Noureddine Berrahma مع Mohamed Khassif.
قراءة عاشقة في الوان رجل يكتب اللوحة قصيدة ....الفنان القدير محمد خسيف
بقلم المبدع : برحمة نورالدين
في يوم 8/6/2017
****************************************************************
صدفة هي تلك الكلمة المفعة بحرقة اللون ...
ربما لان تجربة الإبحار إلى تلك اللوحات
مغامرة مفعمة بالمخاطرة خصوصا وأنت تحاول الاقتراب من أعمال فنان كبير من طينة محمد خسيف الذي يحمل بين ثنياه لغة مشتقة من اللون...لغة تمارس الانزياح لتكون القصيدة التي تحلق بنا حيث الشمس التي تمنح لنا ذلك الضياء الذي يزيح القبح من حولنا ...
نعم وأنت تقتحم محراب فناننا الأصيل تجد نفسك غارقا حتي الجنون في لجة من أحلام لكنها أحلام مخالفة لتلك التي لاستند على قاعدة صلبة ...
أحلام فناننا فحواها الإيمان بروعة الإبحار عميقا ...عميقا ...لان لغة خسيف لا تنشد الجمال من اجل الجمال ...فهو ينشد الفن من اجل تغيير ما تكلس من انفعالاتنا...ما تكلس من رغبتنا ...انه يحاول تشكيل أبعادا إنسانية تمتح من ثقافتنا ...من محيطنا ... من حضارتنا ....من خصوصيتنا المنعكسة على نمط مدننا القديمة حيث رائحة الطين والتراب والزليج ...حيث معمارنا الجميل الغارق في القدم حدود التاريخ ...
انه حقا المبدع الذي يبهرنا بألوانه وبتجاربه التشكيلية المختلفة ...
انه الفنان المتعدد الذي يحمل أفكارا وطموحات تقول رجل واحد وفي أزمنة متداخلة... وعندما أقول أزمنة متداخلة أشير هنا إلى انفتاح الرجل على لغة الغرب فنا وثقافة والماما بتاريخ فنونها انه باختصار المثقف الذي لا يتقوقع على الذات بدعوى الأصالة ولا ينفتح بطريقة سلبية على ثقافة الغرب ...انه الرجل الذي يحسن الإنصات إلى ذاته لان من أعماقه سيمنحنا تلك الأعمال التي أراها اكبر من اللوحة وأروع من القصيد إنها شاعرية الإنسان الإنساني المعانق لكل الإبعاد الكونية ...
صديقي الفنان الكبير محمد خسيف
وأنا اتامل اعمالك فناني الأصيل أراني وأنا المنبهر بهذه العطاء الكبير، اشعر ربما إني قد تماديت في الغوص بعيدا ...بعيدا لعلي اقبض على النور ...فهل بمقدوري استنطاق لوحاتك التي تقول شعرا ...
فكفي يا صاحبي كما تعلم مساحة كافية ربما لرسم كلماتي لكن نفس الكف يا صديقي أجدها قاصرة في القبض على فكرة منبعثة من لون فناننا الجميل محمد خسيف الناقد والتشكيلي الذي اسند فكرته
على جدار حلمي وكأنه يرسم للآخر الذي يشبهني الطريق إلى قلب المعاني الجميل...لكن ألوانه خطوطه ...طريق آخر يتجاوز المعاني الجميلة إلى الفكرة المتعالية التي تحاول أن تقول القصيدة انطلاق من اللوحة...
أرى تلك اللمسات المنفلتة من فرشاته وكأنها تريد أن تقول إما أن تكون عملاقا في مواقفك والا فكل الألوان التي تزين بها هذا الفضاء ستغرقك في ألا معنى لتكون أنت المستلب البعيد عن هويتك لان بين الانسلاخ عن الموقف والانسلاخ عن الذات شعرة رقيقة ومفصلية قد تقودك للبحث عن هويتك التي تحجبها الونك لتصرخ في الخواء ليكون هو البياض ...ولاشيء غير البياض...
فالإنسان الفنان قلبه يحمل شاعرية الوجود.. وحلمه قصيدة في زمن القبح... أخال نفسي وكأني اعرفه منذ بداية إبحاري في رحاب لغتي...
اجل إنني أراه هكذا بعين فنان عاشق للحرف: فأقول عنه وليعذرني أهل التشكيل إن كنت قد سرقته منهم:
- انه الشاعر الذي يرمم جروح الواقع بلمسات لا يدرك عمقها إلا من اكتوى بهموم الانتماء للوطن ،بين ألوانه صيغ عالمه الجميل الذي شيده لوحة فلوحة ولكن بقلب شاعر حكيم يخط الصدق بنبض القلب السليم الذي يمتح من العمق لغة اللون التي تفسر معاني الانتماء للإنسان الذي يريد كتابة الجمال على عتبات منازلنا ...
على عتبات أحلامنا ...
على عتبات ما ننتظر وما ننتظر من واقعنا الذي نريده أن يكون جميلا بنا...
وأنا أتمثل أعماله الشعرية التي صيغت بألوانه تذكرت تاريخ الفن وان كنت لم ادخل هذا المجال الاعاشقا وحالما ...
نعم وأنا أتابع منجز هذا الفنان الكبير انبثق من مخزون معرفتي الفنان كاندنسكي الذي يعتبر أول من أسس لشعرية تجريدية مفعمة بالعاطفة. و في هذا المجال ترى د.فاطمة لطيف عبد الله، وم. رشا أكرم موسى:
"إن اللون أصبح في لوحات كاندنسكي وسيلة لخلق انزياحات فكرية قبل أن تكون جمالية وذلك عبر انعتا قه من العلائقية المترادفة من مدلوله المادي أو ألارتباطي وزجه في تجنيس فني جديد شعري الطابع والدلالة، تلغى فيه الحواجز بين عالم الرسم والواقع، ليصبح للون وظيفة شعرية تشظي المألوف وتبتعد عن المتعارف وتتعالى عن عادية التواصل. أي أن شعرية اللون في لوحات كاندنسكي لا تنتمي إلى عالم اللون فحسب وإنما إلى مجموعة مفاهيم سوسيولوجية، معرفية وبالارتكاز على نوع من الاستعارة والمجاز وإحالات الدلالة..."
نعم لقد اوردت هذا النص لأظهر بعض التقاطعات مع هذا الفنان العالمي لأبرهن ليس على تأثر الفنان خسيف به ولكن لأقول في يقين ...نحن أيضا لنا فنان بقامة فناني الغرب ولكن من يسمعنا فمبدعنا محمد خسيف الشاعر الرسام وليس الرسام الشاعر وحتى وان لم يخط بالحرف قصيدة وانما خط لوحة بلون الشعر.
إن فناني هذا يختلف تماما حتى عن كاندنكسي ربما لكون مبدعنا ناقدا يمتلك أدوات التحليل المرتبط بتفكيك أي خطاب أو تشريحه ومن ثم يمكننا ان نعتبره ومن خلال أعماله التي ركامها
بالفنان المتعدد المنفتح عن المنجز الشعري كما يمكنني في نفس الآن أن اسمه بسمة المثقف العميق
والإنسان المنتمي لخصوصية مختلفة عن خصوصية الغرب المتمثلة في الحداثة الفجة أو الحداثة المعطوبة التي انخرط فيها البعض بل أصبح يتكلم بلسانهم في تماهي كامل بالغرب دون الاهتمام بمورثنا الثقافي المتعدد ...ولا بخصوصيتنا المفارقة لخصوصية الغرب عموما فحداثة مبدعنا الكبير
منبثقة من عمق موروثنا الحضاري مع الانفتاح على المنجز من ثقافة الغرب دون الغاء الفوارق التي تختلف اصلا مع قيمنا الحضارية ، ولعل هذا التموقع الحذر من مبدعنا ما جعله والى حد بعيد يسم منجزه التشكيلي بسمة مختلفة تجعل من اعماله اضافة نوعية للمشهد التشكيلي المغربي عموما ..
بقلم المبدع : برحمة نورالدين
في يوم 8/6/2017
****************************************************************
صدفة هي تلك الكلمة المفعة بحرقة اللون ...
ربما لان تجربة الإبحار إلى تلك اللوحات
مغامرة مفعمة بالمخاطرة خصوصا وأنت تحاول الاقتراب من أعمال فنان كبير من طينة محمد خسيف الذي يحمل بين ثنياه لغة مشتقة من اللون...لغة تمارس الانزياح لتكون القصيدة التي تحلق بنا حيث الشمس التي تمنح لنا ذلك الضياء الذي يزيح القبح من حولنا ...
نعم وأنت تقتحم محراب فناننا الأصيل تجد نفسك غارقا حتي الجنون في لجة من أحلام لكنها أحلام مخالفة لتلك التي لاستند على قاعدة صلبة ...
أحلام فناننا فحواها الإيمان بروعة الإبحار عميقا ...عميقا ...لان لغة خسيف لا تنشد الجمال من اجل الجمال ...فهو ينشد الفن من اجل تغيير ما تكلس من انفعالاتنا...ما تكلس من رغبتنا ...انه يحاول تشكيل أبعادا إنسانية تمتح من ثقافتنا ...من محيطنا ... من حضارتنا ....من خصوصيتنا المنعكسة على نمط مدننا القديمة حيث رائحة الطين والتراب والزليج ...حيث معمارنا الجميل الغارق في القدم حدود التاريخ ...
انه حقا المبدع الذي يبهرنا بألوانه وبتجاربه التشكيلية المختلفة ...
انه الفنان المتعدد الذي يحمل أفكارا وطموحات تقول رجل واحد وفي أزمنة متداخلة... وعندما أقول أزمنة متداخلة أشير هنا إلى انفتاح الرجل على لغة الغرب فنا وثقافة والماما بتاريخ فنونها انه باختصار المثقف الذي لا يتقوقع على الذات بدعوى الأصالة ولا ينفتح بطريقة سلبية على ثقافة الغرب ...انه الرجل الذي يحسن الإنصات إلى ذاته لان من أعماقه سيمنحنا تلك الأعمال التي أراها اكبر من اللوحة وأروع من القصيد إنها شاعرية الإنسان الإنساني المعانق لكل الإبعاد الكونية ...
صديقي الفنان الكبير محمد خسيف
وأنا اتامل اعمالك فناني الأصيل أراني وأنا المنبهر بهذه العطاء الكبير، اشعر ربما إني قد تماديت في الغوص بعيدا ...بعيدا لعلي اقبض على النور ...فهل بمقدوري استنطاق لوحاتك التي تقول شعرا ...
فكفي يا صاحبي كما تعلم مساحة كافية ربما لرسم كلماتي لكن نفس الكف يا صديقي أجدها قاصرة في القبض على فكرة منبعثة من لون فناننا الجميل محمد خسيف الناقد والتشكيلي الذي اسند فكرته
على جدار حلمي وكأنه يرسم للآخر الذي يشبهني الطريق إلى قلب المعاني الجميل...لكن ألوانه خطوطه ...طريق آخر يتجاوز المعاني الجميلة إلى الفكرة المتعالية التي تحاول أن تقول القصيدة انطلاق من اللوحة...
أرى تلك اللمسات المنفلتة من فرشاته وكأنها تريد أن تقول إما أن تكون عملاقا في مواقفك والا فكل الألوان التي تزين بها هذا الفضاء ستغرقك في ألا معنى لتكون أنت المستلب البعيد عن هويتك لان بين الانسلاخ عن الموقف والانسلاخ عن الذات شعرة رقيقة ومفصلية قد تقودك للبحث عن هويتك التي تحجبها الونك لتصرخ في الخواء ليكون هو البياض ...ولاشيء غير البياض...
فالإنسان الفنان قلبه يحمل شاعرية الوجود.. وحلمه قصيدة في زمن القبح... أخال نفسي وكأني اعرفه منذ بداية إبحاري في رحاب لغتي...
اجل إنني أراه هكذا بعين فنان عاشق للحرف: فأقول عنه وليعذرني أهل التشكيل إن كنت قد سرقته منهم:
- انه الشاعر الذي يرمم جروح الواقع بلمسات لا يدرك عمقها إلا من اكتوى بهموم الانتماء للوطن ،بين ألوانه صيغ عالمه الجميل الذي شيده لوحة فلوحة ولكن بقلب شاعر حكيم يخط الصدق بنبض القلب السليم الذي يمتح من العمق لغة اللون التي تفسر معاني الانتماء للإنسان الذي يريد كتابة الجمال على عتبات منازلنا ...
على عتبات أحلامنا ...
على عتبات ما ننتظر وما ننتظر من واقعنا الذي نريده أن يكون جميلا بنا...
وأنا أتمثل أعماله الشعرية التي صيغت بألوانه تذكرت تاريخ الفن وان كنت لم ادخل هذا المجال الاعاشقا وحالما ...
نعم وأنا أتابع منجز هذا الفنان الكبير انبثق من مخزون معرفتي الفنان كاندنسكي الذي يعتبر أول من أسس لشعرية تجريدية مفعمة بالعاطفة. و في هذا المجال ترى د.فاطمة لطيف عبد الله، وم. رشا أكرم موسى:
"إن اللون أصبح في لوحات كاندنسكي وسيلة لخلق انزياحات فكرية قبل أن تكون جمالية وذلك عبر انعتا قه من العلائقية المترادفة من مدلوله المادي أو ألارتباطي وزجه في تجنيس فني جديد شعري الطابع والدلالة، تلغى فيه الحواجز بين عالم الرسم والواقع، ليصبح للون وظيفة شعرية تشظي المألوف وتبتعد عن المتعارف وتتعالى عن عادية التواصل. أي أن شعرية اللون في لوحات كاندنسكي لا تنتمي إلى عالم اللون فحسب وإنما إلى مجموعة مفاهيم سوسيولوجية، معرفية وبالارتكاز على نوع من الاستعارة والمجاز وإحالات الدلالة..."
نعم لقد اوردت هذا النص لأظهر بعض التقاطعات مع هذا الفنان العالمي لأبرهن ليس على تأثر الفنان خسيف به ولكن لأقول في يقين ...نحن أيضا لنا فنان بقامة فناني الغرب ولكن من يسمعنا فمبدعنا محمد خسيف الشاعر الرسام وليس الرسام الشاعر وحتى وان لم يخط بالحرف قصيدة وانما خط لوحة بلون الشعر.
إن فناني هذا يختلف تماما حتى عن كاندنكسي ربما لكون مبدعنا ناقدا يمتلك أدوات التحليل المرتبط بتفكيك أي خطاب أو تشريحه ومن ثم يمكننا ان نعتبره ومن خلال أعماله التي ركامها
بالفنان المتعدد المنفتح عن المنجز الشعري كما يمكنني في نفس الآن أن اسمه بسمة المثقف العميق
والإنسان المنتمي لخصوصية مختلفة عن خصوصية الغرب المتمثلة في الحداثة الفجة أو الحداثة المعطوبة التي انخرط فيها البعض بل أصبح يتكلم بلسانهم في تماهي كامل بالغرب دون الاهتمام بمورثنا الثقافي المتعدد ...ولا بخصوصيتنا المفارقة لخصوصية الغرب عموما فحداثة مبدعنا الكبير
منبثقة من عمق موروثنا الحضاري مع الانفتاح على المنجز من ثقافة الغرب دون الغاء الفوارق التي تختلف اصلا مع قيمنا الحضارية ، ولعل هذا التموقع الحذر من مبدعنا ما جعله والى حد بعيد يسم منجزه التشكيلي بسمة مختلفة تجعل من اعماله اضافة نوعية للمشهد التشكيلي المغربي عموما ..
*****
اللوحة وحدها لاتكفي تماما كالقصيد :
وأنا في لجة البحث عن الفكرة المتعالية يمكنني أن أقول إن اللوحة وحدها لاتكفي تماما كالقصيد
ففناننا الأصيل يعد بحق المثقف والفنان الذي يجمع بين الثقافة البصرية والموروث الحضاري لذلك نجده وبحق من عمالقة الفنانين الذي صبغوا تجربتهم الإبداعية بصبغة عالمية خصوصا إذا ما حاولنا استنطاق تاريخ الفن فنجد ثمة تقاطع كبير بين مبدعين كبار سواء أكان هذا التقاطع وليد الصدفة
اوأكان ذلك ناتج عن القراءة العميقة للموروث الثقافي والحضاري عموما و الفلسفي على الخصوص لهذا أجدني الآن احدث مقارنة بينه وبين الفنان" كاندنسكي الذي صاغ أفكاره حول عمل الجماعة ورؤيته الفنية في كتابه«الروحانية في الفن» الذي نُشر عام 1911، يقول فيه: «إن الفن تعبير عن ضرورة داخلية.. إننا لا نهتم بالدعوة إلى شكل معين، وهدفنا أن نسير من خلال استعراض الأشكال المتنوعة وذلك للتعبير عن الرغبات الداخلية التي يشعر بها كل فنان على طريقته، سواء كانت هذه الطريقة تعبيرية أم تكعيبية أم محاولات تجريدية"
انطلاقا من هذه المقولة أجد فناننا خسيف يتقاطع ولو بشكل جزئي مع هدا الفنان ولا أقول تأثر به لان التقاطع قد يكون وليد صدفة معينة فالفن عند أستاذنا الجليل خسيف ينطلق حقا مما يعتمل بداخله ...ولكن ما بداخل خسيف الفنان الناقد والمثقف ...؟
الجواب بسيط انه ذلك القلق الذي هو ميزة كل فنان همه على الوطن وعلى الإنسان لذلك أقول من الصعب أن تجد فنانا مثقفا وفي نفس ألان مبدعا ينطلق مما تعتمل به ذاته من نوازع الجمال المؤطرة بالرغبة في خلق تغيير في البنية التشكيلية وان وجدوا فهم علامة فارقة في الفن عموما ...
- الفنان وتعدد المنطلقات و وحدة المرجعية :
حينما يستقيم الفكر تستقيم الفكرة بل تصبح أكثر تجليا فالبعد الإنساني أو الكوني متمثل في أعمال مبدعنا الكبير خسيف من حيث الاشتغال على التقاطعات التي يجد فيها كل متلقي ذاته وهذا طبعا ليس بالغريب على فنان قاده اللون لمعانقة الحلم الجميل ، ما يعجبني في شخصية هذا الفنان هو تلك الفلسفة العميقة التي تؤطر وبشكل ايجابي ابداعته الفنية ...فلسفة تلهمك طرح السؤال الذي يحيل على إجابات
متعددةلا على جواب فاصل...
فأعماله نوافذ على البحر تجد بين رحابه كل فلاسفة العالم من أرسطو إلى هيدكر إلى ميشيل فوكو إلى كانط إلى دولوز إلى ابن رشد إلى الغزالي إلى ابن العربي....فلاسفة بعمق افكاره غير
أني هنا أركز على الفيلسوف دولوز صاحب فلسفة الاختلاف لأقول أن خسيف يعتبر الفنان الجميل
الذي لايحتكر المعرفة ولايطلق احكاما جاهزة على الذي يختلف معه تجده دائما المبدع الذي يستمع الى الاخر بقلب مفعم بالحب نوافذه مشرعة على الحلم والانفتاح على ثقافة الآخر...
فهو الأستاذ المشجع لكل الطاقات التي تبشر بالعطاء الإنسان الإنساني وهذا طبعا لا
يتأتى في كل مبدع كبير ...
انه باختصار الفنان خسيف الذي جمع بين الحضارات قديمها وحديثها ليصوغها لنا في قالب جميل يحمل جماليات الغرب وروعة الشرق وخصوصية المغرب كيف لا وهو ابن مراكش البهجة التي تحفل بكل رجالات العالم من فنانين ومبدعين وشعراء ...
وأنا أتصفح منجزاته وأتابعه قلت في يقين أنه المستقبل القريب سيطل علينا هذا المبدع الكبير بأهم ما يميز خصوصيتنا وهو الخط عموما والخط المغربي على الخصوص أكيد سيعمل على خلق هذه التوليفة بين مدارس الغرب ومدارس حضارتنا الإسلامية عموما ومما يؤكد هذا الاستنتاج ما عثرت عليه وأنا أنقب في محرك كوكل ...عثرت على حديث احد النقاد الذي تابع مسيرة فناننا حين قال وبالحرف (إن استعمال الحرف عند الفنان محمد خسيف، لم يجد له حيزا إلا في أعماله اللاحقة، قناعة منه بأهمية دلالته الشكلية، لأنه لا يعتمد على المحتوى اللغوي بل يهتم فقط بالمظهر الخارجي لتشكلات الحرف في إطار كرافيكي يختزن الخفة والحركة والانسياب والتكوين، مع استحضار لدلالته التاريخية والقدسية والروحية في بعدها الصوفي، امتدادا لتجارب رواد الحروفية واهتداء بطريقتهم في معالجة الإشكالات والمضامين التي اعتمدوها فيما قبل، لبناء مسارات لها علاقة بهويتهم وأصالتهم، أمثال شاكر حسن آل سعيد، رافع الناصري، ضياء العزاوي وعبد الله الحريري …
ولم يغفل قط في تجربته، خصوصيته وانتماءه للمكان الذي شكل جزءا من ذاكرته، ولم يتخل عن انتمائه لفضاء بحمولته التاريخية والثقافية (مدينة مراكش) من حيث استلهم واستمد قوته المخيالية، حيث اعتمد الأزقة بفضاءاتها وجدرانها المهترئة بأسندتها التي تحكي عن فعل تعبيري عفوي جماعي عن الطموحات المكبوتة للأطفال والشباب من خلال رسومات جمعت بين الصورة في بعدها السردي والحكائي...
ولتدليل ايضا على صدقية ما ذهبت إليه قول الناقدة الناقدة التشكيلية خيرة جليلفي مقالها المعنون ب: سيكولوجية التشكيل المغربي من خلال أعمال الناقد التشكيلي والمبدع محمد خصيف
قالت :( خصيف كناقد تشكيلي يؤمن ان الفعل الثقافي الجاد هو بناء مستمر ضمن سلسلة متلاحقة لا تعرف التوقف، إلا باستحضار دائم للشرط الموضوعي دون أن يظل حبيسا له، ولن يتحقق هذا الوعي الثقافي المبني على الواقعية وتجاوزها في نفس الوقت في الآن نفسه إلا بتجاوز كل الوثوقيات وإخضاعها المستمر للمساءلة.
فهو يعتبر الفعل التشكيلي فعل ثقافي ليس مناسبتيا ينتهي بانتهاء مراسم الاحتفاء به في المهرجانات والملتقيات الموسمية ، بل انه فعل ببناء مستمر ويجب أن يكون مستمرا ليصبح عرفا اجتماعيا يسكن اللاشعور الجماعي بقيم جمالية ضاربة في عمق المحلية المؤهلة للكونية المنفتحة على الذوات الأخرى، وفي نفس الوقت تتماهى مع الهوية الوطنية بتعدد روافدها اللغوية والحضارية والثقافية والفنية لتصبح أكثر ثراء وغنى بسبب الاختلاف والتعدد الذي يطبعها. ولا تقبل الانشطار أو المساومة أو المزايدة شرطها الاعتدال والانفتاح على الذوات الأخرى وتقبلها في اطار التشبث بما يميز هويتنا التشكيلية عن باقي الأقطار الأخرى مع التكيف مع المستجدات التشكيلية والفنية الحديثة لمسايرة ركب الإبداع العالمي ، فيتم تثمينها لغناها الفكري والفني المختلف والمتعدد شكلا وتاريخيا والموحد تشكيليا و مضمونا ...
انه مبدعنا الجميل الذي رايت فيه ذلك الرسام الذي يكتب قصيدة بكل الوان العشق الانساني
انه انت بحمولتك الانسانية ...اقف هنا صديقي وانا احلم في يوم باللقاء بهذا المبدع الكبير الذي يحمل بين جوانحه
حب الاخر ...وعشق الوطن حدود التماهي فدمت رائعا وتقبل حرفي واتمنى ان يكون في مستوى وقامة مبدع اقدره الى ابعد الحدود
****
الهوامش
بعض الجرائد الالكترونية مثل جريدة
اكسير في 21 ماي 2017
الناقدة التشكيلية خيرة جليل: سيكولوجية التشكيل المغربي من خلال أعمال الناقد التشكيلي والمبدع محمد خصيف
اللوحة وحدها لاتكفي تماما كالقصيد :
وأنا في لجة البحث عن الفكرة المتعالية يمكنني أن أقول إن اللوحة وحدها لاتكفي تماما كالقصيد
ففناننا الأصيل يعد بحق المثقف والفنان الذي يجمع بين الثقافة البصرية والموروث الحضاري لذلك نجده وبحق من عمالقة الفنانين الذي صبغوا تجربتهم الإبداعية بصبغة عالمية خصوصا إذا ما حاولنا استنطاق تاريخ الفن فنجد ثمة تقاطع كبير بين مبدعين كبار سواء أكان هذا التقاطع وليد الصدفة
اوأكان ذلك ناتج عن القراءة العميقة للموروث الثقافي والحضاري عموما و الفلسفي على الخصوص لهذا أجدني الآن احدث مقارنة بينه وبين الفنان" كاندنسكي الذي صاغ أفكاره حول عمل الجماعة ورؤيته الفنية في كتابه«الروحانية في الفن» الذي نُشر عام 1911، يقول فيه: «إن الفن تعبير عن ضرورة داخلية.. إننا لا نهتم بالدعوة إلى شكل معين، وهدفنا أن نسير من خلال استعراض الأشكال المتنوعة وذلك للتعبير عن الرغبات الداخلية التي يشعر بها كل فنان على طريقته، سواء كانت هذه الطريقة تعبيرية أم تكعيبية أم محاولات تجريدية"
انطلاقا من هذه المقولة أجد فناننا خسيف يتقاطع ولو بشكل جزئي مع هدا الفنان ولا أقول تأثر به لان التقاطع قد يكون وليد صدفة معينة فالفن عند أستاذنا الجليل خسيف ينطلق حقا مما يعتمل بداخله ...ولكن ما بداخل خسيف الفنان الناقد والمثقف ...؟
الجواب بسيط انه ذلك القلق الذي هو ميزة كل فنان همه على الوطن وعلى الإنسان لذلك أقول من الصعب أن تجد فنانا مثقفا وفي نفس ألان مبدعا ينطلق مما تعتمل به ذاته من نوازع الجمال المؤطرة بالرغبة في خلق تغيير في البنية التشكيلية وان وجدوا فهم علامة فارقة في الفن عموما ...
- الفنان وتعدد المنطلقات و وحدة المرجعية :
حينما يستقيم الفكر تستقيم الفكرة بل تصبح أكثر تجليا فالبعد الإنساني أو الكوني متمثل في أعمال مبدعنا الكبير خسيف من حيث الاشتغال على التقاطعات التي يجد فيها كل متلقي ذاته وهذا طبعا ليس بالغريب على فنان قاده اللون لمعانقة الحلم الجميل ، ما يعجبني في شخصية هذا الفنان هو تلك الفلسفة العميقة التي تؤطر وبشكل ايجابي ابداعته الفنية ...فلسفة تلهمك طرح السؤال الذي يحيل على إجابات
متعددةلا على جواب فاصل...
فأعماله نوافذ على البحر تجد بين رحابه كل فلاسفة العالم من أرسطو إلى هيدكر إلى ميشيل فوكو إلى كانط إلى دولوز إلى ابن رشد إلى الغزالي إلى ابن العربي....فلاسفة بعمق افكاره غير
أني هنا أركز على الفيلسوف دولوز صاحب فلسفة الاختلاف لأقول أن خسيف يعتبر الفنان الجميل
الذي لايحتكر المعرفة ولايطلق احكاما جاهزة على الذي يختلف معه تجده دائما المبدع الذي يستمع الى الاخر بقلب مفعم بالحب نوافذه مشرعة على الحلم والانفتاح على ثقافة الآخر...
فهو الأستاذ المشجع لكل الطاقات التي تبشر بالعطاء الإنسان الإنساني وهذا طبعا لا
يتأتى في كل مبدع كبير ...
انه باختصار الفنان خسيف الذي جمع بين الحضارات قديمها وحديثها ليصوغها لنا في قالب جميل يحمل جماليات الغرب وروعة الشرق وخصوصية المغرب كيف لا وهو ابن مراكش البهجة التي تحفل بكل رجالات العالم من فنانين ومبدعين وشعراء ...
وأنا أتصفح منجزاته وأتابعه قلت في يقين أنه المستقبل القريب سيطل علينا هذا المبدع الكبير بأهم ما يميز خصوصيتنا وهو الخط عموما والخط المغربي على الخصوص أكيد سيعمل على خلق هذه التوليفة بين مدارس الغرب ومدارس حضارتنا الإسلامية عموما ومما يؤكد هذا الاستنتاج ما عثرت عليه وأنا أنقب في محرك كوكل ...عثرت على حديث احد النقاد الذي تابع مسيرة فناننا حين قال وبالحرف (إن استعمال الحرف عند الفنان محمد خسيف، لم يجد له حيزا إلا في أعماله اللاحقة، قناعة منه بأهمية دلالته الشكلية، لأنه لا يعتمد على المحتوى اللغوي بل يهتم فقط بالمظهر الخارجي لتشكلات الحرف في إطار كرافيكي يختزن الخفة والحركة والانسياب والتكوين، مع استحضار لدلالته التاريخية والقدسية والروحية في بعدها الصوفي، امتدادا لتجارب رواد الحروفية واهتداء بطريقتهم في معالجة الإشكالات والمضامين التي اعتمدوها فيما قبل، لبناء مسارات لها علاقة بهويتهم وأصالتهم، أمثال شاكر حسن آل سعيد، رافع الناصري، ضياء العزاوي وعبد الله الحريري …
ولم يغفل قط في تجربته، خصوصيته وانتماءه للمكان الذي شكل جزءا من ذاكرته، ولم يتخل عن انتمائه لفضاء بحمولته التاريخية والثقافية (مدينة مراكش) من حيث استلهم واستمد قوته المخيالية، حيث اعتمد الأزقة بفضاءاتها وجدرانها المهترئة بأسندتها التي تحكي عن فعل تعبيري عفوي جماعي عن الطموحات المكبوتة للأطفال والشباب من خلال رسومات جمعت بين الصورة في بعدها السردي والحكائي...
ولتدليل ايضا على صدقية ما ذهبت إليه قول الناقدة الناقدة التشكيلية خيرة جليلفي مقالها المعنون ب: سيكولوجية التشكيل المغربي من خلال أعمال الناقد التشكيلي والمبدع محمد خصيف
قالت :( خصيف كناقد تشكيلي يؤمن ان الفعل الثقافي الجاد هو بناء مستمر ضمن سلسلة متلاحقة لا تعرف التوقف، إلا باستحضار دائم للشرط الموضوعي دون أن يظل حبيسا له، ولن يتحقق هذا الوعي الثقافي المبني على الواقعية وتجاوزها في نفس الوقت في الآن نفسه إلا بتجاوز كل الوثوقيات وإخضاعها المستمر للمساءلة.
فهو يعتبر الفعل التشكيلي فعل ثقافي ليس مناسبتيا ينتهي بانتهاء مراسم الاحتفاء به في المهرجانات والملتقيات الموسمية ، بل انه فعل ببناء مستمر ويجب أن يكون مستمرا ليصبح عرفا اجتماعيا يسكن اللاشعور الجماعي بقيم جمالية ضاربة في عمق المحلية المؤهلة للكونية المنفتحة على الذوات الأخرى، وفي نفس الوقت تتماهى مع الهوية الوطنية بتعدد روافدها اللغوية والحضارية والثقافية والفنية لتصبح أكثر ثراء وغنى بسبب الاختلاف والتعدد الذي يطبعها. ولا تقبل الانشطار أو المساومة أو المزايدة شرطها الاعتدال والانفتاح على الذوات الأخرى وتقبلها في اطار التشبث بما يميز هويتنا التشكيلية عن باقي الأقطار الأخرى مع التكيف مع المستجدات التشكيلية والفنية الحديثة لمسايرة ركب الإبداع العالمي ، فيتم تثمينها لغناها الفكري والفني المختلف والمتعدد شكلا وتاريخيا والموحد تشكيليا و مضمونا ...
انه مبدعنا الجميل الذي رايت فيه ذلك الرسام الذي يكتب قصيدة بكل الوان العشق الانساني
انه انت بحمولتك الانسانية ...اقف هنا صديقي وانا احلم في يوم باللقاء بهذا المبدع الكبير الذي يحمل بين جوانحه
حب الاخر ...وعشق الوطن حدود التماهي فدمت رائعا وتقبل حرفي واتمنى ان يكون في مستوى وقامة مبدع اقدره الى ابعد الحدود
****
الهوامش
بعض الجرائد الالكترونية مثل جريدة
اكسير في 21 ماي 2017
الناقدة التشكيلية خيرة جليل: سيكولوجية التشكيل المغربي من خلال أعمال الناقد التشكيلي والمبدع محمد خصيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق