الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

شخصية وقامة من وطني مصر / الكاتب المصري / مقال لادارة مؤسسة فنون الثقافية / الاستاذة وهيبة محمد سكر / مصر,,,,,,,,,,,,,,,,,,

شخصية وقامة من وطني مصر
الكاتب المصري
_________________
كشفت برديات الأدب المصري القديم أن الكاتب المصري كان أول من كتب القصة وكشفت قصصه أنه المؤلف الحقيقي لأشهر روائع الأدب العالمي الخالد التي سرقها العالم ونسبها الي نفسه

فالكاتب المصري أول من امسك بالقلم صنعه من غاب النيل ((نهر النيل)) وصنع الورق من عيدان البردي الذي ينمو على شاطئ النهر وقدم له النيل نبات النيلة ليصنع من عصيره حبر الكتابة.
وصنع الفرشاة من ريش الأوز الذي يسبح على النهر وصنع الألوان من أكاسيد المعادن.
بتلك الادوات التي قدمها للبشرية بأكملها خط أفكاره التي جمعت بين الفن والفكر والعلم والخيال. فكان الكاتب المصري أول من كتب وأول من قرأ خط لنفسه أبجدية.
ان تلك القصائد والأغاني والملاحم التي رددتها البلاد بأكملها حتى دخلت الى مجالس
القصر كانت من الاسباب الرئيسية للقرار الذي أصدره الملك سنوسرت بالعفو عن سنوحي والسماح له بالعودة الى مصر وما ناله من تكريم وتقدير من العائلة الملكية بأكملها.

كما اصبحت قصته التي كتبها بنفسه من الملاحم الشعبية التي كان يرددها المنشدون والمداحون لأجيال طويلة كملاحم أبوزيد الهلالي وغيرها من الملاحم الشعبية المعروفة.
أما وقائع البطولة في قصة سنوحي كما وصفها بنفسه فهي عديدة من بينها على سبيل المثال واقعة مبارزته مع بطل قوي من فلسطين جاء يتحدى قوته ليبارزه ويحطم سطوته وهنا يقول سنوحي:
___________
((جاء رجل قوي من فلسطين ليبارزني في معسكري)) كان بطلآ منقطع النظير، أخضع جميع قبائل فلسطين وأقسم أن يحاربني وتأمرمع رجال قبيلته ان يأخذ ماشيتي وأملاكي غنيمة وأدعي ان رجالي فتحوا بابه واخترقوا سياجه ودبروا سرقته وسألني الأمير فقلت له ان ذلك حقد عليك لأنه رأي انني رددت من سلطتك وأني كثور الماشية في قطيع غريب – ان الثور يحب النزال ولن يعلن تقهقره خوفا من ثور ربما كان أقوى منه أو يضارعه في القوة فإذا كان قلبه مصمما على الحرب فدعه ينطق بارادته، وهل الاله يعلم بما قدر له؟ أوهل يعرف هو كيف يكون المصير)).

ويتابع القصة بقوله ((في الليل شددت قوسى وفوقت سهامي وشحذت خنجري، وعند الفجر كانت فلسطين بأكملها قد جاءت وقد أثار قبائلها فتهيأت للنزال، وهنا برز كالثور الهائج.
كان كل قلب يحترق من اجلي وكل قلب مكلم بسببي هجم على فجأة قبل اشارة المبارزة فتفاديت سلاحه بحركة خاطفة فسقط درعه وفأسه وحزمه حرابه ومر سهمه بي طائشاً فتركته ولم أقض عليه بضربة قاضية وهو تحت رحمة سلاحي وقبضته الحديدية… وتركته وأعطيته الفرصة ليقترب مني ويهاجمني مرة ثانية فدفعت سهمي إليه فلصق بعنقه فصاح وهو يخور كالثور القتيل وقد انبطح على انفه فسحبت منه سيفه وأجهزت عليه به وصحت صيحة النصر وأنا أضع قدمي على رقبته فكانا قربانا لمصر أرض الاله.
ان ما دبره نكاية بي جعلته يحيق به ولقد فعل الاله رحمه بفرد غضب عليه وجعله يفر الى أرض أخرى ويحرم من وطنه بغير ذنب فعفا الاله عنه وأعاد الفرحة الى قلبه ونصره على من عاداه ويعود ويقول ((أيها الاله العظيم يا من أمرتني بالهروب وحميتني بالغربه كن رحيماً وأعدني ثانية الى مقر الملك لأرى المكان الذي يسكن فيه قلبي وأن تدفن جثتي في الأرض التي ولدت فيها وخرجت منها وبقرب من أحببت)).
وأرسل سنوحي الى سنوسرت أنه يحفظ له والعائلة كل ولاء واخلاص وأنه هرب خوفاً على حياته ممن تآمروا على قتله. ويكمل سنوحي قصته فيقول انه تلقى مرسوماً ملكياً بالعفو عنه والعودة الى مصر ونشر بيانه كاملاً بما فيه من توقيعات وأختام ولم يمكث في ((ياء)) الايوما واحداً عاد بعده فوراً إلى مصر وعندما وصل الى حدود مصر صحبه رجال القصر الى العاصمة وجاءوا في الصباح المبكر لدعوته لزيارة الملك وكان أبناء الملك في استقباله عند بوابة القصر وكان اللقاء مع فرعون والملكة وديا وصفه بأنه ((كان احتفالاً أنساه ما سرقته السنون من عمره)).
وعينة الملك أميناً على القصر وبين رجال حاشيته.
ويثير في نهاية القصة انه أقيم له قبر من الحجر وسط المقابر الملكية بجوار قبر الأميرة أشرف عليه كبير مهندسي العمارة بأمر الملك.
وهو مايربط قصة سنوحي وتيكاهيت بقيس وليلى حيث اشتركت القصتان في نهاية واحدة مماثلة حيث عاد كل منهما ليجد حبيبته قد سبقته إلى العالم الآخر

__________________________________________
ان صوت الناس يفني
ولكن صوت الكاتب يعيش ابد الدهر
الحكيم بتاح حوتب

_________
تراث مصر ملئ بالأفكار الجميلة والرائعة حول الكلمة وشرف القلم. بل أن المصري القديم حرص على وضع ميثاق شرف للكاتب المصري.
هيئة الكتاب تقدم في هذا الموضوع صورة من تراثنا عن منزلة الكاتب ووضعه في المجتمع وتقدم ميثاق الشرف الذي عاش به كل كتاب العالم الكبار الذين يحترمون أنفسهم ويجلون الكلمة التي يكتبونها . .

الادب المصري القديم هو اقدم انواع الادب . يتميز بأصالته بحكم توغله في القدم . . كانت شخصيته القوية وطابعه المميز الذي كان انعكاسا لظروف البيئة في الزمان والمكان، واستجابة مباشرة للعوامل الفكرية والاجتماعية والدينية والتاريخية . . تلك العوامل التي حددت مفاهيمه وألهمت مواضيعه وحددت أساليبه . . فكان انتاجه الخلاق الذي وضع الأساس الذي اهتدى به الأدب في العالم القديم وترك بصماته على الكثير من عناصر الأدب العالمي الحديث . .
فالكاتب المصري كان أول من أمسك بالقلم في تاريخ البشرية . . رأى مولد الزمان فسجله .. عاصر أول تجربة لبناء الحضارة فدونها فكان أول من كتب التاريخ وخلد بقلمه تراثه الفكري بدأ بأداب السماء التي وهبته نعمة الكتابة وأمدته بالحرف والكلمة وعلمته كيف يمسك بالقلم وتدرج منه الى الحكمة وأدب تعاليم العقيدة مروراً بأدب الأمباطير وأدب القصة لشرح الواقع بالخيال ليوقظ أحاسيس المجتمع ويقرب من قلبه . . فكان أول من كتب الشعر وغناه والأدب وصنفه والقصة ورواها . . كان أول من كتب للمسرح ليضفي الحياة الى ما يكتبه وأول من ابتدع الأدب التصويري المصور فجعل من الأدب فنا جميلا ومن فنون كتابته وأساليبها مادة لذلك الفن.
خاض بفنون أدابه جميع جوانب التجارب الإنسانية وفتح افاقا جديدة للاداب فكان سخيا فيما قدمه عبر تاريخه الطويل وما خلفه من تراث فكري خالد كان للكاتب المصري أو((حامل القلم)) كما وصفه الفراعنة القدماء مركز ممتاز في المجتمع كانت مهنة الكاتبة من المهن المرموقة التي تصل في بعض مراتبها الى درجة التقديس كان لكاتب الأدب أو كاتب المعرفة النصيب الأكبر في أدارة دفة الأمور وتصريفها سواء في قصر فرعون أو دور الحكم أو بيوت العدالة كان الوزير الأول يسبق اسمه عادة لقب الكاتب فكانت الكتابة ومهنتها حلم الكثيرين حيث تفتح لهم آفاقا واسعة.
.بمراجعة تاريخ حياة الكثير من العظماء نجد أنهم بدأوا حياتهم بمهنة الكاتب فوصلوا عن طريقها الى مناصب هامة في الدولة وكثيرا ما كان أبناء فرعون نفسه وخاصة ولي عهده الذي سيرث العرش يسعون للحصول على لقب كاتب اول من المعبد أو لقب كاتب المعرفة المقدسة التي كانت تسبق القابه الملكية المتعددة عند جلوسه على العرش ولعل أكبر مثل لاعتزاز العظماء وكبار المسئولين في الدولة بلقب الكاتب أن كثيرا من رجال الدولة والفنانين والمهندسين والأطباء وروؤساء الكهنة والقواد العسكريين كانوا يضيفون الى ألقابهم لقب الكاتب كما خلد البعض أنفسهم بان نحتوا بعض تماثيلهم على شكل الكاتب الجالس حامل القلم وكانت شواهد الأحوال في الدولة الحديثة تدل على المكانة العظيمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق