الأحد، 17 فبراير 2019

#شخصية من بلادي. 301 داخل حسن / مقال موفق الربيعي / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

#شخصية من بلادي. 301
داخل حسن
داخل حسن علي الغزاوي مطرب عراقي ريفي، ولد في ( قرية دار الشط ) التابعة لقضاء الشطرة ( قرب الناصرية ) عام 1909، كان يمتاز صوته بحنجرة قوية ونفس طويل وكذلك كان يملك بحة في صوته ميزته عن جميع أقرانه من مطربي الريف ، وأتخذ من المسبحة
( السبحة ) جزءاً من الالات الموسيقية التي كانت ترافقه.
* بدأ الغناء عندما كان يخرج لرعي ابقار عائلته وهو في سن ال(8) سنوات، وفي عمر ال(12) أخذ يتردد مع أخيه الأكبر إلى القرية المجاورة لقريته وهي قرية (السادة العبد الصاحب) والتي كانت تعج بالغناء ليل ونهار بواسطة مطرب القرية (محبوب العبد) وكان داخل حسن يحضر هذا الغناء وكذلك حضيري أبو عزيز بنفس الوقت
* عندما بلغ سن الرشد اخذ يرافق محبوب إلى مدينة الشطرة يغني في حفلاته وتعلم منه الكثير من أصول الغناء الريفي وأطواره المختلفة.
* رحل في أوائل أيام شبابه من الشطرة إلى مدينة الناصرية لغرض العمل حيث عمل بعدة مهن ( في تصليح الزوارق )
* في عام 1927 في زمن الملك فيصل الأول كان داخل حسن ( حالته المعيشية على كد الحال ) . في هذا العام افتتح التطوع إلى الشرطة العراقية من أبناء المحافظات ، فقدم داخل حسن وصديقه ناصر حكيم إلى الشرطة كمتطوعين فيها. ونسبا إلى سرية الخيالة لان الخيل كانت آنذاك الوسيلة الرئيسة للنقل. وعملهم يتضمن تبليغ المتهمين أو المطلوب حضورهم إلى المحاكم او مراكز الشرطة وغيرها , فيذهبون على الخيل للتبليغ.
* قدم (داخل حسن وناصر حكيم ) طلب نقل خدماتهما من الشرطة الى الاذاعة ، وتركا عمله في الشرطة وسافر إلى بغداد عام 1936 وتقدم للعمل في دار ألاذاعة كمطرباً للغناء الريفي. وأصبح مطرباً ريفياً معتمداً في الإذاعة العراقية
* عام 1948 شارك داخل حسن في التظاهره التي تندد بتقسيم فلسطين ويرفعه الجمهور ليغني اغنيته المشهوره ( انا العربي تعرفوني ) وعلى اثر ذلك فصل من دار الاذاعة وبعد ثلاثة اشهر يتوسط له محبو غنائه ويخرج من السجن ويعاد الى دار الاذاعة
* سجلت اغانيه الفنان على اسطوانات لشركات تسجيل صوتي كبيرة ومشهورة عالمياً مثل شركة سودا وكولومبيا عام 1945 وچقماقچي عام 1956 حيث بلغ رصيدة من الاغاني 137 اغنية
* وجهت له دعوات من خارج العراق الى سوريا ولبنان ومصر ودول الخليج وكانت له حفلات كثيرة في هذه البلدان وبثت له الاذاعات العربية اجمل اغانيه الريفية وبجميع الاطوار وكان له الفضل الكبير في انتشار الاغنية الريفية العراقية والتي ابقاها على مستواها الفني من حيث الجودة ورخامة الصوت
* عند تأسس تلفزيون العراق في الخمسينيات قام بتسجيل أغانيه وحفلاته للتلفزيون العراقي، ووجهت له دعوات من دول عربية مثل ( سوريا / لبنان / مصر ) وبدأ بتسجيل أغانيه والاطوار الريفية في أحدث الاستوديوهات للتسجيل الصوتي في ذلك الوقت.
* التقى داخل حسن مع أم كلثوم في حلب أثناء تسجيله لإحدى الاسطوانات فسمعت صوته واعجبت به كثيرا ودعته إلى القاهرة ليغني هناك ولكنه أعتذر لها قائلا: (يا ست الله ايخليج آنه في بغداد كوة امدرج لهجتي بالله تريديني اغني بالقاهرة اشلون ادبره وياهم ) فضحكت ام كلثوم وقدمت له هدية عبارة عن قطعة من الملابس إلى زوجته وقدم لها شال ظلت محتفظة به إلى ان توفيت .
* حضر داخل حسن فی ایران فی الاهواز بدعوه من الشیخ صوگر عنافجه ، مع الفنانه ریم محمود حيث أقاموا حفل بهيج هناك
* من اغانيه
- كمرة وربيعة
- يا ماخذين الولف
- انا غريب بهل البلد
- عيني يابو عيون السود
- يا طبيب ( الحان عباس جميل )
- شلك على ابن الناس
- وحق اللي تعبدة الناس
- يا غزال
- البصرة
- هنا يا من جنة وجنت.
* قال عدد من المهتمين بتراث المطرب الفطري داخل حسن
- القاص والروائي خضير فليح الزيدي أشار الى ان المطرب داخل حسن يمثل الحزن العراقي ومازالت الاجيال تتذكر ذالك الصوت الجميل، إذ كان يمتلك حنجرة فريدة من نوعها.
- الفنان مكي هادي بين ان داخل حسن، اجاد الاطوار الغنائية: الشطراوي، والغافلي والحياوي، وغيرها من الاطوار الغنائية. وله علاقات اجتماعية مع جميع ابناء المحافظة.
- الفنان والملحن علي عبد عيد اشار الى أن مدينة الناصرية مدينة الغناء الريفي وقد ولد هذا الغناء الريفي نتيجة لحجم المعاناة في هذه المنطقة، موضحا ان المطرب داخل حسن يمثل مدرسة فنية بحد ذا تها.
- الفنان التشكيلي منير احمد حضر بعض الامسيات الغنائية التي كان بشارك فيها داخل حسن ويقدم اغنياته، ويقول ان القاعة او البهو كان يغص بالحضور ومن مختلف الاعمار، وان داخل حسن اشتهر كثيرا بسبب ادائه الغناء الحزين وكان الجمهور يطرب ويتفاعل مع تلك الاغاني التي اصبحت شيئا من الذاكرة.
- الناقد كاظم حسوني :- داخل حسن يمثل قمة في الغناء العراقي وصاحب صوت استثنائي لما يضمه من شجن وعذوبة وجمال. ويمثل الحياة العراقية لاسيما في منطقة الجنوب. وقد بقي طوال عمره يمتلك المكانة العالية في الغناء الريفي. وهو صوت عربي ايضا وليس عراقيا، إذ كانت شركات إنتاج الاسطوانات العربية تأتي خصيصا لتسجل له الأغاني. وجمهوره كبير جدا وكما ترى ان القاعة امتلأت وسيبقى وهجا وعمقا وذاكرة وشعلة لا تنطفئ في حياتنا.
- الشاعر نصير فليح : صوت داخل له ميزة خاصة عن بقية الأصوات الريفية. ولديه قدرة على مداعبة أحاسيس الناس ومشاعرها من خلال عذوبة صوته. والناس تحب أسلوبه وصوته لأن معدنه ثمين ويمثل صوت الجنوب. وهناك طرفة لها دلالة هي ان بعض النسوة توجهن الى كربلاء لزيارة أمواتن في المقابر فقررن أن يزرن قبر داخل حسن لما يمتلكه من حضور في قلوبهن.
- التشكيلي خضير الحميري قال: داخل حسن عبر بصدق عن الريف العراقي في فترة غنائه وحتى الآن لان صوته ما يزال يسحر الكثيرين من الناس داخل العراق وخارجه.. انه صوت الطرب الأصيل.
* داخل حسن هو أول من قدم للغناء الريفي المعروف بالدويتو مع المطربة الريفية ريم في أغنية (لو رايد عشرتي وياك/ حچي الچذب لا تطريه/ ادور اعله الصدك يا ناس/ ضاع وبعد وين الكيه).
* تأثر به الكثير من المطربين ولكن الذي أجاد في اغانيه الفنان حسين نعمة والراحل رياض احمد.
* يقول الملحن الراحل محمد نوشي ( إنه قدم مرة أغنية للفنان داخل حسن وطلب منه حفظ لحنها قبل تسجيله ولكنه عندما التقاه بعد أيام ليتأكد من حفظه له وجد اللحن الذي قدمه له قد تغير كثيراً وانه جاء بلحن جديد مغاير لا يشبه ما قدمه له فأخبره بضرورة الإعتماد على موهبته الفنية لأنه لا يمكن لأي ملحن إحتواء قدراته الذاتية وتوظيفها لحنياً ) لأنه أبعد ما يكون عن الخضوع للآخرين، فألحانه تنبع من قلبه ومزاجه العاطفي المرهف الذي يسبغ على أغنياته نكهة فنية محببة وروحاً مشبوبة بالحب والحنين ولوعة الفراق.
* لقد أثرى الغناء العراقي بروائع فنية تناقلتها الأجيال فأصبحت جزءاً مهماً من تراثنا الشعبي الأصيل ورددتها أصوات غنائية متعددة فكانت أغنية (عالولف ساهر دوم) قطعة فنية رائعة مشحونة بأرق الأحاسيس رددتها المطربة وحيدة خليل بإبداع جمالي وعاطفي ساحر وحلقت فيها بأجواء الطرب العراقي الجميل
* لقد إنتزع المطرب الراحل داخل حسن قلوب عشاق فنه من خلال نبراته الصوتية الحزينة والمتفجعة مما جعل قلوب مستمعيه تنجذب إليه، فهو ينقر على أوتار القلوب ويثير فيها لوعة الحب والألم الدفين وعندما يتهدج صوته الحزين بأغنيته الملتاعة (يمه يا يمه) نحس بأنه يخاطب كل الأمهات الغاليات بأنين وحنين صادقين بحيث لا يملك من يتعايش معها أن يحبس دموعه المنهالة في هذا المشهد المثير والمتفجع.
أحيل عام 1978 على التقاعد وعاد إلى الناصرية وظل فيها حتى توفي رحمه الله عام 1985.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق