( دراستي عن ق.ق.ج بعنوان/ صمت القبور للاديبة السورية مرشدة جاويش )
ق.ق.ج
صمت القبور
صمت القبور
لديها هاجس حزين
كيف ستزور أمواتها للمرة الأولى
كانت ترتعش وتفيض وجلاً
من الصمت المحيط .
هذا ماخيّل إليها وهي تهم بالدخول إلى المقبرة
حين عادت........
كانت تبتسم.....
فقد وجدت الأموات جميعهم يضحكون.....??!!!
قصة : مرشدة جاويش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتتتت
ـ الدراسة :
للوهلة الاولى بعد التعرف على عنوان القصة ، يراود القاريء الشكوك في صوابية اختيار الكاتبة لعنوان نصها القصصي
فهو تقليدي ،ضعيف الدلالة
يفتقد لأية خصيصة من الخصائص الفنية التي تتطلبها ( العتبة ) باعتبارها
المدخل ( او كما اسميها انا المفتاح ) لفهم النص ، فالصمت سمة غير غريبة عن للقبور ، بل ملازمة لها
تلازما بدهياً تطابقي الاشارة، لاإشتغال إبداعي على خلق او اضافة مقاربة مبتكرة بينهما ، فكلا المفردتين المضاف ( صمت )
والمضاف اليه ( القبور ) يدلان ويشيران الى ( الانقطاع والتوقف الحركي ) ،
فالصمت / موت الصوت آنياً او ابدياً ، انقطاع وتوقف ميكانيكية
حدوثه ( اهتزاز الحبال الصوتية داخل الحنجرة البشرية المنتجة له، وتوقف اهتزاز
ذرات الوسط المادي الناقل له ، كذلك توقف حركة التركيبات العظمية ، والنشاط
العصبي لأذن الشخص المستلمة له ، والموت بدوره هو توقف وانقطاع الحياة بتوقف
وانقطاع اسباب وجودها داخل / خارج الجسم الحي ، ولما كنت اتعامل مع النصوص وفق
منهجية ( مايقول النص لا من يقوله ) فقد لجأت الى تأجيل الحكم النهائي على صائبية / لاصائبية
اختيار ذلك العنوان الى مابعد الانتهاء من دراسة النص ( اجلت كذلك تحديد جنسه الادبي ) ، الذي اعتمد
الحكائية الخطابية ، على لسان راوٍ لعب دوراً مزدوجاً : فهو مخرج و سينارست ينسج
ببنية وقتية متداخلة (ستزور / ز. مستقبل قريب ، كانت / ماضٍ ، ترتعش ، تفيض / ز. حاضران انيان ، خيل / ماضٍ مجهول
.../ تهمُّ / ز. حاضر اني ، عادت ، / ماض ، كانت / ماض ، تبتسم / ز . حاضر اني ، وجدت / ماضٍ
./ يضحكون / ز. حاضراني، انيان ) ، لتكون ظرفاً زمانياً (مشوهاً ) لمجرى سير ألحدث / الفعل الدرامي
أحادية الفاعل ( بطلة الحكاية الشبحية الملامح ) ، متصاعدة بإيقاع حركي سريع ( الانتقالات والتبدلات الصورية للحدث )
، لتبلغ غايةً ( نهاية ) مصاغةً بمهارة ( شعر / قصيّة ) عالية . وبإيحائية (شعورية / عقلية ) عميقة المعنى والقصد . مما مثل
( ضربة فنية ) ، فاجأت المتلقي ، واخرجته من حالة التشكيك بمقبولية العنوان وضعفه فنياً ، وجعلته يقف طويلاً امام شدة ذكاء
و عمق احترافية الصنعة القصصية ،اللذين تتمتع بهما المؤلفة، وجعلاها ( تفصل ) العنوان تفصيلا على مقاس الاثر ( الفكر / شعوري )
الذي ستخلفه ضربة القصة الفنية في المتلقي ، فالمؤلفة لجأت الى استدراج القاريء ( وربما خداعه فالغاية السامية للمنجز الابداعي تشفع وتبرر لها وسيلتها)
الى كمين اعدته له سلفاً لتصيب وعيه بضربتها الفنية تلك ، التي تعبر عن صميم وجوهر فكرة قصتها وهي ( اننا احياء اموات في اوطاننا التي شاه وتداخل فيها الزمن وتقاطع .. احياء يبكي على ضياعنا حتى الاموات)
فهي جاءت بذلك العنوان لتُوهمَه بأن لامفاجآت ، او مفارقات غريبة ، ستقطع عليه تقليدية تعاطيه الاستهلاكي مع قصة يوحي عنوانها بخلوها من جديد
المقاصد ،فلا قلقاً من مشقة فهم ، ودورانها في فلك المضامين المألوفة ، والنهايات المعروفة ، فلا حاجة لإعمال واتعاب الفكر,
وما عزز من ايهامية العنوان للقاريء ، طبيعة المفردات الحزينة التي تكتظ لها القصة ، وسوداوية صورها الباعثة على
التألم ،و التداعيات النفسية المخيفة التي تفتقها في الاعماق اشارات تبثها مرسلات مثل ( الاموات / المقبرة ) في اجواء القصة، حتى بلوغ تلك النهاية / الضربة ،
هذه الضربة تجعلني ابحث عن جنس ادبي اوسع واكثر عبوراً للمطروق من الاشكال والاساليب القصصية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم الفضلي / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق