Mohamed Khassif
مقال قيم حول تجربتي المتواضعة بقلم الفنانة والناقدة Khaira Khira Jalil، ذرع مرفوع عاليا ينضاف الى سيرتي الفنية.
***************؛**:*************************::**
***************؛**:*************************::**
سيكولوجية التشكيل المغربي من خلال أعمال الناقد التشكيلي والمبدع محمد خصيف....الجزء 1
خيرة جليل
يقول شيشروم : الفلسفة ثقافة النفس واستصلاح للنفس وتاريخ الإصلاح الثقافي المغربي هو سلسلة من أعطاب إصلاح تَتَكرر وتُكرر أخطائها بشكل هزلي ويتوج بتصريح بين الفينة والأخرى من ننتظر منهم وعي ثقافي مسؤول بأنهم لا يريدون فلاسفة وشعراء ومبدعين. ويظل بناء الإنسان مهم في المنظومة الإصلاحية العربية بحيث كان خطأ العرب أنهم ينتجون مدنا ولا ينتجون كائنا متمدنا....فبركليس بنى المواطنة على حسب الخدمات التي يقدمها المواطن لبلده وليس لنسبه وحسبه الارستقراطي. فكانت اخطر مؤامرة ضد الثقافة هو حذف الفلسفة والإبداع الفني التشكيلي والموسيقي من نظام التعليم لان الإبداع يظل ملتقى العلوم الإنسانية والتجريبية والعلوم الحقة ووسيلة لتهذيب الذوق الفردي والجماعي ككل.... ويظل التشكيل قاطرة تنمية فعالة لإنارة طريق الأجيال المقبلة. واليوم سأقف بالقراء والتحليل والحديث عن فنان وناقد تشكيلي أخذ على عاتقه مهمة الإبداع المتزن والهادف والبحث والتنقيب في مجال الإبداع عامة والتشكيل خاصة . وذلك بوقوفه على مواطن القوة و الضعف بكل شفافية وبعد النظر في الأعمال التشكيلية المغربية والعالمية. فهو إذا رسم أبدع تشكيلا يحمل فلسفة جمالية وإبداعا بصريا ورؤى فلسفية معينة . وإذا كتب رأيا كان أكثر حيادا في تناول الموضوع وأكثر دقة في الوقوف أمام الأعمال الفنية. إنه الناقد والفنان التشكيلي محمد خصيف .
من خلال دراستي التقديمية لشخصه كناقد و تناول أعماله الإبداعية كتشكيلي ،أجد نفسي ملزمة بالوقوف للإجابة على مجموعة من الإشكاليات المتداخلة . فيكون تقديمها بشكل منفصل ما هو إلا طريقة لتسهيل تناولها وتبسيط الأشياء للمتلقي، لان اللوحة التي أمامنا في حقيقة الأمر هي ككائن إبداعي ذو تركيبة بنيوية متفاعلة ومتداخلة العلاقات بين مكوناتها .وتأتي عملية الفصل لمكوناتها لدراسة هي طريقة منهجية وتقنية فقط.
فمن هو محمد خصيف كناقد تشكيلي و هو ابن الميدان التشكيلي ؟ وكيف تعامل في دراسته النقدية في تناوله عامة للمنشأ التشكيلي كمنتوج إبداعي ؟ وما هي الخلفيات الفكرية التي حركت قريحته النقدية كفعل مسؤول ؟
وكيف تعامل كذات تشكيلية مع اللوحة كفضاء إبداعي ومع الألوان والضوء والفرشاة وتحريك الكتلة اللونية في علاقاتها مع الرموز والأشكال التي تؤثث فضاءه التشكيلي لخلق حوار إبداعي مع الذوات الأخرى ؟ وهل استطاع خلق حوار تشكيلي تفاعلي بالساحة التشكيلية المغربية باعتبار التشكيل لغة مشتركة بين التشكيليين مغاربة كانوا أو أجانب ؟
لكي اكون أكثر حيادا وأؤسس للغة تشكيلية تحمل بصمتي ورأيي الشخصي بعيدا عن جميع المؤثرات الأخرى ، رفضت الاضطلاع على الدراسات السابقة التي قام بها النقاد من قبلي ، وقفت أمام مسيرته الفنية الإبداعية المكونة من إبداع تشكيلي وكتابات نقدية يؤسس بها لحركة نقدية جادة ، وذلك إيمانا مني بمكانته في الساحة المغربية لأن اسبر أغوار أفكاره واقف عند خصائصه الفنية والتشكيلية بكل حياد لأني اعتبره هو في حد ذاته مرجعية فكرية للإبداع المغربي الجاد لمسيرة فنية تزيد عن الثلاثين سنة .
إن خصيف كناقد تشكيلي يؤمن ان الفعل الثقافي الجاد هو بناء مستمر ضمن سلسلة متلاحقة لا تعرف التوقف، إلا باستحضار دائم للشرط الموضوعي دون أن يظل حبيسا له، ولن يتحقق هذا الوعي الثقافي المبني على الواقعية وتجاوزها في نفس الوقت في الآن نفسه إلا بتجاوز كل الوثوقيات وإخضاعها المستمر للمساءلة.
فهو يعتبر الفعل التشكيلي فعل ثقافي ليس مناسبتيا ينتهي بانتهاء مراسم الاحتفاء به في المهرجانات والملتقيات الموسمية ، بل انه فعل ببناء مستمر ويجب أن يكون مستمرا ليصبح عرفا اجتماعيا يسكن اللاشعور الجماعي بقيم جمالية ضاربة في عمق المحلية المؤهلة للكونية المنفتحة على الذوات الأخرى، وفي نفس الوقت تتماهى مع الهوية الوطنية بتعدد روافدها اللغوية والحضارية والثقافية والفنية لتصبح أكثر ثراء وغنى بسبب الاختلاف والتعدد الذي يطبعها. ولا تقبل الانشطار أو المساومة أو المزايدة شرطها الاعتدال والانفتاح على الذوات الأخرى وتقبلها في اطار التشبث بما يميز هويتنا التشكيلية عن باقي الأقطار الأخرى مع التكيف مع المستجدات التشكيلية والفنية الحديثة لمسايرة ركب الإبداع العالمي ، فيتم تثمينها لغناها الفكري والفني المختلف والمتعدد شكلا وتاريخيا والموحد تشكيليا و مضمونا ..... لكنه يقف أمام الحركة والدينامية التي يعرفها المغرب في ميدان الفنون التشكيلية حائرا لأن فضوله العلمي يفرض عليه أن يعرف إلى أي حد تعبر هذه الدينامية عن مدى صحة وسلامة الفعل التشكيلية بين الفنون الأخرى بالمغرب أم أنها مجرد حمى عابرة للمشهد التشكيلي المغربي ؟ كما يربط إشكالية هذه الدينامية بجودة المنتوج التشكيلي وإشكاليات أخرى أكثر عمقا بحيث يقول :..... غياب حركة نقدية مسايرة للإنتاجيات الفنية التشكيلية، مدعومة بإمكانات الطبع والنشر والتوزيع.
إن خصيف الناقد التشكيلي يسكنه هوس الفن والإبداع وهمومهما حتى النخاع ، فيقوم ببحوث شخصية ينبش فيها في الذاكرة التشكيلية المغربية المشتركة . ويطرح أسئلة تعبر عن بعد نظره الفني وثقافته الفنية بشكل جرئ و صريح " فما نلاحظه هو غياب هيئات جادة وديمقراطية تتسم بالشفافية والتجرد من الأنا (الليدرشيب)، وتحمل حقيقة هم الفن والفنانين، وتكون مؤطرة فكريا، تعتمد أرضية ملؤها الوعي والإحساس بالمسؤولية. " وبذلك فهو يضع أصبعه على موطن العطب بشكل جرئ وصريح دون الخوف من عقلية الرفض والبلوكاج له لأنه يؤمن بدوره كناقد تشكيلي مسؤول ويتبنى قضية فنية. ليعود ويحسم القضية في" لا شك أن في المغرب، كما في غيره من البلدان العربية كفاءات فنية عالية، وأن الميدان الثقافي والفكري لا يخلو من مبدعي أفكار. إلا أن بلورة هذه الأفكار وإيصالها إلى الجمهور يبقى أمرا مستعصيا نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية للتواصل: الكتاب المتخصص والمجلة المتخصصة" وهذا في حد ذاته ما عبرت عنه شخصيا بكون معظم الكتابات النقدية اما ان تكون سطحية أو تطغى عليها المجاملات ....مما يفرغها من محتواها الفكري التشكيلي ومن هدفها الاسمى الذي جائت من اجله اصلا .....وهذا الطرح الفكري يعكس لنا تأتثره بالفيلسوف فوكو حيث أن فلسفة فوكو، هي فلسفة الاهتمام باليومي من خلال الحفر في ثنايا الواقع بكل تلبساته وهامشياته والولوج إلى صميمه ومحاولة تفكيكه بما هو تفكيك. "موضعي خالص"، بمعنى أنه لا يعني بتفكيك جزء من الكل الذي يشمل الواقعة الاجتماعية في لحظة تاريخية معينة، بل هو تفكيك موضعي خالص للفضاء الاجتماعي. وتستمد قيمة أعمال هذا الفيلسوف وطرافتها من قيمة هذا التفكيك والحفر في خبايا المسكوت عنه. إذ نجده قد أوكل لذاته مهمة البحث والتنقيب في جوانبة الأحداث قصد تعقبها لمحاولة افتكاك والظفر بإجابة عن سؤال ضمني يطرحه كل إنسان على نفسه من حين إلى آخر انسجاماً مع تقاليد الفكر الفلسفي الذي يريد أن يفهم "الما يحدث" باعتبار أن الفهم جزء عضوي وحقيقي من هذا "الما يحدث نفسه".
...هذا كتلخيص لتنظيره في المجال النقدي التشكيلي عامة أما فيما يخص في كيفية تعامله كناقد مع المنشأ في التحليل والدراسة كطرح جاد وبديل للنقد المتداول بالساحة التشكيلية المغربية والعربية عامة الذي يجتاح الساحة إذا استثننا بعض النقاد التشكيلين الجادين والذين لا يتعدى عددهم رؤوس الأصابع في مختلف التراب المغربي .
و هنا نعود للإشكاليات السابقة : كيف تعامل كذات تشكيلية مع اللوحة كفضاء إبداعي ومع الألوان والضوء والفرشاة وتحريك الكتلة اللونية في علاقاتها مع الرموز والأشكال التي تؤثث فضاءه التشكيلي لخلق حوار إبداعي مع الذوات الأخرى ؟ وهل استطاع خلق حوار تشكيلي تفاعلي بالساحة التشكيلية المغربية باعتبار التشكيل لغة مشتركة بين التشكيليين مغاربة كانوا أو أجانب ؟
حين يكون التشكيلي كفاعل حيوي في الحقل التشكيلي نفسه سواء من حيث التدريس للمادة او ممارس للنشاط هواية وامتهانا ونقدا ....فان التراكمات المعرفية والتقنية ستكون غنية ومتنوعة عبر مسار زمني طويل مما يسمح بتراكم خبرات معرفية علمية وفنية وتقنية .....تابع الناقدة خيرة جليل
كاتب الموضوع : خيرة جليل
تشكيلية وكاتبة / , المغرب
خيرة جليل
يقول شيشروم : الفلسفة ثقافة النفس واستصلاح للنفس وتاريخ الإصلاح الثقافي المغربي هو سلسلة من أعطاب إصلاح تَتَكرر وتُكرر أخطائها بشكل هزلي ويتوج بتصريح بين الفينة والأخرى من ننتظر منهم وعي ثقافي مسؤول بأنهم لا يريدون فلاسفة وشعراء ومبدعين. ويظل بناء الإنسان مهم في المنظومة الإصلاحية العربية بحيث كان خطأ العرب أنهم ينتجون مدنا ولا ينتجون كائنا متمدنا....فبركليس بنى المواطنة على حسب الخدمات التي يقدمها المواطن لبلده وليس لنسبه وحسبه الارستقراطي. فكانت اخطر مؤامرة ضد الثقافة هو حذف الفلسفة والإبداع الفني التشكيلي والموسيقي من نظام التعليم لان الإبداع يظل ملتقى العلوم الإنسانية والتجريبية والعلوم الحقة ووسيلة لتهذيب الذوق الفردي والجماعي ككل.... ويظل التشكيل قاطرة تنمية فعالة لإنارة طريق الأجيال المقبلة. واليوم سأقف بالقراء والتحليل والحديث عن فنان وناقد تشكيلي أخذ على عاتقه مهمة الإبداع المتزن والهادف والبحث والتنقيب في مجال الإبداع عامة والتشكيل خاصة . وذلك بوقوفه على مواطن القوة و الضعف بكل شفافية وبعد النظر في الأعمال التشكيلية المغربية والعالمية. فهو إذا رسم أبدع تشكيلا يحمل فلسفة جمالية وإبداعا بصريا ورؤى فلسفية معينة . وإذا كتب رأيا كان أكثر حيادا في تناول الموضوع وأكثر دقة في الوقوف أمام الأعمال الفنية. إنه الناقد والفنان التشكيلي محمد خصيف .
من خلال دراستي التقديمية لشخصه كناقد و تناول أعماله الإبداعية كتشكيلي ،أجد نفسي ملزمة بالوقوف للإجابة على مجموعة من الإشكاليات المتداخلة . فيكون تقديمها بشكل منفصل ما هو إلا طريقة لتسهيل تناولها وتبسيط الأشياء للمتلقي، لان اللوحة التي أمامنا في حقيقة الأمر هي ككائن إبداعي ذو تركيبة بنيوية متفاعلة ومتداخلة العلاقات بين مكوناتها .وتأتي عملية الفصل لمكوناتها لدراسة هي طريقة منهجية وتقنية فقط.
فمن هو محمد خصيف كناقد تشكيلي و هو ابن الميدان التشكيلي ؟ وكيف تعامل في دراسته النقدية في تناوله عامة للمنشأ التشكيلي كمنتوج إبداعي ؟ وما هي الخلفيات الفكرية التي حركت قريحته النقدية كفعل مسؤول ؟
وكيف تعامل كذات تشكيلية مع اللوحة كفضاء إبداعي ومع الألوان والضوء والفرشاة وتحريك الكتلة اللونية في علاقاتها مع الرموز والأشكال التي تؤثث فضاءه التشكيلي لخلق حوار إبداعي مع الذوات الأخرى ؟ وهل استطاع خلق حوار تشكيلي تفاعلي بالساحة التشكيلية المغربية باعتبار التشكيل لغة مشتركة بين التشكيليين مغاربة كانوا أو أجانب ؟
لكي اكون أكثر حيادا وأؤسس للغة تشكيلية تحمل بصمتي ورأيي الشخصي بعيدا عن جميع المؤثرات الأخرى ، رفضت الاضطلاع على الدراسات السابقة التي قام بها النقاد من قبلي ، وقفت أمام مسيرته الفنية الإبداعية المكونة من إبداع تشكيلي وكتابات نقدية يؤسس بها لحركة نقدية جادة ، وذلك إيمانا مني بمكانته في الساحة المغربية لأن اسبر أغوار أفكاره واقف عند خصائصه الفنية والتشكيلية بكل حياد لأني اعتبره هو في حد ذاته مرجعية فكرية للإبداع المغربي الجاد لمسيرة فنية تزيد عن الثلاثين سنة .
إن خصيف كناقد تشكيلي يؤمن ان الفعل الثقافي الجاد هو بناء مستمر ضمن سلسلة متلاحقة لا تعرف التوقف، إلا باستحضار دائم للشرط الموضوعي دون أن يظل حبيسا له، ولن يتحقق هذا الوعي الثقافي المبني على الواقعية وتجاوزها في نفس الوقت في الآن نفسه إلا بتجاوز كل الوثوقيات وإخضاعها المستمر للمساءلة.
فهو يعتبر الفعل التشكيلي فعل ثقافي ليس مناسبتيا ينتهي بانتهاء مراسم الاحتفاء به في المهرجانات والملتقيات الموسمية ، بل انه فعل ببناء مستمر ويجب أن يكون مستمرا ليصبح عرفا اجتماعيا يسكن اللاشعور الجماعي بقيم جمالية ضاربة في عمق المحلية المؤهلة للكونية المنفتحة على الذوات الأخرى، وفي نفس الوقت تتماهى مع الهوية الوطنية بتعدد روافدها اللغوية والحضارية والثقافية والفنية لتصبح أكثر ثراء وغنى بسبب الاختلاف والتعدد الذي يطبعها. ولا تقبل الانشطار أو المساومة أو المزايدة شرطها الاعتدال والانفتاح على الذوات الأخرى وتقبلها في اطار التشبث بما يميز هويتنا التشكيلية عن باقي الأقطار الأخرى مع التكيف مع المستجدات التشكيلية والفنية الحديثة لمسايرة ركب الإبداع العالمي ، فيتم تثمينها لغناها الفكري والفني المختلف والمتعدد شكلا وتاريخيا والموحد تشكيليا و مضمونا ..... لكنه يقف أمام الحركة والدينامية التي يعرفها المغرب في ميدان الفنون التشكيلية حائرا لأن فضوله العلمي يفرض عليه أن يعرف إلى أي حد تعبر هذه الدينامية عن مدى صحة وسلامة الفعل التشكيلية بين الفنون الأخرى بالمغرب أم أنها مجرد حمى عابرة للمشهد التشكيلي المغربي ؟ كما يربط إشكالية هذه الدينامية بجودة المنتوج التشكيلي وإشكاليات أخرى أكثر عمقا بحيث يقول :..... غياب حركة نقدية مسايرة للإنتاجيات الفنية التشكيلية، مدعومة بإمكانات الطبع والنشر والتوزيع.
إن خصيف الناقد التشكيلي يسكنه هوس الفن والإبداع وهمومهما حتى النخاع ، فيقوم ببحوث شخصية ينبش فيها في الذاكرة التشكيلية المغربية المشتركة . ويطرح أسئلة تعبر عن بعد نظره الفني وثقافته الفنية بشكل جرئ و صريح " فما نلاحظه هو غياب هيئات جادة وديمقراطية تتسم بالشفافية والتجرد من الأنا (الليدرشيب)، وتحمل حقيقة هم الفن والفنانين، وتكون مؤطرة فكريا، تعتمد أرضية ملؤها الوعي والإحساس بالمسؤولية. " وبذلك فهو يضع أصبعه على موطن العطب بشكل جرئ وصريح دون الخوف من عقلية الرفض والبلوكاج له لأنه يؤمن بدوره كناقد تشكيلي مسؤول ويتبنى قضية فنية. ليعود ويحسم القضية في" لا شك أن في المغرب، كما في غيره من البلدان العربية كفاءات فنية عالية، وأن الميدان الثقافي والفكري لا يخلو من مبدعي أفكار. إلا أن بلورة هذه الأفكار وإيصالها إلى الجمهور يبقى أمرا مستعصيا نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية للتواصل: الكتاب المتخصص والمجلة المتخصصة" وهذا في حد ذاته ما عبرت عنه شخصيا بكون معظم الكتابات النقدية اما ان تكون سطحية أو تطغى عليها المجاملات ....مما يفرغها من محتواها الفكري التشكيلي ومن هدفها الاسمى الذي جائت من اجله اصلا .....وهذا الطرح الفكري يعكس لنا تأتثره بالفيلسوف فوكو حيث أن فلسفة فوكو، هي فلسفة الاهتمام باليومي من خلال الحفر في ثنايا الواقع بكل تلبساته وهامشياته والولوج إلى صميمه ومحاولة تفكيكه بما هو تفكيك. "موضعي خالص"، بمعنى أنه لا يعني بتفكيك جزء من الكل الذي يشمل الواقعة الاجتماعية في لحظة تاريخية معينة، بل هو تفكيك موضعي خالص للفضاء الاجتماعي. وتستمد قيمة أعمال هذا الفيلسوف وطرافتها من قيمة هذا التفكيك والحفر في خبايا المسكوت عنه. إذ نجده قد أوكل لذاته مهمة البحث والتنقيب في جوانبة الأحداث قصد تعقبها لمحاولة افتكاك والظفر بإجابة عن سؤال ضمني يطرحه كل إنسان على نفسه من حين إلى آخر انسجاماً مع تقاليد الفكر الفلسفي الذي يريد أن يفهم "الما يحدث" باعتبار أن الفهم جزء عضوي وحقيقي من هذا "الما يحدث نفسه".
...هذا كتلخيص لتنظيره في المجال النقدي التشكيلي عامة أما فيما يخص في كيفية تعامله كناقد مع المنشأ في التحليل والدراسة كطرح جاد وبديل للنقد المتداول بالساحة التشكيلية المغربية والعربية عامة الذي يجتاح الساحة إذا استثننا بعض النقاد التشكيلين الجادين والذين لا يتعدى عددهم رؤوس الأصابع في مختلف التراب المغربي .
و هنا نعود للإشكاليات السابقة : كيف تعامل كذات تشكيلية مع اللوحة كفضاء إبداعي ومع الألوان والضوء والفرشاة وتحريك الكتلة اللونية في علاقاتها مع الرموز والأشكال التي تؤثث فضاءه التشكيلي لخلق حوار إبداعي مع الذوات الأخرى ؟ وهل استطاع خلق حوار تشكيلي تفاعلي بالساحة التشكيلية المغربية باعتبار التشكيل لغة مشتركة بين التشكيليين مغاربة كانوا أو أجانب ؟
حين يكون التشكيلي كفاعل حيوي في الحقل التشكيلي نفسه سواء من حيث التدريس للمادة او ممارس للنشاط هواية وامتهانا ونقدا ....فان التراكمات المعرفية والتقنية ستكون غنية ومتنوعة عبر مسار زمني طويل مما يسمح بتراكم خبرات معرفية علمية وفنية وتقنية .....تابع الناقدة خيرة جليل
كاتب الموضوع : خيرة جليل
تشكيلية وكاتبة / , المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق