الخميس، 15 أكتوبر 2015

مؤسسة فنون الثقافية العربية في شام الجمال /ذاكرة للبيع/ قصيدة الشاعرة / ا. جميلة الصالح / سوريا ....

ذاكرة للبيع
أنا امرأة من طين وحب
جدران بيتي كلها من حب
ستائر نوافذي زينتها بالحب
وفراشتي في كحل جنحها يضيع الحب
أأنا في حلمي وحدي أضيع ؟
أم صراخ باطل حولي رضيع؟
أقفرت أسواقنا من كل بيع!
لاهدايا العيد خلف ذاك الجام ترتسم
لاحكايات الدمى للطفل تبتسم
لا ثياب الطيف تدعونا إليها بابتهاج
أين تلك الحلوى بائعها يصيح؟
لذيذة من يشتري ويستريح؟
أين من يسقينا تمره وسوسه وسط الزحام؟
يراقص كؤوسه وعيوننا تراقبه بابتسام؟
أين الصبايا والشباب اليانعين؟
أين مواكبنا للصبح ذاهبين؟
أقفرت أسواقنا من كل بيع
إلا بيع الموت و البارود و النار
إلا بيع النوح و العويل و الدمار
إلا بيع النفس و الضمير بافتخار
ذاكرتي تؤلمني
ذاكرتي للبيع
من يشتري ذاكرة للحرب
من يبيعني ذاكرة من حب
من يخمد النار التي في الدرب
من يسكت ذاك العويل هناك
هناك خلف الباب
ذئب يحرس باب الليل
مخالبه يئن منها السيل
ويفترس كل ثقوب الصبح
ويبدل بكل فرح نوح
لم أعد أر ى القمر و لا النجوم
لم أعد أسمع سوى نعيب البوم
ضوءها شقائق النعمان
رمانها تطحنه رحى من النسيان
ذاكرتي للبيع
أريد ذاكرتي القديمة
بلا حضارة الموت العقيمة
بلا إنسانية الإنسان السقيمة
أريد ذاكرتي يوم الشباب
أعيدوني إلى ذاك الغياب
غياب ليس فيه إلا الحب
أريد ذاكرة الطفولة
ودميتي صنعتها من خشب
وظفيرة نسجتها من قصب
سرقت وشاح أمي بلون الذهب
جعلته لدميتي أجمل ثوب
ذاكرتي معكم للبيع
ذاكرتي الآن للبيع
من يشتريها؟
أريد ذاكرة من جنون
وأطلقوا علي ما شئتم
معتوهة جاهلة رضيت أن أكون
لم يعد يهمني ما تزعمون
لم يعد يرعبني ما تجرمون
عقولكم لكم كما تدعون
دعوا ذاكرتي من جنون
سموني ما شئتم أكون
فلن أكون إلا ما شئت أكون
إنسانة في حضارة الدمى والجنون
وفراشتي ونورها للحب كانت وتكون
جميلة الصالح.

هناك تعليق واحد:

  1. أكون او لا اكون ومن عطرك يكون شذى الجنون والعشق الغير المعقول وقد تبعثرت اوراق السلام في ايدي سراق الأمان من عيون كل انسان للاوطان لا يخون

    ردحذف