السبت، 3 فبراير 2018

لحظة قدر.../ ..قصة قصيرة / روعة محسن الدندن/ سورية ......

لحظة قدر.....قصة قصيرة
روعة محسن الدندن/سورية
......
يوم جميل ومشرق طال انتظاره
قررت الخروج مع جارتها لتنال الدفء
أسرعت إلى دولاب ثيابها
تناولت بنطالها الجينز وكنزة ربيعية
وأحضرت أدوات التجميل ثم
أسرعت لدخول المطبخ لتحضير قهوتها قبل الخروج
كانت تشعر بالسعادة والنشاط من نسمات الصباح
ونور الشمس
وكما هو المعتاد صوت فيروز يرافق صباحها مع قهوتها وسيجارتها
وضعت فنجان القهوة أمام طاولتها وأشعلت سيجارتها
وبدأت تتزين لتخرج وتحضن دفء الشمس
وعندما انتهت من زينتها وتناول قهوتها اسرعت للخروج مع جارتها
تتجولان بين المحلات وكانتا تطيلان النظر لآخر الموديلات وتتنقلان من محل إلى آخر
ومن شارع إلى آخر
أثناء بسمات حديثهم تقول لها جارتها مازحة
انظري لذلك الرجل المستلقي على الرصيف
تخيلي لو أنه والدك
فنظرت إلى الرجل الذي أشارت له جارتها
كان رجل كبير في السن يضع أمامه ولاعات سجائر وبعض الأشياء الصغيرة لبيعها
وهيئته توحي لمرارة الأيام التي يعيشها
ثيابه بالية وكأنه خرج من حفرة
والتعب نال منه ليجعله ينام على الرصيف ولا يشعر بالمارة
ظنت أنه جثة مستلقية
غادرتها البسمة من هول منظره
هو فعلا والدها الذي رحل منذ عشر سنين
ليتزوج ويتركهم بلا مأوى ولا معين
لم تستطع الإقتراب منه
أو محاولة التعرف هل هو حي أو ميت
كل ما فعلته حالة رعب وبكاء لا يتوقف
وهرعت لتوقف سيارة أجرة ممسكة يد جارتها لمغادرة المكان
صدمة أصابتها من رؤية والدها بعد خمسة عشر سنة
صمت عن الكلام لعدة أيام
أخيرا علا صراخها المكان ونطقت بعد صمتها
لماذا لم اقترب
كيف أتركه دون أن أعلم هل مازال على قيد الحياة؟
لحظات قدر كلها وجع
بدون جواب أو حل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق