مقال للأستاذ شمس الدين العجلاني بصحيفة الأزمنة
تهريب "تيجان دمشق".. بقلم: شمس الدين العجلاني
في التسعينيات من القرن الماضي قامت "إسرائيل" بتهريب مجموعة من الآثار والوثائق اليهودية السورية النادرة في عمليه سرقة منظمة اشتملت على العديد من البلدان والأشخاص وكان المحرك الأساسي والمخطط لعملية التهريب هذه هو حاخام دمشق أبراهام حمرا..
منذ عدة أيام كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اللثام عن عملية السطو هذه التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنّ هذه العملية أطلق عليها اسم "أكاليل دمشق" وأنّها امتدت على رقعة جغرافية شملت عدة قارات واقتضت ضلوع العديد من الأطراف والأشخاص فيها، لتحط هذه الأسفار في "تل أبيب" قادمة من نيويورك في حاوية كان عدد قليل جداً يعلم عما تحتويه.. وسبق أن ذكرنا سابقاً في عدة مقالات منذ عام 2008 م وفي كتاب "يهود دمشق الشام" كيف قام الحاخام أبراهام حمرا بالتخطيط والتنفيذ لتهريب الآثار اليهودية السورية إلى إسرائيل، ونعيد الآن الحديث عن عملية السطو الإسرائيلية، ومن هو الحاخام أبراهام حمرا على ضوء ما نشرته منذ أيام صحيفة "يديعوت أحرونوت".
أبراهام حمرا:
أبراهام حمرا هو رجل قوي البنية، ضخم الجسد، ذو لحية سوداء، يعرف بدمشق باسم إبراهيم حمرا، هاجر من دمشق إلى إسرائيل عام 1998م هو كبير حاخامات دمشق ويعيش حالياً في إسرائيل في "تل أبيب" بمنطقة حالون، وهو من يهود السفارديم.
خلال فترة إقامته بدمشق كان حمرا يسافر بانتظام إلى الولايات المتحدة ليزور بعض أولاده، وكانت أول زيارة له عام 1980م.
في عام 1976م أصبح حمرا رئيساً للطائفة الموسوية السورية، خلفاً آنذاك لرئيسها طوطح الذي وافته المنية. ظل حمرا في منصبه هذا لحين هجرته من دمشق عام 1998م، وحمرا واحد من اليهود القلائل الذين بقيوا في دمشق إبان التسعينيات من القرن الماضي، وهاجر من دمشق إلى إسرائيل تحديداً عام 1998م عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، وحين وصوله إلى مطار إسرائيل على خطوط شركة العال الإسرائيلية كان في استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين ورئيس الكنيست شيمون بيريز.
في لقاء مع فضائية العربية عام 2007م قال حمرا إنّ الوجود اليهودي في سورية قديم وسجل فصولاً مهمة بتاريخ الطائفة والمنطقة، وعن حياة اليهود بدمشق قال حمرا إنّها تعرضت للقيود بعد تأسيس إسرائيل، وتعرض كنيس إسرائيلي لإلقاء قنبلة..
ويذكر المركز الدولي لتراث اليهود السوريين في إسرائيل أنّ حمرا هو التلميذ النجيب للحاخام شاوول منجد، وأنّه أمضى حياته في خدمة الطائفة اليهودية ومازال حتى الآن مرجعاً مميزاً للطائفة، ويشير هذا المركز إلى أنّ حمرا كان يساعد اليهود في دمشق وخاصة لزيارة الولايات المتحدة الأميركية لأنّه كان صلة الوصل مع الحكومة السورية.؟ ويطلقون على حمرا في مدينة حولون زعيم الحاخامات أو رئيس الحاخامات لليهود السوريين.
تزوج حمرا بدمشق من يهودية اسمها استيلا وله عدة أولاد، وكانت استيلا تعمل لدى حمرا في مدرسة ابن ميمون بدمشق كأمينة سر وكانت متزوجة ويقول أهل دمشق إنّ حمرا كان وراء طلاقها من زوجها الأول.؟ وقد أقام حفل العرس حين زواجه من استيلا في أحد البيوت اليهودية الفخمة بدمشق بحارة اليهود، ودعا لحضوره عدداً كبيراً من أهل دمشق من المسلمين والمسيحيين وكان ذلك في التسعينيات من القرن الماضي، ووزع على كل من حضر هذا الحفل صحناً نحاسياً صغيراً، ولهذا الحاخام شقيق كان يعمل بدمشق بمهنه الختان (مطهر) وليس لديه محل، إنما كان يدور في حارات وأزقه دمشق، وكان زبائنه من الطوائف الثلاث.
تهريب تراثنا:
ذكرنا في وسائل الإعلام السورية عام 2008م أنّ الحاخام إبراهيم حمرا قبل هجرته من دمشق إلى إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، جمع كل ما بحوزة الطائفة اليهودية في دمشق وحلب والقامشلي من مخطوطات وقطع أثرية وقام بتهريبها إلى إسرائيل وأنّ أغلب هذه المهربات هي الآن بحوزة المركز الدولي لتراث اليهود السوريين في منطقة "حولون" وعرف من هذه الآثار المهربة حينها:
9 مخطوطات من الكتاب المقدس، 40 من لفائف التوراة، 32 صندوق لفائف التوراة المزخرفة، وأشارت حينها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ الحاخام حمرا بذل جهوداً كبيرة ليُحضر معه من دمشق مخطوطات قديمة وبعض المقالات والدراسات والكتب بما فيها المتعلقة بالمحرقة وطائفة "السفارديم" والتي لا تقدر بثمن بالرغم من المخاطر التي تحفّ بتهريب هذه الوثائق، وأنّ هذه العملية تمت بسرية تامة حيث تم نقل المهربات إلى تركيا ومن ثم إلى إسرائيل عبر قنوات فرنسية وأميركية، وقد عرضت هذه المخطوطات والقطع الأثرية بعد ترميمها يوم 15 تشرين الثاني عام 2000 في منزل رئيس "الدولة الإسرائيلية" موشية كتساف.
والآن تكشف الصحافة الإسرائيلية عن عملية السطو هذه..
تيجان دمشق:
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية منذ عدة أيام اللثام عن عملية سطو وسرقه للآثار اليهودية السورية نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة، أسفرت عن تهريب عدة كتب توراة تاريخية يطلق عليها أحبار وحاخامات اليهود اسم " تيجان مشق".
وهي 11 سفراً توراتياً يعود تاريخها إلى عدة قرون مضت، ويصل عمر بعضها إلى أكثر من 1000 عام.
هذه الأسفار أحضرها حاخامات اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى دمشق في أوقات مختلفة حين فتحت دمشق ذراعيها لاستقبال اليهود عبر العصور المختلفة هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يلقونه خارج دمشق، وقد حافظت دمشق على هؤلاء اليهود وتراثهم من كل سوء واضطهاد ورعتهم كما رعت كل أبنائها كأم حنون.
اليهود يعتزون اعتزازاً خاصاً بهذه الكتب إذ يعتبرونها من مقدساتهم النادرة.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنّ عملية تهريب هذه الأسفار أطلق عليها اسم "أكاليل دمشق" وأنها امتدت على رقعة جغرافية شملت عدة قارات واقتضت ضلوع العديد من الأطراف والأشخاص فيها، لتحط هذه الأسفار في تل أبيب قادمة من نيويورك في حاوية كان عدد قليل جداً يعلم بما تحتويه، ووصفت الصحيفة أنّ الأسفار هذه لا تقدر بثمن.
ووفقاً لما تسرب من معلومات صحفية فإنّ قرار تهريب "تيجان دمشق" اتخذ لأول مرة عام 1990م ولكن محاوله تهريب "تيجان دمشق" في ذاك العام باءت بالفشل ولم تعلن الصحافة الإسرائيلية عن سبب فشل هذه المحاولة.؟
في عام 1995م اتخذت الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة إسحق رابين، المحاولة الثانية لتهريب "تيجان دمشق" بالمشاركة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وشدد رابين حينها على أهمية مشاركة اليهود السوريين الذين هاجروا إلى إسرائيل وبالتنسيق مع الحاخام إبراهيم حمرا الذي كان لم يزل بدمشق.
نفذت إسرائيل عملية التهريب هذه بمشاركات دولية وربما عربية (وربما بالطرق الدبلوماسية لإرسال البريد عن طريق الحقائب)، إضافة لشخصيات يهودية سورية وشخصيات من دول متعددة ولم يفصح الإعلام الإسرائيلي عن تفاصيل تنفيذ العملية سوى ذكره لسيدة كندية شاركت في العملية وتدعى "بيلد كار" وهي سيدة متقاعدة قالت إنّها قدّمت مساعدات ليهود سورية. وحول دورها في العملية أثنت كار على العملية قائلة: "من كل ما فعلت في حياتي أعتبر هذه العملية الأشد بريقاً". وتضيف السيدة الكندية، أنها لا تستطيع حالياً الإفصاح عن المزيد من تفاصيل العملية الناجحة بناءً على توصيات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلا أنّها ذكرت بأنّها أخذت هذه الأسفار إلى حاخام إسرائيلي معروف مهاجر من تونس، وما إن رآها حتى انفجر باكياً وقال لها "خذي هذا الكتاب من بيتي. أشعر وكأنني رأيت الله الآن".
لقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ المشاركين في عملية السطو هذه تحدثوا على أنّها كانت باهظة التكلفة، وبحسب ما ذكر الياهو حسون، رئيس جمعية المهاجرين من دمشق والذي خدم في الماضي مديراً عاماً لوزارة المواصلات الإسرائيلية أنّ: «الحديث يدور عن إحدى أهم العمليات التي شاركنا أبداً فيها» ويتابع حسون بالقول: «كلفت الكثير من المال، الكثير جداً».
هل ساهمت فرنسا بتهريب تيجان دمشق:
ذكرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك عام 2013م نقلاً عن
نور الدين اللباد "لم أستطع معرفة هل اللباد هو نفسه الشخص الذي كان موظفاً في وزارة الخارجية أم غيره"، يقول اللباد: "في العام 1990 عملت موظفاً محلياً في السفارة الفرنسية بدمشق... كنت على استعلامات القنصلية وإذا برجل ملتح أنيق يلبس بدلة سوداء رسمية وخاطبني بلغة فرنسية ممتازة سيدي أريد مقابلة السفير قلت له من حضرتك فقال أنا إبراهيم حمرا الحاخام اﻷكبر للطائفة اليهودية في سورية؛ قلت هل هناك موعد مسبق؛ قال ﻻ وإنما اﻷمر ملح وعاجل. قلت له ﻻ أملك صلاحية أن أكلم السفير ولكني سأكلم القنصل.
دخلت إلى القنصل وكلمته فأحسست بارتباكه وصعد مسرعاً لمكتب السفير وما هي إﻻ لحظات حتى نزل الاثنان بسرعة فائقة يهللون به بالأحضان وذهب الثلاثة لدار سكن السفير المحاذي للسفارة. وﻻ أعلم ما جرى..."
وفي عام 1990م كانت المحاولة الأولى لتهريب "تيجان دمشق" بمعرفة الحاخام إبراهيم حمرا؟! أي في نفس الفترة التي كان يتردد فيها الحاخام حمرا على السفارة الفرنسية بدمشق.
منذ عدة أيام كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اللثام عن عملية السطو هذه التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنّ هذه العملية أطلق عليها اسم "أكاليل دمشق" وأنّها امتدت على رقعة جغرافية شملت عدة قارات واقتضت ضلوع العديد من الأطراف والأشخاص فيها، لتحط هذه الأسفار في "تل أبيب" قادمة من نيويورك في حاوية كان عدد قليل جداً يعلم عما تحتويه.. وسبق أن ذكرنا سابقاً في عدة مقالات منذ عام 2008 م وفي كتاب "يهود دمشق الشام" كيف قام الحاخام أبراهام حمرا بالتخطيط والتنفيذ لتهريب الآثار اليهودية السورية إلى إسرائيل، ونعيد الآن الحديث عن عملية السطو الإسرائيلية، ومن هو الحاخام أبراهام حمرا على ضوء ما نشرته منذ أيام صحيفة "يديعوت أحرونوت".
أبراهام حمرا:
أبراهام حمرا هو رجل قوي البنية، ضخم الجسد، ذو لحية سوداء، يعرف بدمشق باسم إبراهيم حمرا، هاجر من دمشق إلى إسرائيل عام 1998م هو كبير حاخامات دمشق ويعيش حالياً في إسرائيل في "تل أبيب" بمنطقة حالون، وهو من يهود السفارديم.
خلال فترة إقامته بدمشق كان حمرا يسافر بانتظام إلى الولايات المتحدة ليزور بعض أولاده، وكانت أول زيارة له عام 1980م.
في عام 1976م أصبح حمرا رئيساً للطائفة الموسوية السورية، خلفاً آنذاك لرئيسها طوطح الذي وافته المنية. ظل حمرا في منصبه هذا لحين هجرته من دمشق عام 1998م، وحمرا واحد من اليهود القلائل الذين بقيوا في دمشق إبان التسعينيات من القرن الماضي، وهاجر من دمشق إلى إسرائيل تحديداً عام 1998م عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، وحين وصوله إلى مطار إسرائيل على خطوط شركة العال الإسرائيلية كان في استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين ورئيس الكنيست شيمون بيريز.
في لقاء مع فضائية العربية عام 2007م قال حمرا إنّ الوجود اليهودي في سورية قديم وسجل فصولاً مهمة بتاريخ الطائفة والمنطقة، وعن حياة اليهود بدمشق قال حمرا إنّها تعرضت للقيود بعد تأسيس إسرائيل، وتعرض كنيس إسرائيلي لإلقاء قنبلة..
ويذكر المركز الدولي لتراث اليهود السوريين في إسرائيل أنّ حمرا هو التلميذ النجيب للحاخام شاوول منجد، وأنّه أمضى حياته في خدمة الطائفة اليهودية ومازال حتى الآن مرجعاً مميزاً للطائفة، ويشير هذا المركز إلى أنّ حمرا كان يساعد اليهود في دمشق وخاصة لزيارة الولايات المتحدة الأميركية لأنّه كان صلة الوصل مع الحكومة السورية.؟ ويطلقون على حمرا في مدينة حولون زعيم الحاخامات أو رئيس الحاخامات لليهود السوريين.
تزوج حمرا بدمشق من يهودية اسمها استيلا وله عدة أولاد، وكانت استيلا تعمل لدى حمرا في مدرسة ابن ميمون بدمشق كأمينة سر وكانت متزوجة ويقول أهل دمشق إنّ حمرا كان وراء طلاقها من زوجها الأول.؟ وقد أقام حفل العرس حين زواجه من استيلا في أحد البيوت اليهودية الفخمة بدمشق بحارة اليهود، ودعا لحضوره عدداً كبيراً من أهل دمشق من المسلمين والمسيحيين وكان ذلك في التسعينيات من القرن الماضي، ووزع على كل من حضر هذا الحفل صحناً نحاسياً صغيراً، ولهذا الحاخام شقيق كان يعمل بدمشق بمهنه الختان (مطهر) وليس لديه محل، إنما كان يدور في حارات وأزقه دمشق، وكان زبائنه من الطوائف الثلاث.
تهريب تراثنا:
ذكرنا في وسائل الإعلام السورية عام 2008م أنّ الحاخام إبراهيم حمرا قبل هجرته من دمشق إلى إسرائيل عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، جمع كل ما بحوزة الطائفة اليهودية في دمشق وحلب والقامشلي من مخطوطات وقطع أثرية وقام بتهريبها إلى إسرائيل وأنّ أغلب هذه المهربات هي الآن بحوزة المركز الدولي لتراث اليهود السوريين في منطقة "حولون" وعرف من هذه الآثار المهربة حينها:
9 مخطوطات من الكتاب المقدس، 40 من لفائف التوراة، 32 صندوق لفائف التوراة المزخرفة، وأشارت حينها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ الحاخام حمرا بذل جهوداً كبيرة ليُحضر معه من دمشق مخطوطات قديمة وبعض المقالات والدراسات والكتب بما فيها المتعلقة بالمحرقة وطائفة "السفارديم" والتي لا تقدر بثمن بالرغم من المخاطر التي تحفّ بتهريب هذه الوثائق، وأنّ هذه العملية تمت بسرية تامة حيث تم نقل المهربات إلى تركيا ومن ثم إلى إسرائيل عبر قنوات فرنسية وأميركية، وقد عرضت هذه المخطوطات والقطع الأثرية بعد ترميمها يوم 15 تشرين الثاني عام 2000 في منزل رئيس "الدولة الإسرائيلية" موشية كتساف.
والآن تكشف الصحافة الإسرائيلية عن عملية السطو هذه..
تيجان دمشق:
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية منذ عدة أيام اللثام عن عملية سطو وسرقه للآثار اليهودية السورية نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة، أسفرت عن تهريب عدة كتب توراة تاريخية يطلق عليها أحبار وحاخامات اليهود اسم " تيجان مشق".
وهي 11 سفراً توراتياً يعود تاريخها إلى عدة قرون مضت، ويصل عمر بعضها إلى أكثر من 1000 عام.
هذه الأسفار أحضرها حاخامات اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى دمشق في أوقات مختلفة حين فتحت دمشق ذراعيها لاستقبال اليهود عبر العصور المختلفة هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يلقونه خارج دمشق، وقد حافظت دمشق على هؤلاء اليهود وتراثهم من كل سوء واضطهاد ورعتهم كما رعت كل أبنائها كأم حنون.
اليهود يعتزون اعتزازاً خاصاً بهذه الكتب إذ يعتبرونها من مقدساتهم النادرة.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنّ عملية تهريب هذه الأسفار أطلق عليها اسم "أكاليل دمشق" وأنها امتدت على رقعة جغرافية شملت عدة قارات واقتضت ضلوع العديد من الأطراف والأشخاص فيها، لتحط هذه الأسفار في تل أبيب قادمة من نيويورك في حاوية كان عدد قليل جداً يعلم بما تحتويه، ووصفت الصحيفة أنّ الأسفار هذه لا تقدر بثمن.
ووفقاً لما تسرب من معلومات صحفية فإنّ قرار تهريب "تيجان دمشق" اتخذ لأول مرة عام 1990م ولكن محاوله تهريب "تيجان دمشق" في ذاك العام باءت بالفشل ولم تعلن الصحافة الإسرائيلية عن سبب فشل هذه المحاولة.؟
في عام 1995م اتخذت الحكومة الإسرائيلية آنذاك برئاسة إسحق رابين، المحاولة الثانية لتهريب "تيجان دمشق" بالمشاركة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وشدد رابين حينها على أهمية مشاركة اليهود السوريين الذين هاجروا إلى إسرائيل وبالتنسيق مع الحاخام إبراهيم حمرا الذي كان لم يزل بدمشق.
نفذت إسرائيل عملية التهريب هذه بمشاركات دولية وربما عربية (وربما بالطرق الدبلوماسية لإرسال البريد عن طريق الحقائب)، إضافة لشخصيات يهودية سورية وشخصيات من دول متعددة ولم يفصح الإعلام الإسرائيلي عن تفاصيل تنفيذ العملية سوى ذكره لسيدة كندية شاركت في العملية وتدعى "بيلد كار" وهي سيدة متقاعدة قالت إنّها قدّمت مساعدات ليهود سورية. وحول دورها في العملية أثنت كار على العملية قائلة: "من كل ما فعلت في حياتي أعتبر هذه العملية الأشد بريقاً". وتضيف السيدة الكندية، أنها لا تستطيع حالياً الإفصاح عن المزيد من تفاصيل العملية الناجحة بناءً على توصيات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلا أنّها ذكرت بأنّها أخذت هذه الأسفار إلى حاخام إسرائيلي معروف مهاجر من تونس، وما إن رآها حتى انفجر باكياً وقال لها "خذي هذا الكتاب من بيتي. أشعر وكأنني رأيت الله الآن".
لقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ المشاركين في عملية السطو هذه تحدثوا على أنّها كانت باهظة التكلفة، وبحسب ما ذكر الياهو حسون، رئيس جمعية المهاجرين من دمشق والذي خدم في الماضي مديراً عاماً لوزارة المواصلات الإسرائيلية أنّ: «الحديث يدور عن إحدى أهم العمليات التي شاركنا أبداً فيها» ويتابع حسون بالقول: «كلفت الكثير من المال، الكثير جداً».
هل ساهمت فرنسا بتهريب تيجان دمشق:
ذكرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك عام 2013م نقلاً عن
نور الدين اللباد "لم أستطع معرفة هل اللباد هو نفسه الشخص الذي كان موظفاً في وزارة الخارجية أم غيره"، يقول اللباد: "في العام 1990 عملت موظفاً محلياً في السفارة الفرنسية بدمشق... كنت على استعلامات القنصلية وإذا برجل ملتح أنيق يلبس بدلة سوداء رسمية وخاطبني بلغة فرنسية ممتازة سيدي أريد مقابلة السفير قلت له من حضرتك فقال أنا إبراهيم حمرا الحاخام اﻷكبر للطائفة اليهودية في سورية؛ قلت هل هناك موعد مسبق؛ قال ﻻ وإنما اﻷمر ملح وعاجل. قلت له ﻻ أملك صلاحية أن أكلم السفير ولكني سأكلم القنصل.
دخلت إلى القنصل وكلمته فأحسست بارتباكه وصعد مسرعاً لمكتب السفير وما هي إﻻ لحظات حتى نزل الاثنان بسرعة فائقة يهللون به بالأحضان وذهب الثلاثة لدار سكن السفير المحاذي للسفارة. وﻻ أعلم ما جرى..."
وفي عام 1990م كانت المحاولة الأولى لتهريب "تيجان دمشق" بمعرفة الحاخام إبراهيم حمرا؟! أي في نفس الفترة التي كان يتردد فيها الحاخام حمرا على السفارة الفرنسية بدمشق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق