الأحد، 7 يونيو 2015

ولادة في جدار للكاتب المسرحي والقاص عبد السادة جبار مضامين إنسانية عبر رسائل مقتضبة / قراءة محرر صحيفة ومؤسسة فنون الثقافية الفنان قاسم ناضي / اميركا ...

ولادة في جدار للكاتب المسرحي والقاص عبد السادة جبار 
مضامين إنسانية عبر رسائل مقتضبة 
في مستهل مشواره القصصي ، طرح لنا القاص والمسرحي عبد السادة جبار باقة من النصوص القصصية ضمن مجموعته الأولى التي صدرت شتاء هذا العام عن مكتبة عدنان – بغداد والتي جاءت بعنوان ( ولادة في جدار ) حيث طرح لنا الكاتب عددا ً من الرؤى الفلسفية المستقاة من رحم الحياة الواقعية الضاجة بالمواقف المختلفة ا


لية الكامنة في متن نصوصه والتي تقترب في مجملها من حوادث وأحداث مر بها الكاتب عبر مسيرة حياته الشخصية وشكلت جزء كبير منها مصدر أرق ٍ ، فهو يصور بأدواته السردية مشاهد من بانوراما الحرب عبر مشاهدها الخلفية لا في الميدان كما جرت العادة لدى العديد من الكتاب الذين تصدوا لهذه الموضوعة كما في نص ( الصديق الامريكي ) الذي يصور لنا الوجه الآخر للعلاقات التي يمكن أن تنبثق بين الامريكيين وبعض الاطراف في العراق على خلفية التعاطي معهم عبر بوابة العمل خلال فترة وجودهم في العراق ، ولم تقتصر ثيمة هذه المجموعة القصصية على الحرب بل تنوعت موضوعات النصوص متناولة قضايا أخرى إجتماعية وإنسانية برؤية واقعية معاصرة ، وتوقف الكاتب عند محطات ذاتية من محيطه الاسري ليروي لنا أحداثا ً مهمة وقعت وشكلت منعطفا ً يمكن إستخلاص العبرة منه وبناء فلسفة حياة من خلاله كما في نص ( الضفة الأخرى ) وفي معرض الحديث عن هذه المجموعة تتكشف لنا ثمة ملامح تشير الى رغبة الكاتب في إنتاج الواقع برؤية جديدة منطلقا ً من حيثيات معينة ليمنح تفاصيله أبعادا ً فلسفية موضوعية ، من خلال إثارته لبعض الاستفهامات وكشفه لتناقضات ذلك الواقع عبر ذاته وذوات أخرى مرت بمواقف مفعمة بدرامية الحدث ، وعبر نصوص مقتضبة حالو الكاتب بث رسائله المهمة كما في نص ( ولادة في جدار ) الذي يجسد إلتقاطة من شريط الذاكرة أعاد بث الموازي منها عبر لغة التصوير القصصي التي إقترب بالواقعية واتسمت بالتبسيط وهي تنقل تفاصيل تنبض بالاحداث والشخوص وتمنح الحائية إشتراطاتها البنائية عبر أسلوب رشيق وشيق يشعرنا في بعض الاحيان إننا نستمع الى حدوتة مألوفة لدينا ، وفي هذه القصة ولادة ي جدار يمرر الكاتب دعوته الى نبذ الطائفية والارتكان على المشتركات الانسانية وذلك في تعبير جميل وحبكة جيدة ولعل هذه الدعوة مهمة جدا ً في ضوء ما يشهده المجتمع العراقي من إنقسام إجتماعي حاد بعدما أفسد أهل السياسة الجدد في العراق الحياة الاجتماعية في العراق بفعل خطابهم السياسي المغلف بأبعاد طائفية كرست هذا الانقسام الذي نعاني منه الآن وهو عبر خطابه السردي يدافع عن ما بقي من قيم إنسانية بعد أن ذابت الكثير منها في دائرة الاحترابات والنزعات التي خرجت بعناوين أيديولوجية ومذهبية ، وفي تجربته الاولى في عالم القصة سرد لنا عبد السادة جبار حكايات جذبتنا بهمس لغتها الهادئة الممزوجة بأكسير الواقع وهي تمضي بالسرد لتوصلنا الى نقطة إنبثاق الجدل لتقنعنا بحقيقة الطرح الحكائي الذي إعتمد على الاختزال الجامع بين العاطفة والعقل ضمن نسيج خال من التعقيد اللفظي ومتاهات الرمز وتعدد الاصوات . 
سعد السعدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق