحدث التناغم في اللغة التي تقارب بين ما يعيش من الداخل والصوت اللساني للفكرة التي تنهض بالرؤيا، لكي يصل الى البعد التعبيري في تعدد الأصوات في صدى الذات، المنغمرة في هواجس الأحساس الصوتي (هل ترغبي لي بالصراخ ) أي يحاول أن يكشف الحركة الداخلية ما بين السكون والصوت، لأن الصمت الخارجي قد طغى على كل شيء حوله، لهذا يريد أن يسمع صوته الى الآخرين وسط هذا السكون ( قبالة جدار الصمت ) لأنه يريد أن يسمع الآخرون صوته الحقيقي وليس الهذيان، لأن الأمس أصبح هو الصوت الغائب منه.أي أنه يريد أن يتدرج ما بين الأصوات الداخلية والعالم الخارجي، لأن الأمس أصبح جنون شاهق ولم يعد له مبرر في يومه، هذا ما يجعل النصوص نصوصا ترابطيه في المنولوج الداخلي لأتساع الصوت التعبيري الداخلي ..
ص 32 نص ( قلق في لحظات الانتظار) (تتبعثرُ خطواتي / مرتجفةٌ خلفَ أسوارِ الصمتِ /حاملةٌ المتاهاتَ /في دهاليزِ الليلَ /بعينينٍ مفتوحتين /تنظران إلى الكرسي / الباب ... /على الجدرانِ نصفَ صورةٍ شمسيةٍ متكسرةٍ ) الشاعر في نصوصه يستخدم الدلالات الأنفعالية الإشارية الموحية بالإيحاءات العاطفية، وما يعيشه من مشاعر وأنفعالات داخليه ضمن التعبير الصوتي، لكي يحقق الأنفلات من أسوار الصمت ويحقق التوزان الشعوري، لأنه يشعر أن كل شيء متبعثر حوله حتى خطواته بسبب المتاهة التي يحددها حالة السكون خارج صوته الداخلي. فهو يريد أن يكون صوته أعلى من أصوات الأشياء لكي يسمعه الآخرون . والشاعر يعتمد على الصوت كحالة تعبيريه لكل ما يشعر به من الأنفعال العاطفي ، ولتغير الأزمات والقلق الذي يعيش تتعدد أصواته الداخليه .أي أن القصيدة عند الشاعر عدنان هي تراكم صوتي متعدد الأختيارات، وهذا ما يحقق التأويل الدلالي للمعاني ضمن النص لأن التراكم أو التلاحق في تعدد الأصوات يخلق توترا متدرجا في المنولوج الداخلي للنص، و يوحد الأيقاع المنفلت من الرتابة السكونية لطاقة التعبير اللغوي ضمن مفردات تحرك البؤرة النصية . أي يصبح النص متوهجا بالتعبير لحالة الأنفعال العاطفي، لهذا نرى النص هو قوة التعبير النفسي، مع الصورة الشعرية المتعددة في رحلة الضوء والظل، ورموزه من الليل والنهار والشمس والقمر. أي الرموز المتغيره ضمن أنفعاله العاطفي المتغير، حسب الأشارات الداخلية المستوعبه لكل المرئيات الخارجية، التي تتداخل مع تلك الأشارات النفسية في أبعادها الفينوميتولوجية( الظاهرية) ما يخلق فضاءً داخليا رمزي متوتر منعكسا من الانفعال العاطفي المتغير في الصورة وحسب ايقاع الصوتي الداخلي .
ص 4 نص ( النَّوْرَسُ السَّكْرَانُ ) (بِدَواةِ حِبْرٍ /يُسَطِّرُ لِعَيْنَيكِ دفءَ القَوافِي /تَحْتَ جَناحِ عُصُفورٍ /يا زَهرَتِي الخَجْلى مِن نَوْرَسٍ سَكْرَانَ /أنا ... هَمْسٌ صَلاتِكِ /بالله عَلَيكِ عَطِشٌ /لِعَينِينِ تُشاكِسْانِ الشَّمْسَ /وَتَنْسَلينَ إلى صَبرِي عَنْوَةً /بِقَوافِلِ الأشْواقِ )نلاحظ في هذا النص التركيب الذاتي وببث ما هو تصوري للذات التي تعشق. والشاعر أستطاع أن يوظف الرموز الموحية بتشظي الذات في أنعكاس رموز الحبيبة، حيث يأخذ من البداوة الرمز الذي يعطي الحنين الذي يقارب لحظات الصفاء، والقدرة على أعطاء الشعر الحقيقي، بشكل حنيني وصافي، ومقارب لما هو يريد أن يكتبه. أي أن الشاعريريد أن يصف ما يتمناه من كتابة الشعر لهذه الحبيبة ( يسطر لعينيك دفء القوافي) ويحسسها بأشواقه الى عينيها لأن عينيها رمز دفء الشمس. والشاعر يبني جملته الشعرية ما يثيره من أنعكاس و كل ما يمثل الحبيبة من رموز ..
ص9 نص ( الأغنية الأخيرة ) (ماتَ القمرُ /تدلى رأسهُ على اللياليِ المشمسةِ /العشاقُ لبسوا السوادَ /القصائدُ ماتت /اخرْسَ الجميع /سوى إيماءاتِ بالأصابعِ /
لنشيع القمرَ /بأغنيتهِ الأخيرة /فلم يعد هناك خمرٌ في كؤوس العاشقين )
ويستمر الشاعر بأحداث الأستعارة التي تعطي الدلالات المقاربة لمكنونه الداخلي، والذي هو أنعكاس مركب من قرب أو بعد الحبيبة عنه، لهذا تستمر القصيدة لديه أعتمادا على هذا التوهج الذي يحقق البعد الجمالي اللغوي في جملته الشعرية. والشاعر هنا يشعر باليأس الى حد موت القمر، حيث نجد تنامي النص لدية على المفردات التي تشير الى حالة اليأس وهذا ما يشكل حالة جذب أدراكي لكل الرموز التي تعطي تفاصيل اليأس، وحالة الألم الذي يعيشه، فهي تشكل الأستعارة وفق نسق الحالة الأنفعاليه المضاءة بعناصر التشابك لما تمثله الحبيبة من حالة محركة لكل ما هو داخلي،والوعي الشعري الذي يتحكم بمسار القصيدة هو خروج هذا الوعي من الداخل لكي يعيد صياغة الأشياء والمرئيات وفق تأثيرها على أنفعاله، الذي يحاول أن يمسكه من خلال المفردة اللغوية،وموت القمر هنا ما هو إلا أشارة الى حالات اليأس التي يعيشها، وحيث يحدد الأشارات التي تعطي رمز اليأس العشاق قد لبسوا السواد ، وحتى القصائد ماتت، ولم يبق إلا أيماءات الأصابع ولم يعد للعشاق يشربونها من كؤوسهم لأن كل شيء لبس السواد أي أن الشاعر يشتغل على البؤرة الرمزية الصورية لكي يمسك توصيف الحالة التي يعيشها ...
ص 22 نص ( صرخة ) (هل ترغبي لي بالصّراخ /قبالةَ جدارَ الصّمتِ /لأني لا أعرف /كيف اسقطُ من وجَهي /أزقّةُ السنينِ المليئة بالهذيان /مخترقاً جنونَ الأمسِ الشاهقِ ) والشاعر هنا لا يلبس القناع لكي يتحدث عنه، بل يحاول أن يطرح ما يراه هو من خلال الأمتداد بحالته التي يعيش، بطريقة حسية الأدراك، لكي يحدث التناغم في اللغة التي تقارب بين ما يعيش من الداخل والصوت اللساني للفكرة التي تنهض بالرؤيا، لكي يصل الى البعد التعبيري في تعدد الأصوات في صدى الذات، المنغمرة في هواجس الأحساس الصوتي (هل ترغبي لي بالصراخ ) أي يحاول أن يكشف الحركة الداخلية ما بين السكون والصوت، لأن الصمت الخارجي قد طغى على كل شيء حوله، لهذا يريد أن يسمع صوته الى الآخرين وسط هذا السكون ( قبالة جدار الصمت ) لأنه يريد أن يسمع الآخرون صوته الحقيقي وليس الهذيان، لأن الأمس أصبح هو الصوت الغائب منه.أي أنه يريد أن يتدرج ما بين الأصوات الداخلية والعالم الخارجي، لأن الأمس أصبح جنون شاهق ولم يعد له مبرر في يومه، هذا ما يجعل النصوص نصوصا ترابطيه في المنولوج الداخلي لأتساع الصوت التعبيري الداخلي ..
ص 32 نص ( قلق في لحظات الانتظار) (تتبعثرُ خطواتي / مرتجفةٌ خلفَ أسوارِ الصمتِ /حاملةٌ المتاهاتَ /في دهاليزِ الليلَ /بعينينٍ مفتوحتين /تنظران إلى الكرسي / الباب ... /على الجدرانِ نصفَ صورةٍ شمسيةٍ متكسرةٍ ) الشاعر في نصوصه يستخدم الدلالات الأنفعالية الإشارية الموحية بالإيحاءات العاطفية، وما يعيشه من مشاعر وأنفعالات داخليه ضمن التعبير الصوتي، لكي يحقق الأنفلات من أسوار الصمت ويحقق التوزان الشعوري، لأنه يشعر أن كل شيء متبعثر حوله حتى خطواته بسبب المتاهة التي يحددها حالة السكون خارج صوته الداخلي. فهو يريد أن يكون صوته أعلى من أصوات الأشياء لكي يسمعه الآخرون . والشاعر يعتمد على الصوت كحالة تعبيريه لكل ما يشعر به من الأنفعال العاطفي ، ولتغير الأزمات والقلق الذي يعيش تتعدد أصواته الداخليه .أي أن القصيدة عند الشاعر عدنان هي تراكم صوتي متعدد الأختيارات، وهذا ما يحقق التأويل الدلالي للمعاني ضمن النص لأن التراكم أو التلاحق في تعدد الأصوات يخلق توترا متدرجا في المنولوج الداخلي للنص، و يوحد الأيقاع المنفلت من الرتابة السكونية لطاقة التعبير اللغوي ضمن مفردات تحرك البؤرة النصية . أي يصبح النص متوهجا بالتعبير لحالة الأنفعال العاطفي، لهذا نرى النص هو قوة التعبير النفسي، مع الصورة الشعرية المتعددة في رحلة الضوء والظل، ورموزه من الليل والنهار والشمس والقمر. أي الرموز المتغيره ضمن أنفعاله العاطفي المتغير، حسب الأشارات الداخلية المستوعبه لكل المرئيات الخارجية، التي تتداخل مع تلك الأشارات النفسية في أبعادها الفينوميتولوجية( الظاهرية) ما يخلق فضاءً داخليا رمزي متوتر منعكسا من الانفعال العاطفي المتغير في الصورة وحسب ايقاع الصوتي الداخلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق