الشاعر شهاب الدين محمد التَّلَّعْفَري
بقلم- د فالح الحجية
بقلم- د فالح الحجية
هو ابو المكارم شهاب الدين أبوعبد الله محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني من مدينة (تل اعفر) وهي مدينة عراقية صغيرة تتبع لولاية الموصل فقيل له التلعفري.
ولد في مدينة ( تل اعفر ) بالموصل في الخامس عشر من جمادى الآخرة من سنة \593 هجرية – 1197 ميلادية . درس فيها وتعلم في الموصل وتلقى علومه على يد علماء الموصل وأدبائها وكان ذكيا مطلعا على أيام العرب وأخبارها وأنه توصل من خلاله إلى قلوب الملوك والأمراء وجيوبهم، وأنه بلغ مرتبة جعلته يقف أمام الملوك مادحاً بل ومنادماً حتى اصبح شاعر من شعراء العصر المملوكي فهو كان تحفة زمانه ونادرة اوانه عاش متنقلاً في حواضر الممالك الإسلامية متكسباً بشعره واشتغل بالادب ومدح الملوك والامراء والاعيان من اهل زمانه
ورحل إلى الشام واتصل بالملوك الأيوبيين ومدحهم بقصائده و منهم الملك الاشرف الايوبي ونال عطاءهم في دمشق وكان يتصف بصفات سيئة يمقتها المجتمع منها شربه الخمر حيث اتلف أمواله في حانات الخمرو مجالس القمر وفي ذلك يقول :
أقلعت إلا من العقـــــــــار وتبت إلا من القمار
فالكأس والقمر ليس يخلو منها يميني ولا شمالي
ويقال أن الملك الاشرف قد ضجر منه ومن سلوكه المنحرف وطلب منه السير في الطريق السوي ولكن دون جدوى فبقي في مجونه فطرده الملك وانتقل إلى حلب واتصل بملكها الناصر يوسف بن محمد بن غازي ونصحه هو الآخر فلم يرتدع . .
فهو شاعر كبير من شعراء القرن السابع الهجري، عمر طويلاً، وطوف في حواضر العالم الإسلامي في زمانه، والوصف الذي وصلنا لديوانه لا يتوافق مع ما بين أيدينا لا من حيث الكم ولا من حيث النوع، فقد ذكروا أنه كان مداحاً، ومع ذلك لا نجد له من المدح إلا القليل جداً بالنسبة لما وصلنا من مجموع شعره الباقي، وبالنسبة لعمره الطويل الذي أمضاه في ظلال الملوك الأيوبيين وغيرهم،
يتسم شعره بالسهولة المتناهية والعذوبة ، ولا ينال من هذا الرأي أن صاحبه سلك فيه مسلك شعراء عصره. فتأثر في بعض أشعاره بالاتجاه العام السائد في عصره من نزعة استخدام الصناعات البدیعیة کالجناس والطباق والاقتباس، الا انه لم یُغرق فيها كثيرا وخاصة التوریة ، فطبعه السلیم أبعده عن الإسراف .لكنه تاثر بالأنماط الشعرية التي غزت ذلك العصر، وأثقلت كاهل القصيدة بالزخارف اللفظية والمحسنات البديعية لاحظ قوله وما فيه من الطباق:
كان عهدي بالخمر وهي حرام
فبما ذا صارت المسك حرام
أنا قصدي تقبيله إرشـــــــــــادا
كان رشفي رضابه او ضلالا
حار مني في شرح حاليه فكري
كيف يسطو ليثا ويعطو غزالا
إن أطعت الغرام فيه فانــــــــي
قد عصيت اللوام والعــــــذالا
ومن الجناس في شعره هذين البيتين :
أنت خــال ممـا قاسيه قلبــي
من غرير له على الخد خال
كلما عز زاد في ذلي وحالت
لي فيه مع الزمـــان الــحال
: ومن اقتباس مصطلحات الحديث قوله
ولد في مدينة ( تل اعفر ) بالموصل في الخامس عشر من جمادى الآخرة من سنة \593 هجرية – 1197 ميلادية . درس فيها وتعلم في الموصل وتلقى علومه على يد علماء الموصل وأدبائها وكان ذكيا مطلعا على أيام العرب وأخبارها وأنه توصل من خلاله إلى قلوب الملوك والأمراء وجيوبهم، وأنه بلغ مرتبة جعلته يقف أمام الملوك مادحاً بل ومنادماً حتى اصبح شاعر من شعراء العصر المملوكي فهو كان تحفة زمانه ونادرة اوانه عاش متنقلاً في حواضر الممالك الإسلامية متكسباً بشعره واشتغل بالادب ومدح الملوك والامراء والاعيان من اهل زمانه
ورحل إلى الشام واتصل بالملوك الأيوبيين ومدحهم بقصائده و منهم الملك الاشرف الايوبي ونال عطاءهم في دمشق وكان يتصف بصفات سيئة يمقتها المجتمع منها شربه الخمر حيث اتلف أمواله في حانات الخمرو مجالس القمر وفي ذلك يقول :
أقلعت إلا من العقـــــــــار وتبت إلا من القمار
فالكأس والقمر ليس يخلو منها يميني ولا شمالي
ويقال أن الملك الاشرف قد ضجر منه ومن سلوكه المنحرف وطلب منه السير في الطريق السوي ولكن دون جدوى فبقي في مجونه فطرده الملك وانتقل إلى حلب واتصل بملكها الناصر يوسف بن محمد بن غازي ونصحه هو الآخر فلم يرتدع . .
فهو شاعر كبير من شعراء القرن السابع الهجري، عمر طويلاً، وطوف في حواضر العالم الإسلامي في زمانه، والوصف الذي وصلنا لديوانه لا يتوافق مع ما بين أيدينا لا من حيث الكم ولا من حيث النوع، فقد ذكروا أنه كان مداحاً، ومع ذلك لا نجد له من المدح إلا القليل جداً بالنسبة لما وصلنا من مجموع شعره الباقي، وبالنسبة لعمره الطويل الذي أمضاه في ظلال الملوك الأيوبيين وغيرهم،
يتسم شعره بالسهولة المتناهية والعذوبة ، ولا ينال من هذا الرأي أن صاحبه سلك فيه مسلك شعراء عصره. فتأثر في بعض أشعاره بالاتجاه العام السائد في عصره من نزعة استخدام الصناعات البدیعیة کالجناس والطباق والاقتباس، الا انه لم یُغرق فيها كثيرا وخاصة التوریة ، فطبعه السلیم أبعده عن الإسراف .لكنه تاثر بالأنماط الشعرية التي غزت ذلك العصر، وأثقلت كاهل القصيدة بالزخارف اللفظية والمحسنات البديعية لاحظ قوله وما فيه من الطباق:
كان عهدي بالخمر وهي حرام
فبما ذا صارت المسك حرام
أنا قصدي تقبيله إرشـــــــــــادا
كان رشفي رضابه او ضلالا
حار مني في شرح حاليه فكري
كيف يسطو ليثا ويعطو غزالا
إن أطعت الغرام فيه فانــــــــي
قد عصيت اللوام والعــــــذالا
ومن الجناس في شعره هذين البيتين :
أنت خــال ممـا قاسيه قلبــي
من غرير له على الخد خال
كلما عز زاد في ذلي وحالت
لي فيه مع الزمـــان الــحال
: ومن اقتباس مصطلحات الحديث قوله
وانقل أسانيد الهوى عن أضلعي
فحديث أهل العشق أنت امينه
اعد الحديث عن الحبيب مكررا
أخباره فالصب هذا دينـــــــــه
ولقد هجاه الشاعر شرف الدين سليمان بن بنيمان الاربلي في مجلس الملك الناصر وطلب منه الملك الناصر بعدم اللعب مع الشاعر والا تقطع يده ،وعندها غادر الشاعر حلب بعد قطع المعونة عنه من الملك الناصر وذهب يستجدي المال من ديار الشام ومصر .واستقر به المطاف أخيرا في حماة عند الملك المنصور محمد بعدما يئس من الأصدقاء وقد تاب الى الله تعالى ومن شعره يذكر الاخرة :
من قـــــال بانــــــي يوم القيامة اخسر؟
وأننــي بذنــوبــــــي إلى جهنــم احشر ؟
مر يا جهول ودعني أنا بربــــي اخبــــر
فحديث أهل العشق أنت امينه
اعد الحديث عن الحبيب مكررا
أخباره فالصب هذا دينـــــــــه
ولقد هجاه الشاعر شرف الدين سليمان بن بنيمان الاربلي في مجلس الملك الناصر وطلب منه الملك الناصر بعدم اللعب مع الشاعر والا تقطع يده ،وعندها غادر الشاعر حلب بعد قطع المعونة عنه من الملك الناصر وذهب يستجدي المال من ديار الشام ومصر .واستقر به المطاف أخيرا في حماة عند الملك المنصور محمد بعدما يئس من الأصدقاء وقد تاب الى الله تعالى ومن شعره يذكر الاخرة :
من قـــــال بانــــــي يوم القيامة اخسر؟
وأننــي بذنــوبــــــي إلى جهنــم احشر ؟
مر يا جهول ودعني أنا بربــــي اخبــــر
ويقال انه ندم في أواخر أيامه على أفعاله. و انه انشد قبيل
وفاته هذه الأبيات :
إذا أمسى فراشي من تراب
وبت مجاور الــرب الـرحــيم
فهنوني إخـلائي وقولـــــوا
لك البشرى قدمت على رحيم
وفاته هذه الأبيات :
إذا أمسى فراشي من تراب
وبت مجاور الــرب الـرحــيم
فهنوني إخـلائي وقولـــــوا
لك البشرى قدمت على رحيم
وقيل قبیل وفاته وکان في حماة عند ملکها المنصور الثاني سيف
الدين محمد فقال فيها :
الدين محمد فقال فيها :
أحَماةُ إنّ عهودَ أهلِکِ أُحکِمتْ
أسبابُها عندي، فلیست تُنقَصُ
لکنّما أزِفَ الرحیلُ وها أنا
والعِیسُ تُحدَی مُنشِدٌ ومُعرِّضُ
أرضٌ أروحُ بغیرِها مُتعوِّضاً
أتُری تَری عیني بمن تَتَعوَّضُ
يقول عن نفسه :
((ولدت سنة 593للهجرة.. في الموصل كانت ولادتي.. فمنها ذاع صيتي .. في الشعر, والخمر, والقمر. تميزت بالإطالة في شعري.. وقيل أنني لأيام وأخبار العرب حَسِنَةٌ معرفتي.
فطرقت أبواب الشعر المختلفة.. وأبدعت في دواني المؤلفة.. فقلت في المدح, بالموشح المشرقي المستحدث.. وفي الغزل, للحب والعشق وأخذ العبر.. ولم أهمل الخمر, فهو لي اللذة والأنس.. وفي القمار, ضاع مالي.. حتى أنني قامرت على نعالي.. وفي وصف الطبيعة , تدرجت بالمراحل الثلاثة.. ففي بداياتي اتجهت منهج القدماء.. ثم طورت نفسي إلى الجديد من المعاني.. وأخيرا نحوت منهجي الذاتي .. بوصف واقعي للطبيعة الساحرة , والجمال الأخاذ.
أما حياتي .. فكانت متنقلة بين البلدان.. فمن العراق ظهرت.. وبالملك الأشرف موسى التقيت .. وبسبب القمار طردت.. فقصدت حلب.. ومدحت العزيز.. حتى أجزل إليّ العطايا.. وبسبب إدماني على القمار .. أخذ الملك ينادي: (من قامر مع التلعفري قطعنا يده).
فضاقت علي الأرض بما رحبت.. فلملمت حاجاتي وخرجت.. إلى دمشق رحلت.. ومنها إلى القاهرة زرت.. ولكنها لم ترق لي.. فعدت من حيث أتيت.. إلى دمشق, أستجدي من شعري .. والقمار من عادتي.. وحمَاة نهاية رحلتي.. وبالملك المنصور الثاني كانت آخر صلتي.... ولي من العمر 82 سنة.
ها أنتم عرفتم حكايتي..وأغراض شعري.. ولكنني نسيت أن أعرفكم بنفسي.. فأنا الشاعر الأيوبي المملوكي..(أبو المكارم, شهاب الدين محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني)).
توفي الشاعر ابو المكارم شهاب الدين محمد بن يوسف الشيباني التلعفري سنة \675 هجرية – 1277ميلادية.
التلعفري شاعر رقیق أکثرُ شعره الغزلُ والنسیب والمدح والخمر ووصف الطبیعة، وله مدیح ووصف. وله أیضاً موشّحات، وهو شاعر وجداني مطبوع ، ویمیل إلی السهولة في شعره، بل إن فرقاً كبيرا بين أدائه وأداء أبناء جيله، بحيث نرى في استخدامه للزخارف اللغوية اقل من الشعراء الذين تهالكوا على الإكثار من هذه الزخارف بحيث أصبحت غاية ولا وسيلة، وهو ما يميز التلعفري عن كثير منهم. ومن شعره الغزلي يقول :
لولا بروقٌ بالعقیقِ تلوحُ
تغدو علی عَذَباتِه وتروحُ
ما زادَ قلبي لوعةً کلا ولا أدمی
خدودي دمعيَ المسفوحُ
حكم الصّبا، حتّامَ یُذکّرُني الصِّبا
منها نسیمٌ کالعبیرِ یفوحُ؟
خطرتْ، وقد أهدی لنا منها الشَّذا
غارُ الغُویرِ ورندُه والشِّیحُ
یا أهلَ وُدّي یومَ کاظمةٍ
أما عن وصلِکم صبري الجمیلُ قبیحُ
ِرْتُم وأَسررْتُم بقلبي مهجةً
أودی بها التقریحُ والتبریحُ
أطمعتُموني في الوصلِ ولیس لي
إلّا صدودٌ منکمُ ونزوحُ
هذي الجفونُ ،وإنّما أین الکَّری
منها؟ وهذا الجسمُ،أین الروحُ؟
وقيل أن كثيراً من قصائد المدح له يصلنا إلا مقدماتها الغزلية ولعل مرد ذلك إلى النساخ الذين جمعوا الديوان أو إلى الظروف التي عاشها الشاعر مع ممدوحيه، والتي كانت تنتهي بما لا يرضيه على الأغلب. و لعل عدم استقرار الشاعر في مكان كان أحد الأسباب في ضياع شعره، فقد كان كثير التحوال ويبدو أنه لم يكن يعنى كثيراً بجمع شعره رغم ما ذكر من أنه كان راوية له، وإلا فما السبب في ضياع شعره الذي نعت بالغزارة من قبل كثير من مؤرخيه؟ ومع ذلك يبقى شعره هو الأثر الوحيد الذي وصلنا عنه، مع أن افتراض أن يكون قد أقدم على شيء من التـأليف لا يجانف الحقيقة.
يتميز شعره بسهولة متناهية ولا تخلو من عذوبة رائعة الا ان اغلب قصائده غلب عليها المحسنات اللفظية التي انتشرت في وقته حاله حال شعراء عصره ولا يغير هذا الرأي من أنه سلك فيه مسلك شعراء عصره. وتأثر بالأنماط الشعرية التي ظهرت ذلك العصر وكانت سمة من سماته .
نـهاري كله قلق وفكــــــــــــر
وليـلـــي كلـه ارق وذكـــــر
تقسمني الهوى كمدا وحــزنا
فأمرهما لحتفـــــــي مستمر
فقم نخطب عروسا بنت كــرم
لها الأموال الألبـــاب مـــهر
عجوز قد أسنــت وهي بكــــر
ومن عجب عجوز وهي بكر
مفرحــــة يفـــر الــهم منـــها
فليــــس يضـمها والهم صدر
إذا برزتْ وجنحُ اللیلِ داجٍ
تبلَّجَ من سَناها فیه فجرُ
غَنیْتُ بکأسِها وبها،ولِمْ لا؟
ومن هذین لي وَرِقٌ وتِبرُ
یطوفُ بها علینا بدرٌ
تَمَّ منیرٌ عمرُه خمسٌ وعشرُ
لنا بکؤوسِه وبُمقلتَیْه
کما حکمَ الهوی سَکَرٌ وسُکْر
نَرُدُّ بها إلیه، وهي بیضٌ
ویأخذُها إلینا وهي حُمْرُ
أسبابُها عندي، فلیست تُنقَصُ
لکنّما أزِفَ الرحیلُ وها أنا
والعِیسُ تُحدَی مُنشِدٌ ومُعرِّضُ
أرضٌ أروحُ بغیرِها مُتعوِّضاً
أتُری تَری عیني بمن تَتَعوَّضُ
يقول عن نفسه :
((ولدت سنة 593للهجرة.. في الموصل كانت ولادتي.. فمنها ذاع صيتي .. في الشعر, والخمر, والقمر. تميزت بالإطالة في شعري.. وقيل أنني لأيام وأخبار العرب حَسِنَةٌ معرفتي.
فطرقت أبواب الشعر المختلفة.. وأبدعت في دواني المؤلفة.. فقلت في المدح, بالموشح المشرقي المستحدث.. وفي الغزل, للحب والعشق وأخذ العبر.. ولم أهمل الخمر, فهو لي اللذة والأنس.. وفي القمار, ضاع مالي.. حتى أنني قامرت على نعالي.. وفي وصف الطبيعة , تدرجت بالمراحل الثلاثة.. ففي بداياتي اتجهت منهج القدماء.. ثم طورت نفسي إلى الجديد من المعاني.. وأخيرا نحوت منهجي الذاتي .. بوصف واقعي للطبيعة الساحرة , والجمال الأخاذ.
أما حياتي .. فكانت متنقلة بين البلدان.. فمن العراق ظهرت.. وبالملك الأشرف موسى التقيت .. وبسبب القمار طردت.. فقصدت حلب.. ومدحت العزيز.. حتى أجزل إليّ العطايا.. وبسبب إدماني على القمار .. أخذ الملك ينادي: (من قامر مع التلعفري قطعنا يده).
فضاقت علي الأرض بما رحبت.. فلملمت حاجاتي وخرجت.. إلى دمشق رحلت.. ومنها إلى القاهرة زرت.. ولكنها لم ترق لي.. فعدت من حيث أتيت.. إلى دمشق, أستجدي من شعري .. والقمار من عادتي.. وحمَاة نهاية رحلتي.. وبالملك المنصور الثاني كانت آخر صلتي.... ولي من العمر 82 سنة.
ها أنتم عرفتم حكايتي..وأغراض شعري.. ولكنني نسيت أن أعرفكم بنفسي.. فأنا الشاعر الأيوبي المملوكي..(أبو المكارم, شهاب الدين محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني)).
توفي الشاعر ابو المكارم شهاب الدين محمد بن يوسف الشيباني التلعفري سنة \675 هجرية – 1277ميلادية.
التلعفري شاعر رقیق أکثرُ شعره الغزلُ والنسیب والمدح والخمر ووصف الطبیعة، وله مدیح ووصف. وله أیضاً موشّحات، وهو شاعر وجداني مطبوع ، ویمیل إلی السهولة في شعره، بل إن فرقاً كبيرا بين أدائه وأداء أبناء جيله، بحيث نرى في استخدامه للزخارف اللغوية اقل من الشعراء الذين تهالكوا على الإكثار من هذه الزخارف بحيث أصبحت غاية ولا وسيلة، وهو ما يميز التلعفري عن كثير منهم. ومن شعره الغزلي يقول :
لولا بروقٌ بالعقیقِ تلوحُ
تغدو علی عَذَباتِه وتروحُ
ما زادَ قلبي لوعةً کلا ولا أدمی
خدودي دمعيَ المسفوحُ
حكم الصّبا، حتّامَ یُذکّرُني الصِّبا
منها نسیمٌ کالعبیرِ یفوحُ؟
خطرتْ، وقد أهدی لنا منها الشَّذا
غارُ الغُویرِ ورندُه والشِّیحُ
یا أهلَ وُدّي یومَ کاظمةٍ
أما عن وصلِکم صبري الجمیلُ قبیحُ
ِرْتُم وأَسررْتُم بقلبي مهجةً
أودی بها التقریحُ والتبریحُ
أطمعتُموني في الوصلِ ولیس لي
إلّا صدودٌ منکمُ ونزوحُ
هذي الجفونُ ،وإنّما أین الکَّری
منها؟ وهذا الجسمُ،أین الروحُ؟
وقيل أن كثيراً من قصائد المدح له يصلنا إلا مقدماتها الغزلية ولعل مرد ذلك إلى النساخ الذين جمعوا الديوان أو إلى الظروف التي عاشها الشاعر مع ممدوحيه، والتي كانت تنتهي بما لا يرضيه على الأغلب. و لعل عدم استقرار الشاعر في مكان كان أحد الأسباب في ضياع شعره، فقد كان كثير التحوال ويبدو أنه لم يكن يعنى كثيراً بجمع شعره رغم ما ذكر من أنه كان راوية له، وإلا فما السبب في ضياع شعره الذي نعت بالغزارة من قبل كثير من مؤرخيه؟ ومع ذلك يبقى شعره هو الأثر الوحيد الذي وصلنا عنه، مع أن افتراض أن يكون قد أقدم على شيء من التـأليف لا يجانف الحقيقة.
يتميز شعره بسهولة متناهية ولا تخلو من عذوبة رائعة الا ان اغلب قصائده غلب عليها المحسنات اللفظية التي انتشرت في وقته حاله حال شعراء عصره ولا يغير هذا الرأي من أنه سلك فيه مسلك شعراء عصره. وتأثر بالأنماط الشعرية التي ظهرت ذلك العصر وكانت سمة من سماته .
نـهاري كله قلق وفكــــــــــــر
وليـلـــي كلـه ارق وذكـــــر
تقسمني الهوى كمدا وحــزنا
فأمرهما لحتفـــــــي مستمر
فقم نخطب عروسا بنت كــرم
لها الأموال الألبـــاب مـــهر
عجوز قد أسنــت وهي بكــــر
ومن عجب عجوز وهي بكر
مفرحــــة يفـــر الــهم منـــها
فليــــس يضـمها والهم صدر
إذا برزتْ وجنحُ اللیلِ داجٍ
تبلَّجَ من سَناها فیه فجرُ
غَنیْتُ بکأسِها وبها،ولِمْ لا؟
ومن هذین لي وَرِقٌ وتِبرُ
یطوفُ بها علینا بدرٌ
تَمَّ منیرٌ عمرُه خمسٌ وعشرُ
لنا بکؤوسِه وبُمقلتَیْه
کما حکمَ الهوی سَکَرٌ وسُکْر
نَرُدُّ بها إلیه، وهي بیضٌ
ویأخذُها إلینا وهي حُمْرُ
امير البيان العربي
د. فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى بلدروز
د. فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى بلدروز
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق