الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

على كل الموائد ـــــــــــــــــــــ قصة قصيرة للأديب / محمد شعبان / مص رالمحروسة ....


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوما بعد يوم تكشف لي المواقف أن تحت أردية الملائكة وأقنعة البراءة التي يصطنعونها حفنةً من الأوباشِ ليس أقل، وطوبى لهاتيك الأزمات التي تُعرِّي أصحاب المبادئ المطاطة وتخرج أضغانهم .. حاولت مرارا أن أُمنطقَ كل تصرفاتهم، وفي النهاية لا يصلني سوى استنتاج واحد : ( كم من امرئ يسعى بوجهِ إنسانٍ وقلبِ مستذئبٍ ) .. صحيح .. وبالنهاية لا أجد بدًّا من مصافحة تلك الذمم الموصومة بالخسة .. ( وْوْوْوْوْ ) وَلا أدري لماذا ؟؟! .. تمهلْ تمهلْ .. سوف لن أطيلَ المقدمات .. أعلم أنكَ اعتدتَ المباشرةَ ... تُوفي صاحب المؤسسة التي أعمل بها (سكرتيرا) للمدير قريبًا، والشركة كلها الآن بين براثننا نلوكها لحين تدخُّل ( المجلس الحسبي) وتقسيم الميراث .. وأول خطوة اعتمدناها هي تنقيةُ الصفِّ ( هههههههه) أقصد مَنْ في صَفِّنا نحن ... اليومَ حضرتْ الأستاذة ( عفاف ) متأخرةً دقيقة ًعن موعدِ الحضورِ ، ولأنها ليست معنا على الخط ـ وأظنك تعرف ما معنى الخط هنا ؟ـ !! استحقَّت أول ( لفت نظر ) لها ـ رغم أن ذلك لم يحدث لها أيام المرحوم ـ ، لكن مديرنا الهمام ابنَ أخي المرحوم وزوج ابنته الكبرى يريد أن يجسَّ نبضها تجاه أمر ما سأحكيه لك .. ودعني أهمسْ لك قبْلًا : إنه وزوجته ابنة المرحوم يخططان للاستحواذ على الشركة ليظفرا بنصيب الأسد ، وربما يصل الأمر لتزوير بعض الأوراق لإثبات ملكيتهما للشركة بيعًا وشراءً من المرحوم، وطبعًا أنا سينالني من الحُبِّ جانبا، فأنا مُغَطٍ على كثير من عكّهِما، ولولاي لكانت فضائحهما بجلاجل في الشركة وخارجها لدى العائلة .. المهم .. لا أخفيك سِرًّا ( عفاف ) تمثل أمامنا عقبةً راسخة لأنها كانت ( سكرتيرة ) المرحوم ( رئيس مجلس الإدارة ) الخاااااصة .. ( هاا ) ؟! .. هل تعرف ما معنى هذا ؟ . أن في يدها الكثير من خيوط اللعبة وينبغي أن تكون معنا، وإلا كانت مِقصلة لرقاب الكبار قبل الصغار .. ( أَمْمْمْمْمْ ) .. مُتيقن أنها لن ترفض .. تسكنُ بالإيجار ، وتعول أباها القعيد وأمَّها المسنة وأخوين بالجامعة وأختا مخطوبة، وتحتاج إلى خَزْنةِ فلوس شهريًّا .. لا أظنها تغامر بالرفض .. 
الآن هي بالداخل عند المدير ، وببعض من الترهيب وكثير من الترغيب ستلين قناتها ... وأمَّا الأستاذ ( قابيل ) ... ( هييييييييه ) ... وما أدراك ما الأستاذ ( قابيل ) ! ... يجلس أمام مكتبي منذ نصف ساعة ينتظر خروجها لنطمئن كيف ستسير الأمور ؟! ... المدير استدعي ( قابيل ) بعد دخول (عفاف ) بعشردقائق تقريبا وطلب مني ألا أدخله قبل أن يأمر ...( آاه ) .. قبلَ أن أنسى .. دقيقةً أحدّثْك عن ( قابيل) .. كنتَ تحبُّ أن تضحك على منظره في بداية أيامه بالشركة ..رَبِكٌ ولَخْمَة، كان كل صباح يلح على (عم حسين) الفرَّاش كي يدعو له بأن يمر اليوم بسلام بدون أخطاء، أما الآن فهو ( جوكر ) المؤسسة، وأحد أقوى أذرع المدير الأخطبوطية المتوغلة في كل مفاصل المؤسسة، لديه لكل مأزق مخرجٌ قانوني محبوك ومانع، وبالمناسبة ( قابيل) ليس اسمه ، بل اسم جده .. شخصية غريبة التركيب .. لحية ٌعلى ذِمَّةٍ تأكل مالَ النبي .. فقط شمِّمْه رائحة الفلوس ستجدْه كلبًا ولقِيَ عظمة ً، سيجري لك بالأميال خلف ما تريد وينْفِذه لك مهما يكن ... لكن ( عفاف ) تأخرت كثيرًا .. يبدو أن في الأمر شيئا .. ( أَوْوْوْ) ربما رفضت عرض المدير، فأخرجها من الباب الخاص به خوفا من ( أَأَأَأَأَ ) .. انتظرْ انتظرْ .. المدير يستدعينا .. سندخل له .... ( هااا ) !! ما هذا ؟؟! ( عفاف ) تجلس على المكتب، والمدير واقف يقول :ـ السيدة ( عفاف ) يا أساتذة زوجة المرحوم وكتب لها ستين بالمائة من أسهم الشركة ، ولها حق الإدارة من الآن ...
( ههههههه ) ألم أقلْ لكَ ؟! ... لكن ( مْمْمْ ) مَا باليد حيلة، سأتعامل مع النظام الجديد ... لا تقلقْ عليَّ ... سلامٌ الآنَ لأُرحّبَ بالإدارةِ الجديدةِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق