الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

دراسة تحليلية لنصي ( { ... ولادة.../ ...ّ!! } للاديبة السورية جوليا علي / باسم الفضلي / العراق ,,,,,,,,,,,,,

دراسة تحليلية لنصي ( { ... ولادة.../ ...ّ!! } للاديبة السورية جوليا علي :
النص
*****
دهرٌ...
قدَّركِ
في خشووووووووع
........................... دُنيا
و.... أحلَّني
مومياءَ الخُرافة
...... / أنتِ...
وكنتُ
أجري خلفَ
أسوارِ الصمت
..............باحثاً
عن صحوةِ
البُروق
وأصفادي تشحذُ
حرابَ أسئلتِها
.............. لتغورَ
في أحشاءِ
أُمنيتي الأُولى..
لاحامةً
للذكرياتِ الحلوةِ
حينما تَخُرُّ
عندَ أقدامِ العمرِ
المسروق
على مرأىً
منَ الغابرين..
................. / انتِ..
................ ـ قد ..... أ.... كـ ... و .. ن ـ
لونُ عينيكِ
يقايضُني
لُعبتيَ اليتيمة
بشرائطِ ضفائرِكِ
.......... الوردية
حين تحملُني
نظراتُها الفراشية
الى حضنِ النشوةِ
............ الصاخبةِ
ولاتحطُّني
إلا على جناحِ
سَقسَقتِها المورقةِ
خلفَ شُعَيراتِ
الشمسِ المُتَدَلِّيَةِ
على جبينِ العالمِ
المنسِي.......... فيَّ ..
.... ـ أُحبكِ أولاً ـ
................................ / انتِ..
............................ ـ قد أ... كـ..ـون ـ
الآفاقُ السوداء
تخنقُ
إمتداداتِ البصر...
........ ـ هل أنكفيءُ ؟ ـ
الآفاقُ الصفراء
تخنقُ
أُفولَ العين
........................... ـ لن أنكفيءَ ـ
الآفاقُ الخضراء
تفتحُ
مسالكَ الحلم
..................................... ـ أتنفَّسُ أخيراً ـ
..انــــــــــــــــــــــــــــــــــتِ
................................................... ـ أكون ـ
.... صمتٌ يتناسل
أتسلَّقُ أنفاسَ
الأزقةِ الشَّعثاء
............... غافيةً
............... لاهيةً
ممتزجَةً أمامي
في ضَبابيةٍ
......... إباحيَّة
تستَفزُّ شهوةَ
المغامرة ...؟؟
..... لا ..
فَـالـ ....
.............خسرانٌ
محتَّم المجازفةُ ..؟؟
.............خسرانُ مُقرَّر..
السلالمُ ترتفعُ
.................... ترتفعُ
................... وَ
............. أَ
....... غُـ
... و
رُ
الى
قـ
.............. ا
.............................. عِ
التّرَقُّبِ المِلْح
لأُلملمََ يقايايَ
و أغزلََ
حلمَ إنبعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااثي
........................................ ـ أُحبُّـــــــــــــكِ أخيراً ـ
--------------------------
الدراسة
*******
يبدو النص سهلا للوهلة الأولى، لكننا سرعان ما ندرك أنه لا يمكن لأي من نصوص الشاعر الفضلي أن تكون سهلة مطلقا.
أبدأ بتفكيك العتبة/ العنوان
{....ولادة..../... *!!}
(يوجد شدة في مكان ( *) لكن لا يمكنني رسمها في جهازي فاستبدلتها بالنجمة*)
كعادتنا أثناء تناولنا لنصوص الفضلي: لا يمكننا أن "نقفز"؛ فلا بد لنا من الانتباه في خطونا ونحن ننتقل، ليس من صورة شعرية إلى أخرى فحسب؛ وإنما من حرف إلى آخر؛ بل من علامة ترقيم إلى أخرى؛ فكل ذرة حبر محسوبة هنا بدقة فائقة، لذلك توجب علينا الانتباه.
العنوان محصور بين الإشارتين { }
التنقيط قبل مفردة (....ولادة) هو ما كان قبل تلك الولادة/ فترة الحمل القصيرة العسيرة. أما التنقيط بعد مفردة (ولادة....)
فهو دلالة على الكلمة المحذوفة، لأن مفردة "ولادة" (مضافة) هنا؛ حيث وضعت الضمة فوق التاء المربوطة، ومن هنا يبدأ المتلقي بالتساؤل:
مضافة إلى ماذا؟
تراها ولادة من؟؟؟؟؟
الجواب يأتي بعد القطع(/) بالنقاط التي تعلو نهايتها(الشدة) قبل علامتي التعجب(!!) لذلك أشرت إلى ضرورة الانتباه إلى كل ذرة حبر.
استخدام (الشدة) على هذا النحو له قصدية هنا( فهي توضع عادة فوق الحرف) على الرغم من غرابة استخدامها بالنسبة للمتلقي،للمرة الأولى، على هذا النحو، فهو أسلوب الفضلي الخاص؛ بالإضافة إلى ما يبتكره من مصطلحات لتخدم أسلوبه الحداثوي في كتابة نصوصه المتفردة في شكلها.
أعود إلى الشدة (بفتح الشين) والتي قد يكون القصد منها ( الشدة) بكسر الشين؛ فهي ولادة شديدة عسيرة حد التعجب ممن سيكون المولود( !!)/ أي ولادة من؟

- (دهر) ثم يتوقف الشاعر بالنقاط(...) قبل أن يعلن عمق وقداسة ما فعل الدهر:
"قدرك" في خشوووووووووووع
مد لفظ حرف (الواو) يدل على مدى قدسية (المخاطبة)؛ فيالتلك المخاطبة إذ قدرها الدهر في خشوع: ((دنيا))، فما أوسع معناها، وما أعمق دلالتها !
لكنه( أي الدهر) جعله يحل "مومياء الخرافة"، وعلى المتلقي هنا أن يعرف دلالة المومياء كي يصل عمق المعنى.

- أورد الشاعر مفردة "أنت" أربع مرات، وفي كل مرة بشكل مختلف عن سابقه (بتزايد/ تناقص) التنقيط قبل المفردة وبعدها في كل مرة، وكذلك حذف القطع قبل "أنت" في المرة الرابعة، وألغى النقاط بعدها، ولكل مما شرحته قصدية ودلالة، ولنلاحظ ذلك:
......../ أنت...
................./ أنت..
............................../ أنت..
.. أنت
- كذلك فقد أورد الشاعر فعل "أكون" أربع مرات أيضا، مباشرة بعد مفردة ( أنت) وفي كل مرة بتقطيع مختلف للفعل "أكون"
في المرة الأولى استخدم صيغة الماضي:
(وكنت) هكذا كان "قبلها"/ أي قبل "أنت".
لكنه انتقل إلى الحاضر، ولنلاحظ كيف قام بتقطيع الفعل في كل مرة مع ضرورة الانتباه إلى( قد) قبل الكون في كل مرة، (إلا) في المرة الأخيرة حيث ألغيت تماما..ف(كونه محتم/ هو سيكون حتما) وكذلك ننتبه إلى إشارة الحصر (-) وتموضعها قبل الحرف الأول من (أكون)وبعد الحرف الأخير منه (لتحصره)، وننتبه أيضا كيف يتناقص عدد النقاط بين حروف الكلمة الواحدة من مرة إلى أخرى :
...... - قد..... أ....ك...و..ن -
٥ ٤ ٣ ٢
............. - قد أ...ك..ون -
٣ ٢
...............................- أكون-

- لنلاحظ لون الآفاق ( السوداء- الصفراء- الخضراء) مع ما يحدث للشاعر في كل لون لها( تخنق امتدادات البصر، تخنق أفول العين، تفتح مسالك الحلم)، ثم موقفه/ قراره ( فعل الانكفاء أو عدمه)في كل حالة، وننتبه أيضا إلى تموضع إشارتي الحصر(-) وكيف تموضعت قبل إشارة الاستفهام في أول ورود لها :
مقطع ١
(الآفاق السوداء
تخنق
امتدادات البصر....
.........- هل أنكفئ؟- )
مقطع ٢
(الآفاق الصفراء
تخنق
أفول العين
..................- لن أنكفئ-
مقطع ٣
الآفاق الخضراء
تفتح
مسالك الحلم
.........................- أتنفس أخيرا-
الشاعر: لن ينكفئ، وسيتحرر من (أصفاده)
وس (يكون)

- لنلاحظ المفارقة المقصودة:
(السلالم ترتفع...وأغور)
كيف تتناقص النقاط قبل تقطيع كل حرف، لتضيق مساحة( ترتفع وأغور) من الأعلى إلى الأسفل :
السلالم ترتفع
.....................................ترتفع
............................و
....................أ
..........غ
....و
ر
ثم تعود ل تتزايد وتتسع في (قاع):
ق
.....................ا
....................................ع

- استخدام الشاعر لكلمة (الغابرين) بقوله:
(عند أقدام العمر المسروق
على مرأى من الغابرين)
لم يقل الشاعر (العابرين) بمعنى: على مرأى من المارة، وإنما قال(الغابرين) قصدية استخدامها:
نقول: زمن غابر(أي ماض)
أو عصر غابر (أي ماض)
لكن معنى الغابرين هو (الباقين)
كما وردت في الآية الكريمة:
[ فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين]
أي من الباقين..وما أراده الشاعر من استخدامها هو: (حتى على مرأى ممن تبقى/ الباقين).

-في نهاية النص يؤكد الشاعر "ابنعاثه" بمده لحرف الألف:
انبعاااااااااااااااااااااثي
وكلمة (انبعاثي) لم ترد محصورة بين إشارتي الحصر(-) كما ورد فعل (-أكون-) ليؤكد الشاعر أنه :
تحرر من كل أصفاده
ولن ينكفئ
و س"يكون"
وأنه يعلن: "انبعاثه"/ ولادته

جوليا علي/ سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق