السبت، 21 فبراير 2015

للبلابل فجوة حمق/ قصيدة / الشاعر/ عبد اللطيف رعري /فرنسا......

لطيبتها البلابل تسقط في كمين الارتجال
وتداوي بالشدو كسور الجناح
فتكْرى عيونها على ملمس حرير
حتى لا تشكو صرير الليالي بالا قراح
خجلا تعرق الاعشاب بندى الصباح
وتتعرى الاشواك من بطشها
امام لبلاب الصحاري
والسراب ثمل شطاح...
في همسها الجفون تشتهي دلال الاعراش
فتميل شقائق النعمان على حمرتها
لهزم بياض العيون...
كلنا البلابل في الاعالي خيمتنا
كلنا الاهالي في الحزن كربتنا...
ولنا في أحلامنا عثرة..
ولنا في أصواتنا نبرة ..
ولنا في حمقنا طفرة...
قد تضيع من أيدينا زهرة
وقد ينفث القلب آخر زفرة ..
فكلما مرّ طيف بسلام ونحن نرقبه
تمرّ باقي الاطياف
ولا آثار للنبش على الحيطان
ولا خجل تتساقط قطرات عرقه على الخدود
وكلما سقطت على الخواء نجمة
حملنا نعشا الى مثواه...
وانتظرنا خلفا يحكم المداومة ...
وكلما التوت العصا على معصمٍ
نبس دجال الكهوف للعلن
إنها حية تسعى ...
فأحرق أسوار المدينة
ورحل النهار...
مالي أرى محيا الجبال شاحبة
وأصرف زعلي على روابي الازمان
مالي أهادن صبري بالبهتان كلما
غلت ْنواقصي ..
وتنكمش فجوة حمقي وراء خجلي
وتجترني المضاضة وأنا على ناري
أسرق لليلتي قسطا من الدفء
وتجدّر فيّ الانين قابعا للأبد ...
فاحتويت حمق الآخرين قبل رشفي ريح الصباح
وأطحت فوانيس طريقي في عمق سحابة
وهشمت عكازي على أربع وقبلت
احتمال الحبو على جمر لا يخبو له احمرار
أو متدحرجا على أسفل قامتي حتى اندحاري
فربما في أي مكان هناك قصيدتي ..
فربما في أي زمان هناك مصيدتي ..
وربما هاويتي تعشق غور الاعتاب
فلا توقفها صفعة مجنون
ولا تهابها قناطر أدمت خدود ملعون
مالي لا أروم ظلي حين يتصاعد المداخن
فثم سكناك أيتها الافاعي السامة
وثمّ رصدك لفريسة حالمة بنجاتي
كلما أتاك وهم الرحيل خارج جلبابك ..
مالي لا أثيق صعود أدراجي بالتساوي
وسطح مخيالي رممته أنانيتي بشرف
ألا يسعفني الوطء على مكنوني لأريح خلقتي
من غمز العيون الهاربة ..
ألا تقودني شطارتي الى تخطي مستنقع الأعذار
وأرقد في غفوتي حتى يعود النهار من رحلته
فثم بلابل نعشقها ستزف لنا الخبر ...
++++++++++++++++++++++++++++
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا/
للبلابل فجوة حمق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق