الخميس، 6 أغسطس 2015

صوت من سومر/ قصيدة الشاعر / عبد الجبار الفياض / العراق

صوت من سومر
المتهم رقم لا
1
سيكارتُهُ الأخيرةْ
ينفثُها التواءاتِ سنين
أُجتثُ ضرعُها
فهي يبابْ
ينفثُ رئتيْهْ
قطعاً من وطنْ
أكان شيئاً غائماً في قلب نبيّ ؟
ما ليس عداه
أنْ معهُ يُقبرْ
حروفٌ
صورٌ
شوقٌ
تتجمّدُ على شفاهِ سَكْرةِ موتْ
قبلةً
لا شئَ بعدها يُباحْ !
. . . . .
أيامٌ عاريةْ
يسترُها ثوبٌ من آل ياسرْ!
إيهٍ
يا ذا الذي
تذيبُهُ آلآمُ ليلٍ مُثقلٍ بعيونِ
تطبقُ على ما لا تُيد أنْ تراهْ
تشتري النومَ من كهف الرقيمْ
تنويمةً
على إغفاءةِ هورٍ سومريّ
يغرقُ في موْجِ جدبْ
. . . . .
منسأةُ سليمانَ النّبيّ
نهاياتُ مُلْكٍ منخورْ
بلونِ جوعٍ من يابساتِ ذي الأخوةِ والذئبْ . . .
ساعاتِ هوْلٍ
طَرْقاً
ينزعُ ثيابَهُ في غرفٍ حمراءْ
ينسجُ العنكبوتُ خوفَها مسموعاً
لصوتٍ ثملْ
السّوطُ أساسُ المُلكْ !
. . . . .
بالأمسِ
مرّ
هُنا
تتنازعُهُ أضدادٌ
كانَها عاقرَ ناقةْ
يزيحُ ما حولَهُ
بيدِ غيرِهْ
يمقتُهُ ترابٌ
جدارُ
أبوابٌ
يركلُ زمناً بحذاءٍ
هوَ هوَ
برجلِ سيدِهْ !
. . . . .
2
لأنّكَ
؟
تقرأُ سِيَرَاً
تحطّمً أصناماً
فوقَ آلامِ طينْ
تنحتُ الأيامَ
بيادقَ شطرنجْ
ملكٌ من دونِ (كش)
هي
تصنعُ آدمَ بجناحينِ
وِلدا معَهْ
قُطِعتا
والحبلَ السّرّي
بشفرةِ الرّقِ الأولْ . . .
لكنَّ أجنحةَ الفجرِ
لا تمسكُها شِباكُ ليلْ !
. . . . .
لأنّكَ
تبصقُ خوفَكَ على وجهِ شيطانٍ
يرسمُ مسجداً بلونهِ الداكنْ
بآياتٍ
تلعنُهُ حرفاً بحرفْ !
يتحسسُ القردُ عورتَهُ
لكنّهُ
يرقُصْ !
. . . . .
لأنّكَ
لا ترى
ما يراهُ رجلٌ (من القريتينِ عظيم ْ )
أودعَ مَنْ تعلقتْ عينُهُ بقفاهْ لسانَه عند حاجبِهْ
ما سألً يوماً
أينَ ؟
متى ؟
القذارةُ تُستسخُ كذلك !
. . . . .
لأنّكَ
!
باسقةٌ
لا تفعلُ
ما يفعلُهُ عبّادُ شمسْ
تنقُّ كما الضفادعِ في مستنقعْ
لا يغسلُ ثوبَهُ
خجلاً من حبلَ غسيلْ !
. . . . .
لأنّك
تتعمدُ برفضِ المصلوبين على بواباتِ
ما يرسمُهُ أطفالٌ
بكراريسِ اليومِ الآتي
أعمدةَ ضوْءٍ
تفتحُ أقفالَ ممالكِ صغارٍ
هم نحنُ
بأسماءٍ أخرى
لا رتاجَ لأبوابِ العشقْ !
. . . . .
لأنّكَ
لا تريدُ طولَكَ عَرْضَاً لسنينِ شقيٍّ
سرقَ رغيفاً
كسرَ قلماً
أغلقَ فماً
ما أنْ صمتٌ ينطقُ
لاتَ حينَ مناصْ!
. . . . .
لأنّك
تحلمُ بضفةٍ أُخرى
ليس فيها فروةُ ثعلبْ
بيوتُ
تسكنُها عُتمةْ
رصيفٌ مصبوغٌ بلونٍ أحمرْ
ميزانٌ بعينٍ واحدةْ
شُرُفاتٌ
تنظرُما تحت بعينٍ حولاءْ !
. . . . .
لأنّكَ
تلعنُ هبلَ بحضرةِ صانعِهْ
تشتري الشمسَ
بموتٍ غيرِ مُؤجَلْ . . .
لأنّكَ . .
لأنّكّ . .
رصاصةٌ واحدةْ
تكفي !
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
هو ذاك !
لكنّ رصاصَ الظّلامْ
أنّى كانْ
سينبُتُ يوماً
زهوراً
يغطي قبحَ الأرضْ
. . . من خلافْ !
. . . أضربوا عُنقهْ !
. . . رمياً بالرصاصْ !
لأنّكَ
تكونُ موتاً أحياناً
فبأيٍ تُهزم ؟
. . . . .
عبد الجبار الفياض
الجمعة31/تموز/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق