الأحد، 11 أكتوبر 2015

روائع السمو/ نص من رواية الشاعرة / جليلة مفتوح / المغرب ....

روائع السمو
نغمض الأعين ونبتسم بعذوبة السمو,فقد تعود بعضنا جميل المحبة وروائع الغفران راسخ الجذور ...أدمن الزرع وترك الحصاد لغيره بحكم نقائه وإعجابه بحكايا الملائكة والمبشرين وخلود الجمال. لكنه إنسان ...وكثيرا ما يحتاج تفسيرا لا ينطق بسؤال ليجده ولو ليجلده بخبثه فيرتاح. يعرف فقط أنه يضيع لعظمة روحانيته وكبريائه .
ترص الكلمات وهي عليمة أنها ستنفضها كوساوس رجيمة بمجرد التحرك من مكانها ,وقليل منها فقط سينضم لرواسبها إثراء لعزة المقاومة فيها :
_ ( ما هذا الأمل الذي يفقد وعيه؟
أتعذب لأني أصدق ما لا يصدق حين أريد..أتلوى ألما لأنهم يحبونني بجنون ولا أريدهم... أتمزق وجعا لأني متطلبة في الحب حد الكمال وصعبة الإحساس بالسعادة. أتلاشى أسى من هذه المفارقة الغريبة بين الحياة العادية المملة التي نحياها وبين التي في خيالي.
ادركت دوما ألا احد يبقى إلا بحسب حاجته إلينا ,فكلهم في نهاية المطاف راحلون بلا عودة إلا حين تعثر أو سقوط. وحين يقيلك الأهل من مسؤولياتك اتجاههم بكل العلل التافهة من نضجهم لانشغالاتهم إلا لضرورة قصوى ,فمعناها حل الإستغناء وآن أوان الإستقالة الكريمة قبل الطرد التعسفي من ميدان اخضر بجميل العمر...وحين يخطب فينا الخطب الكاملة والبتراء أثناء الغياب والتغيب تحت ظلال العشق بكل ملابسات الظروف وحكم التعقل وقوافي البرود المغلف بأجوف الحروف ...فمعناها أن الاستغناء وارد أو حل بكل جبروته .
ميزت السماء بعضنا بهوس العطاء تيمنا بالأرض ,وينسى الكثيرون أن الأرض تختلف من دغل يأوي وحش الغاب لأخرى تحضرت للإنسان و الأخيرة لا تعطي الكثير الأجود إن لم تزرع وتسقى ويسهر على حراستها بالتعرض مرات لأخطار الطبيعة والأعداء من الكائنات الأخرى ومن بني البشر.
لا أحب هذا الذي نسميه حبا حين يحولنا إلى معتوهين, مهما كان مفهوم هذا الحب و عنوانه من أسري بشموليته لعشق ,فالرقي كله حين نقدر شخصا ما لدرجة نتوجه ملكا،لكن يجب ألا ننسى أن البيعة نفسها هي اختيار قد يكون مؤقتا في حالة امتلكنا رغد الاختيار, فإن تغيروا تغيرنا وانقلبنا...نحن من نصنع الطغاة ونحن من ننزلهم عن عروشهم. لا أحد غيرنا قادر على صنع التاريخ بالمآسي و والمعجزات. في ضعفنا نحتاج كل أشباح الغيب وكل أنواع الآلهة كي نستمر بالتنفس إدمانا للحياة ،وفي أقصى قوتنا يكفر غالبيتنا بأي وجود آخر غير ذواتهم.
أمقت طحن الأوهام وعجن خلطات الوجع... أعجب بذاكرتي حين لا تحمل إلا زبدا رغم كل ندوب صوارم الزمن بأوردتي ...و أكره الزلازل التي تجرف أعماقي وتغادرني حاملة معها كل أعمدتي وأوتادي ورواسبي.
فلا يمكنني التنفس أبدا في أرض الموت!
والأدهى.....أني لا أتغير ولا أقبل أية مساومة )_.
_ من روايتي _
جليلة مفتوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق