الخميس، 29 يناير 2015

الحلم بالحب والحرية و السلام قراءه في ديوان لمْ يأت ِالقَمَرْ للشاعرة القديرة الدكتورة سجال عبد الوهاب الركابي بقلمي :- ناظم ناصر 29\1\2015/ العراق.....

الحلم بالحب والحرية و السلام قراءه في ديوان لمْ يأت ِالقَمَرْ للشاعرة القديرة الدكتورة سجال عبد الوهاب الركابي
بقلمي :- ناظم ناصر
29\1\2015
عندما يكون الشعر عبر التجربة الانسانية في تاريخها الطويل معبرا عن الأحاسيس و المشاعر و حاجة الانسان الغريزية للتعبير عما يغمره من قلق وخوف وترقب وحب وأشواق وحنين لذكريات مضت و أشياء لا وجود لها تتوق لها أنفسنا أحلام لا تتحقق آمال مستحيلة ومحاولة لاكتشاف عوالم جديدة سواء داخل أنفسنا من خلال اللغة او اكتشاف الطبيعة المحيطة بنا او الكون الذي يغلف وجودنا عندما نعيش الحلم في كلمات فالقصيدة لا زمن لها لان زمنها مطلق فعندما تحدد زمن للقصيدة فانك تعلن موتها
والشاعرة الدكتورة سجال الركابي في ديوانها لم يأتي القمر كما عودتنا شاعرة ملهمة و متألقة تستخدم الكلمات في مفردات جميلة فتستنبط منها المعاني لتصنع منها بهاء لا يضاهى وكذلك تجعل الكلمات تتحد مع معانيها لتصل الى المعنى العام للقصيدة وهذه ميزة تمتاز بها بموهبتها الفذة فتوجه الكلمات حيث تريد ففكرها الخلاق وموهبتها الفذة و خيالها الخصب والنشيط لا يستثني الإلهام من قاموس الأبداع
فنحن نلتمس معنى الشعر الحقيقي عندما نقرأ لها فهي والشعر حقيقة واحدة فهي القصيدة ذاتها والقصيدة تطابق شخصيتها تماما الجمال ينبع من قلبها لينسكب بين الحروف نقاء و ألق و الأبداع الذي ينهض بين الكلمات منتشيا بإيقاعات الموسيقى فتأمل الجمال في الكلمات موسيقى هادئة بإيقاعات بغدادية على مقام الصبا على آلة السنطور تتناغم مع أمواج الحياة أمواج نهر دجلة وهي تقبل الضفاف قصائد معطرة بعطر الخزامى و المسك ماذا أقول الشعر الحقيقي لا يصدر إلا عن شاعر حقيقي فهي تقول في قصيدة تَحتَ أيّ حَرفٍ
تَحتَ أيّ حَرفٍ
ياحُلمَ روحي تَختَبيء..
أكادُ أسمَعُ هَمسَكَ
جُملةً موسيقيّةً
في مَقامٍ شَجي
وعِندما نَسيمُ آذارَ يَلِفُّني
أحِسُّكَ فيهِ ..
تُراقِصُ بردَ ليلٍ فينجَلي
سَتَجيئني ذاتَ فَجرٍ
وابتِسامَتُكَ تقول:
لَبِثتِ في الرُقادِ سِنيناً
أميرَتي...إستِيقِظي !
بهمساتها وإبداعها في كلماتها كأنها تقرأ قلوبنا وتلغي الغياب بحضورها كالورد الجوري البغدادي الندي والرازقي النقي تتنفس فجر بغداد وتمنحنا الأمل
فالشاعرة تحب البساطة وعدم التعقيد تكتب عن همومها وأشواقها وحبها ببساطة ونقاء فعندما تقراء قصائدها تشعر كأنما أنت كاتبها لأنها تخالط إحساسك ونقائك وتوقك للحرية وحب السلام فهي في قصيدة لم يأت القمر تجلس تحت زيتون والزيتون هو رمز السلام في مساء بغداد دار السلام يدعيها النسيم وتتغنى معها الحمائم تنتظر قمرا لا تفوح منه رائحة البارود فهذا ليس قمرها وقمر بغداد التي غابت عنها الابتسامة
بغداد التي تصفها في قصيدة أخر بأنها سيدة الحسن
لمْ يأت ِالقَمَرْ
جلستُ تحت زَيتونَتِنا
أ نتَظِرُ طلّتكَ يا قَمَري
بيضُ الحمائمُ ناغَينني
وعذبُ نَسيمٍ داعَبني
شوقي تخلّلَ جَدائلي
وَجِئتَ
رَكَضَ قَلبي لِلُقياكَ يَسبِقُني
لكن ...واحَسرَتاه
ما عُدتَ المَلاك الذي سَحَرَني
فقَدْ فاحَتْ مِنكَ رائِحةَ البارودْ
فعندما تتكلم الكلمات وتغرد الحروف ترسم الألوان و تجسد الأصوات والإيقاعات ومسافة الزمن و الحضور والغياب و حين يكون التعبير حرا وعفويا وبعمق الاحساس معبرا بوعي و إدراكه لبيئة الواقع الذي ينبثق منه ولقيمة العلاقات الاجتماعية وارتباطها
فللشاعرة آلامها و أمالها العظيمة هذا المدى الشاسع والنقي من العاطفة و الأشواق الذي تعبر عنه بقوة الشعر الطبيعية و الحقيقية فهي تمنح صورها ومعانيها حرية العبور عبر مدى القصيدة كالعصافير فالشعر لا يسكن في الضفة الأخرى الشعر ينبع من الداخل
لا ضباب تشعر ان الكلمات كما هي حقيقية ببساطتها ورشاقتها وكما تقول الشاعرة في قصيدة سأمحو تَبرُّجي
سأمحو تَبرُّجي…
وآتيكَ حافِيةَ مِن عُقَدي
مُرتَدِيةً حقيقتي
فكلماتها حقيقية ترتدي الحب والجمال والتلقائية والبساطة فأنت قريب من الشعر , شعرا حقيقيا يحمل أحساس وشعور وعواطف كلمات تلامس القلب فالشاعرة تجعلك تلمس الشعر وتدرك معناه الحقيقي وتدرك ان الشعر طريق للحياة
تخلق من كلماتها صورا متفتحة على حياة مليئة بالألوان ألوان الحياة فهي تستخدم ألوان الحياة في كلماتها . وتمزج بينها بخبرة الفنانة المتمرسة في فن الرسم بريشتها فتجعل الصور حية فهي تقول في قصيدة انت
أنتَ
هُم غفلى لا يُبصِرون
شعاعٌ في نهارٍ
لكنّكَ لي تتجلّى
مِلء العيونْ
باقة َأقمارٍ مُذهّبةً بنجوم
مَجدولةً بغيوم
حُزمَةَ من ألف ِلون
تفوقُ الطيف َالشمسي
حتى إنّ بعضها
لا أعرِفُ إسمه
لكنّي أسمَعَهُ .. يُناغيني
سأدعوهُ ...أنتَ
فهي لا تقف عند حافة الكلمات بل تتسع رؤياها ولغتها الى الفكر الذي تحمله فتعزف مفرداتها بلحن البساطة البسيط فهي تستفز الأشواق الخامدة
الشاعرة جميلة جوهريا ربما نظرة الى زهرة يجعلها تشعر بالسلام و الطمأنينة فهي مرتديه حقيقتها بلا تبرج فهي حقيقية ولا تكذب لكن تغالب شوقها و حبها يكبر فهي تتعثر به
قصائد الديوان تتناغم بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وهي عبارة عن صوت حنين واشتياق الى الحب و السلام والحلم بالحرية و الانعتاق من ربقة الزمن الحالي الى الزمن المطلق حيث اللحظة فيه حياة ولذا نرى قصائد المجموعة قصيرة وموجزة لأنها قصائد اللحظة والحلم لكنها تنطوي على معاني كثير
والشاعرة د. سجال الركابي أثبتت ان الشعر تعبير عما يجول بخاطر الشاعر من أحاسيس ومشاعر اتجاه نفسه واتجاه العالم من خلال فهمه وإدراكه لما يدور حوله واستقرائه للواقع وإمكانية الشاعر ان يضيف الى التراث الأنساني عبر كلماته وأحلامه
إعجاب ·  · 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق