قصة قصيرة
.................
اسئلة صامتة
..................
رجال الشرطة يخيفونني , ويثيرون الرعب في داخلي , فبنادقهم التي يضعونها على اكتافهم تبدو مثل فوهات مدافع مصوبة نحو رأسي , وملابسهم الزيتونية تجعل منهم وكأنهم ضباع جائعة تنوي افتراسي في اية لحظة يصادفونني فيها وانا الوذ بصمتي وخوفي
ذات مرة قادني حظي العاثر الى مركز الشرطة القريب من بيتنا , حيث , دفعني احساسي بالواجب الانساني الى التبليغ عن جريمة قتل شنيعة حصلت قرب بيتنا , فعندما خرجت في الصباح الباكر وانا ذاهب الى الدوام رايت جثة رجل مضرج بدمائه ملقاة امام باب بيتنا , لم انظر الى الرجل ولم اتمعن في ملامحه التي بدات شاحبة وذابلة من بعيد , وقد تعاطفت معه واحترمت موته ,
. عندما دخلت الى مركز الشرطة احاط بي رجال الشرطة واخذوا يرمقونني بنظراتهم الحادة التي تكاد ان تخترق جسدي وهناك سالني احدهم عن سبب مجيئي فقلت لهم بصوت منخفض لا يكاد يسمعه احد اني اريد ان اقابل الضابط على انفراد ,
ظن الرجال ان لدي امرا خطيرا يخص امن الدولة فاحاطوني بالرعاية والاهتمام , و قادني احدهم الى ممرات ومسالك متداخلة ودهاليز ملتوية , وهناك ادخلني الى غرفة واسعة , وقال تفضل ادخل , ترددت في بداية الامر وحاولت ان اعود ادراجي بعد ان شعرت بخوف مريع ورعب كاد ان يشل حركتي وقد احسست وكأنني ذاهب الى المقصلة ,
لكنني تشجعت وتقدمت عدة خطوات داخل الغرفة وكان الضابط رجلا مهيبا ووقورا ويمتلك نظرات حادة وقاسية بنفس الوقت , اجلسني الى جانبه وطلب مني ان اتكلم عن المهمة التي جئت من اجلها
. اخبرته عن جريمة القتيل وجثة الرجل الملقاة امام باب بيتنا وهنا هرع الضابط وطلب في الحال دورية من رجال الشرطة , وقد اخذوني معهم كي ادلهم على الجثة , وفي الطريق سالني الضابط ما اذا كنت اعرف الرجل القتيل ام لا , فاردت ان اقول انني لا اعرفه , لكنني لا اعرف كيف خرجت الكلمات من فمي , كنت اتكلم بلا وعي مني وقلت نعم اعرفه , وهنا التفت الي كل الرجال المدججين بالسلاح , وانهالت الاسئلة , ما اسم الرجل ؟ , وهل تربطك به صلة قرابة ؟ , ولماذا هو في باب بيتك ؟ , ولماذا لم تسمع او تشاهد شيئا حول الحادث ؟
وتداخلت الاسئلة مع اللغط والفوضى التي احدثها الناس وهم يتجمهرون حول الجثة الملقاة امام باب بيتنا , لكني لاحظت شيئا غريبا من خلف الاجساد المتزاحمة حول الجثة فقد لمحت طرف قميصي قرب الجثة او فوقها , لا اعرف كيف , لكنه هناك فعلا ,
وحينما نظرت بفضول الى الرجل الميت رايته يرتدي قميصا من قمصاني , انه امر مرعب حقا
يا الهي , انه قميصي فعلا , وانا اعرفه جيدا فذلك القميص هو الذي اشترته لي زوجتي بمناسبة عيد زواجنا العاشر , لكن كيف استطاع هذا الرجل الميت ان يرتدي قميصي ؟
لا اعرف ,
عاد الضابط وكرر اسئلته التي ظلت بلا جواب مني وانا شارد الذهن وافكر كيف وصل قميصي الى هذا الرجل الغريب ؟ ورحت اتطلع في وجه الرجل المقتول علني اتعرف على ملامحه لكني صعقت مرة اخرى عندما اكتشفت انه يشبهني تماما , نعم انه يشبهني , ما هذا الرعب ؟
ورحت اسأل واحاول ان اتذكر شريط حياتي , لكنني بت اشك انني انا المقتول وليس شخصا اخر غيري , تدافع بعض الناس واخذوا يتساءلون عن سبب مقتل الرجل وتفرق بعضهم , وانسحب اخرون الى اماكن عملهم , فيما انسحب رجال الشرطة تاركين الجثة ملقاة امام باب بيتنا , وعندما ركضت خلفهم كي اسالهم عن الجثة قال لي الضابط , عد الى المقبرة ايها الرجل , وعندما قلت له لماذا اعود الى المقبرة ؟ قال لي انت ميت منذ زمن بعيد فلماذا تتبعنا ؟
.................
اسئلة صامتة
..................
رجال الشرطة يخيفونني , ويثيرون الرعب في داخلي , فبنادقهم التي يضعونها على اكتافهم تبدو مثل فوهات مدافع مصوبة نحو رأسي , وملابسهم الزيتونية تجعل منهم وكأنهم ضباع جائعة تنوي افتراسي في اية لحظة يصادفونني فيها وانا الوذ بصمتي وخوفي
ذات مرة قادني حظي العاثر الى مركز الشرطة القريب من بيتنا , حيث , دفعني احساسي بالواجب الانساني الى التبليغ عن جريمة قتل شنيعة حصلت قرب بيتنا , فعندما خرجت في الصباح الباكر وانا ذاهب الى الدوام رايت جثة رجل مضرج بدمائه ملقاة امام باب بيتنا , لم انظر الى الرجل ولم اتمعن في ملامحه التي بدات شاحبة وذابلة من بعيد , وقد تعاطفت معه واحترمت موته ,
. عندما دخلت الى مركز الشرطة احاط بي رجال الشرطة واخذوا يرمقونني بنظراتهم الحادة التي تكاد ان تخترق جسدي وهناك سالني احدهم عن سبب مجيئي فقلت لهم بصوت منخفض لا يكاد يسمعه احد اني اريد ان اقابل الضابط على انفراد ,
ظن الرجال ان لدي امرا خطيرا يخص امن الدولة فاحاطوني بالرعاية والاهتمام , و قادني احدهم الى ممرات ومسالك متداخلة ودهاليز ملتوية , وهناك ادخلني الى غرفة واسعة , وقال تفضل ادخل , ترددت في بداية الامر وحاولت ان اعود ادراجي بعد ان شعرت بخوف مريع ورعب كاد ان يشل حركتي وقد احسست وكأنني ذاهب الى المقصلة ,
لكنني تشجعت وتقدمت عدة خطوات داخل الغرفة وكان الضابط رجلا مهيبا ووقورا ويمتلك نظرات حادة وقاسية بنفس الوقت , اجلسني الى جانبه وطلب مني ان اتكلم عن المهمة التي جئت من اجلها
. اخبرته عن جريمة القتيل وجثة الرجل الملقاة امام باب بيتنا وهنا هرع الضابط وطلب في الحال دورية من رجال الشرطة , وقد اخذوني معهم كي ادلهم على الجثة , وفي الطريق سالني الضابط ما اذا كنت اعرف الرجل القتيل ام لا , فاردت ان اقول انني لا اعرفه , لكنني لا اعرف كيف خرجت الكلمات من فمي , كنت اتكلم بلا وعي مني وقلت نعم اعرفه , وهنا التفت الي كل الرجال المدججين بالسلاح , وانهالت الاسئلة , ما اسم الرجل ؟ , وهل تربطك به صلة قرابة ؟ , ولماذا هو في باب بيتك ؟ , ولماذا لم تسمع او تشاهد شيئا حول الحادث ؟
وتداخلت الاسئلة مع اللغط والفوضى التي احدثها الناس وهم يتجمهرون حول الجثة الملقاة امام باب بيتنا , لكني لاحظت شيئا غريبا من خلف الاجساد المتزاحمة حول الجثة فقد لمحت طرف قميصي قرب الجثة او فوقها , لا اعرف كيف , لكنه هناك فعلا ,
وحينما نظرت بفضول الى الرجل الميت رايته يرتدي قميصا من قمصاني , انه امر مرعب حقا
يا الهي , انه قميصي فعلا , وانا اعرفه جيدا فذلك القميص هو الذي اشترته لي زوجتي بمناسبة عيد زواجنا العاشر , لكن كيف استطاع هذا الرجل الميت ان يرتدي قميصي ؟
لا اعرف ,
عاد الضابط وكرر اسئلته التي ظلت بلا جواب مني وانا شارد الذهن وافكر كيف وصل قميصي الى هذا الرجل الغريب ؟ ورحت اتطلع في وجه الرجل المقتول علني اتعرف على ملامحه لكني صعقت مرة اخرى عندما اكتشفت انه يشبهني تماما , نعم انه يشبهني , ما هذا الرعب ؟
ورحت اسأل واحاول ان اتذكر شريط حياتي , لكنني بت اشك انني انا المقتول وليس شخصا اخر غيري , تدافع بعض الناس واخذوا يتساءلون عن سبب مقتل الرجل وتفرق بعضهم , وانسحب اخرون الى اماكن عملهم , فيما انسحب رجال الشرطة تاركين الجثة ملقاة امام باب بيتنا , وعندما ركضت خلفهم كي اسالهم عن الجثة قال لي الضابط , عد الى المقبرة ايها الرجل , وعندما قلت له لماذا اعود الى المقبرة ؟ قال لي انت ميت منذ زمن بعيد فلماذا تتبعنا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق