الاثنين، 3 ديسمبر 2018

قراءة في نص الشاعر قاسم الرسام / اليقين من أوسع ابوابه/ ميلو عبيد / سوريا ,,,,,,,,,,,,,,,

قراءة في نص الشاعر قاسم الرسام / اليقين من أوسع ابوابه/
النص :
اليقين من أوسع أبوابه
..............................

اليقين قالوا
صورتان ..
لمشهدٍ يسعى للبكاءِ
في فراغاتِ السعادةِ
بين مد .. وجزر
غوايتانِ..
تسبحانِ .. في سماواتٍ متلبسةٍ
هيئتان .. حديثتا المنشأ
تُترجمُ نظريةَ ثورةَ الدموعِ
في حضارةِ الغربانِ

اليقين قالوا
فكرةٌ ..
لم تستوعبْها الهواجسُ
المتشحةُ بالقلقِ
متشابهٌ ..
في التكوينِ .. والا ختلافِ
تلتقي في تراتيلِ
هجرةِ الهشيمِ ..
تتصافحُ في بلاغةٍ
لم يستوعبْها الفراغُ
اخذتْ مساحاتٍ شاسعةٍ
من اللاشيء

اليقين قالوا
متاهةٌ ..
تُلملمُ مواويلَ النعاسِ
من وحشةِ المصابيحِ الوحيدةِ
تسرحُ عيونُ الشوارعِ
تعجُّ برفاهيةِ مواءِ القططِ
الشوارعُ تنعمُ ..
بصخبِ اقدامِ المشردينَ الخشنةِ
أسفلَ الطرقاتِ

اليقين قالوا
هروبٌ ماكرٌ ..
من امواجِ البكاءِ الهجينةِ
تقطفُ عناقيدَ الخطايا الخائبةَ
تصغي لأزيزِ الالسنِ
تسجلُ عناوينَ بذيئةٍ
مثلَ محتواكَ الأولِ

اليقين قالوا
امرأةٌ ..
تجرجرُ اذيالَ جدائِلها
تنصتُ لصريرِ الوحدةِ
في جعبتها شباكاً ..
لحلمٍ منبوذِ الممكنِ
لأحتمالِ ضحكاتِ الطاولاتِ
الساخنةِ ليلاً ..
بدراهمَ تبيعُ جسداً
من ضوء ..
او سيجاراً فاخرً
يحملهُ صائدُ الالوانِ الفاخرةِ

اليقين قالوا
غريبٌ ..
يشبهُ الخرابَ
يركضُ ..
صوبَ خديعةِ صحو عتم
وجهُ إناءِ موتٍ
ينسكبُ في قبرٍ
يرددُ اناشيدَ التلقينِ الاخيرةِ
............
الجزء الأول ....يتبع

القراءة :
(اليقين من أوسع أبوابه )... جملة اسمية استفزازية فيها دعوة صارخة للدخول والإستكشاف / اليقين مبتدأها وخبراها جملة ربما هي جملة من المعطيات والخبريات تعددت وتفاوتت لكن في النهاية أعطت المعنى الحتمي لليقين ...( من وجهة نظر الكاتب ) مع ملاحظة انها الجملة الوحيدة التي قيلت على لسان الكاتب .
مباشرة يلتقيك الكاتب بالجواب وهو السارد الوحيد في النص ( وقد اتخذ صفة الدليل أو لنقل الراوي ) ،متبريء ليس من صوابية الكلام أو عدمه بل من تحجره ( ديمومته ) وعدم إمكانية تغيره
اليقين !! قالوا ....صورة
اليقين !! ....فكرة
اليقين !! ....متاهة
اليقين !! ....هروب
اليقين !! ....إمرأة
اليقين !! ....غريب
اليقين !! قالوا ........يتبع / سلسلة من العناصر الحياتية استعان بها الكاتب
جمل اسمية تتاليها حول النص إلى تقرير أدى إلى هبوط حاد ومفاجيء بالحركة الحسية الشعورية لدى القاريء قاربت تماما حالة الشاعر فلو نظرنا إلى النص نظرة شاملة للحظنا عدم وجود أية إشارات استفهام أو تعجب أو أي حوار ذاتي للكاتب ( ركود حسي) واضعا القاريء ( المواطن . الفرد ) معه بذات البوتقة أمام حقيقة واقع الحياة ( البائس )وهو اليقين الذي لا شك فيه لأنه تم وهذه هي خطاياه معلقة على عتبات الأبواب / صورة ..فكرة..امرأة....إلخ /
وضمنيا ومن وراء (الركود الحسي ) أراد أن يقول : صنعوا لنا يقينا فلنصنع لأولادنا يقينا وليكن على مقاسنا (رؤيتنا) وهذا ما يفسر لنا اتخاذه صفة الراوي بسرد الواقع وأنه لم يتبرء من صوابيتها بنسب فعل القول ( لهم) عندما قال / قالوا/ وإنما أراد عدم الإذعان لديمومتها كما أسلفت سابقا .
- اعتمد الشاعر على عمق الرؤيا في انتخابه لعناصر محددة بعينها من الواقع المحيط بنا ،عناصر كشفت لنا ما يبرر موقفنا وسلوكنا وكشفت لنا النقاب عما تحدده النظم السياسية والاجتماعية من أطر بتنا سجناء لها

اليقين قالوا :
- (صورة،غواية،هيئة) لمشهدٍ / يسعى ، يسبح ، يُترجمُ
- فكرةٌ / تلتقي ، تتصافحُ ...لم يستوعبْها ....اخذتْ /
- متاهةٌ / تُلملمُ ، تسرحُ ،تعجُّ ، تنعمُ /
- هروبٌ ...من امواجِ /تقطفُ ، تصغي ،تسجلُ /
- امرأةٌ / تجرجرُ ، تنصت ، تبيعُ ... يحملهُ
- غريبٌ / يشبهُ ، يركضُ ، ينسكبُ ، يرددُ /
-----------------يتبع سلسلة
تعدد وتتالي الجمل الفعلية وأشباهها ربما أعطي نوع من السرد الممل لكن الشاعر حاول تجاوز هذه المشكلة
1- بطريقة عرضه للنص إذ قام بتجزئته إلى عدة أقسام ربط فيما بينها بالحركة الدرامية (توصيف بؤس الواقع ) التي شملت و وحدت النص
2- إضافة إلى محافظته على بعض التواصل بين الجمل (اسمية .فعلية ) ضمن الباب فاعطى نوع من الحياة داخل العنصر / القسم الواحد خاصة وأنه اشبع الصورة توصيفا ولو بصور مكثفة
3- مجمل الصور تشير إلى صراع طرفين نقيضين أو قوتين ضاربتين وان هناك غالب ومغلوب وكل منهما لها مؤيديها وجمهورها على أرض الواقع . مما يعني لا نهاية حتمية بل هو جدل أزلي ابدي ...إذا لم ؟؟؟

سعى الشاعر من وراء هذا التعدد والتتالي الثقيل والذي حاول تجنبه إلى تكبير تفاصيل الواقع والإضاءة على ضخامتها (وبناء عليه أظن ان النص سيكون بدون خاتمة وسيتركه مفتوح التعداد ) علنا نكفر بها ونقول كفى ونسعى إلى فتح آفاق جديدة للحياة تخلخل الموازين لتعطي الفرد حقه بالعيش في ابسط متطلباته الانسانية .
أود الإشارة إلى أن هذا النوع من النصوص عابره :
إما قاريء يمر على صورة او اثنتين ثم يرحل
أو قاريء ينهيه وفي النهاية يقول اففففففففف كفى وبالتالي تتحقق نبوءة عتبة النص الأولى والأخيرة / اليقين من أوسع ابوابه/
لذلك اقترح على الكاتب أن يحذر ويشير إلى العمر القرائي كتحذير
(اليقين من أوسع أبوابه) +تحمل لحقيقة الأمور
على مبدأ +18
الرائع قاسم الرسام أبليت حسنا فليست النصوص الجميلة هي فقط التي تثير فينا الحس الشعوري الجميل حصرا...بل هي من تجسد الواقع بمره كما حلوه و بشره كما خيره وبحزنه كما فرحه
تقديري .....................ميلو عبيد / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق