وقفات مع غلاف كتاب : "خربصات من أدب الرّحلة " للكاتبة : صفيّة قم بن عبد الجليل /
ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
- تطلّ علينا الاكاديمية التونسية بسادس منتج أدبي لها والموسوم بـ: "خربصات من أدب الرّحلة " ، وهو مجموعة نصوص سردية اقتضاها الخاطر واِصطاد لحظاتها حين كانت الكاتبة تمرّ عبرالأمكنة مختلفة ... فـ : "خربصات من أدب الرّحلة " - في رأيي - سيحاول أن يقدّم لنا ثنائيّة الأنسان / المكان ، التحاما وافتراقا وذكرى وأشياء أخر . تلك هي عصارة ضرب الكاتبة في الأرض بحثا عن الرزق أو المتعة . يشي بهذا الغلاف الجميل والبديع الذي سأحاول أن أتكلّم عنه .
- قلت : الغلاف من تصميم السيّدة : سناء محفوظي .
- أوّل ما يلفت النظر في الغلاف أحساسنا أنّه اٍختير في رويّة وتأمّل لتوفّره على إشارات غير بريئة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم الخارجي للكتاب وتحاول أن تبرّر نفسها ما استطاعت :
1/- الخط : الملاحظ أن الغلاف يتضمّن نوعين من الخط :
* في الواجهة الخط غير المنتظم : وقد كتبت به الإسم والعنوان وسمة الكتاب وهو من وجهة نظري يرتبط ارتباطا وثيقا بالعنوان " خربصات " وهي لفظة فارسية الاصل بمعنى " خربشات " حيث نقف في معجم المعاني الجامع على بعض معانيها :
• يخربش الورقة : يُخَطِّطُ فِيهَا خُطُوطاً مُلْتَوِيَةً لاَ مَعْنَى لَهَا.
• خربش : خدش ، عيوب طفيفة في الأشياء المتماسكة .
- المهم أنّ كل هذه التفسيرات تتّفق على النقص والعيب المحتمل من الشّيء المنظور وهنا مكمن الذّكاء عند الكاتبة حين ترسل الى قارئها رسالة مشفّرة قوامها التعرج الذي يسم الخطّ وهو نقص من زاوية ما ، ولفظة "خربصات " التي تشي باحتماليّة النّقص وعدم النضج فالذّاكرة العربية - على الأقل ّ- في مجال الرحلات تحتفظ بالأسطورتين " إبن بطّوطة " و " ابن جبير " لتكون الرسالة تواضعا جميلا من الكاتبة الى قارئها : (لا أزعم الكمال في منتجي هذا بل هو محض محاولة " خربصة " ) لتقطع الطّريق أمام أيّ مقارنة مع كبار كتّاب أدب الرّحلة .
- في الورقة الثانية للغلاف : تستخدم الكاتبة الخطّ المنتظم فتذكر - باختصار جانبا من حياتها الأدبيّة و ومقتطفا من نص باريسي ولهذا دلالته :
• ففي سيرتها : يوحي الخطّ المنتظم بالجدّيّة والتعب الذي انتابها طيلة مداعبتها للريشة الأدبيّة .
• وفي المقتطف : يوحي الخطّ المنتظم بالجدّية في قنص لحظات الإبداع أنّى مرّت على خيام الخاطر .
2/- لون الغلاف :
- يظهر جليّا الأخضر الفاتح كلون لهذا الغلاف ، من وجهة نظري اختيار هذا اللون يعود لسببين :
* الأول : ما يمثله الأخضر كرمز للنّماء والخصوبة وهي من جهة سمة بعض البلدان التي حظيت الكاتبة بزيارتها وأمنية لتونس الخضراء بالخصب والنّماء يشي بهذا أن بعض النصوص كتبت بعد ثورة الياسمين والعثرات التي أصابت تونس بعدها .
* الثاني : تقنية تزاوج الألوان تثبت أن الأخضر الفاتح هو مزيج الأخضر الخالص " الداكن " على اللون الأبيض ؟ فالكاتبة تقحم الأبض على علافها كرمز للصفاء والمحبة والتعايش بين شعوب الارض التي زارتها والوطن الأم تونس .
3/- الاشكال والصّور :
- يتضمن الغلاف عدّة صور : القطار / الطّائرة / الكرة الأرضية / الريشة / القرطاس / يد أنثوية تمسك بمجامع الحروف العربية ولكلّ منها دلالته كما يلي :
* القطار : وسيلة نقل تقليدية مقارنة بوسائل النقل المعاصرة ( الميترو / الطائرة ) أشارة الى أن الكاتبة تكتب عن رحلاتها القديمة والحديثة تحت وطأة الحنين / la nosthalgie
* الطّائرة مقترنة بالريشة : في أشارة إلى ارتباط المكان بالوجدان بل يمكن أن يترك الأنسان شيئا منه في مكان ما ولهذا يكتب ليلملم بعض ما سقط منه .
* الكرة الأرضية : وهي الوطن الأم الذي يجمعنا بأخوة الدين أو الإنسانية.
* القرطاس : الصاحب والمعين على البث و التطهّر والبوح .
* اليد الأنثوية والحروف : هي أحاسيس انتابت هذه الأنثى جرّاء عشقها للمكان ... فلما باغت هذه الأحاسيس ذروتها ترجمت الى كلمات .
* الصّورة الشخصيّة : سيّدة وقورة تبتسم في حياء أنثوي لا تزال تحافظ على الإخضرار متمثّلا في الشال الأخضر ترسله على كتفيها ... صورة تحمل الكثير من الجدّية تلعب على وتر الامومة وماله في الذاكرة من تمظهرات .
- هذه كلمة موجزة كتبت على عجل أردت بها أن أكون أول المهنّئين للكاتبة حسن صنيعها وجديتها في سبيل أدب راق / مع تمنياتنا أن يدوم التماعها وألقها .
شاهين .
ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
- تطلّ علينا الاكاديمية التونسية بسادس منتج أدبي لها والموسوم بـ: "خربصات من أدب الرّحلة " ، وهو مجموعة نصوص سردية اقتضاها الخاطر واِصطاد لحظاتها حين كانت الكاتبة تمرّ عبرالأمكنة مختلفة ... فـ : "خربصات من أدب الرّحلة " - في رأيي - سيحاول أن يقدّم لنا ثنائيّة الأنسان / المكان ، التحاما وافتراقا وذكرى وأشياء أخر . تلك هي عصارة ضرب الكاتبة في الأرض بحثا عن الرزق أو المتعة . يشي بهذا الغلاف الجميل والبديع الذي سأحاول أن أتكلّم عنه .
- قلت : الغلاف من تصميم السيّدة : سناء محفوظي .
- أوّل ما يلفت النظر في الغلاف أحساسنا أنّه اٍختير في رويّة وتأمّل لتوفّره على إشارات غير بريئة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم الخارجي للكتاب وتحاول أن تبرّر نفسها ما استطاعت :
1/- الخط : الملاحظ أن الغلاف يتضمّن نوعين من الخط :
* في الواجهة الخط غير المنتظم : وقد كتبت به الإسم والعنوان وسمة الكتاب وهو من وجهة نظري يرتبط ارتباطا وثيقا بالعنوان " خربصات " وهي لفظة فارسية الاصل بمعنى " خربشات " حيث نقف في معجم المعاني الجامع على بعض معانيها :
• يخربش الورقة : يُخَطِّطُ فِيهَا خُطُوطاً مُلْتَوِيَةً لاَ مَعْنَى لَهَا.
• خربش : خدش ، عيوب طفيفة في الأشياء المتماسكة .
- المهم أنّ كل هذه التفسيرات تتّفق على النقص والعيب المحتمل من الشّيء المنظور وهنا مكمن الذّكاء عند الكاتبة حين ترسل الى قارئها رسالة مشفّرة قوامها التعرج الذي يسم الخطّ وهو نقص من زاوية ما ، ولفظة "خربصات " التي تشي باحتماليّة النّقص وعدم النضج فالذّاكرة العربية - على الأقل ّ- في مجال الرحلات تحتفظ بالأسطورتين " إبن بطّوطة " و " ابن جبير " لتكون الرسالة تواضعا جميلا من الكاتبة الى قارئها : (لا أزعم الكمال في منتجي هذا بل هو محض محاولة " خربصة " ) لتقطع الطّريق أمام أيّ مقارنة مع كبار كتّاب أدب الرّحلة .
- في الورقة الثانية للغلاف : تستخدم الكاتبة الخطّ المنتظم فتذكر - باختصار جانبا من حياتها الأدبيّة و ومقتطفا من نص باريسي ولهذا دلالته :
• ففي سيرتها : يوحي الخطّ المنتظم بالجدّيّة والتعب الذي انتابها طيلة مداعبتها للريشة الأدبيّة .
• وفي المقتطف : يوحي الخطّ المنتظم بالجدّية في قنص لحظات الإبداع أنّى مرّت على خيام الخاطر .
2/- لون الغلاف :
- يظهر جليّا الأخضر الفاتح كلون لهذا الغلاف ، من وجهة نظري اختيار هذا اللون يعود لسببين :
* الأول : ما يمثله الأخضر كرمز للنّماء والخصوبة وهي من جهة سمة بعض البلدان التي حظيت الكاتبة بزيارتها وأمنية لتونس الخضراء بالخصب والنّماء يشي بهذا أن بعض النصوص كتبت بعد ثورة الياسمين والعثرات التي أصابت تونس بعدها .
* الثاني : تقنية تزاوج الألوان تثبت أن الأخضر الفاتح هو مزيج الأخضر الخالص " الداكن " على اللون الأبيض ؟ فالكاتبة تقحم الأبض على علافها كرمز للصفاء والمحبة والتعايش بين شعوب الارض التي زارتها والوطن الأم تونس .
3/- الاشكال والصّور :
- يتضمن الغلاف عدّة صور : القطار / الطّائرة / الكرة الأرضية / الريشة / القرطاس / يد أنثوية تمسك بمجامع الحروف العربية ولكلّ منها دلالته كما يلي :
* القطار : وسيلة نقل تقليدية مقارنة بوسائل النقل المعاصرة ( الميترو / الطائرة ) أشارة الى أن الكاتبة تكتب عن رحلاتها القديمة والحديثة تحت وطأة الحنين / la nosthalgie
* الطّائرة مقترنة بالريشة : في أشارة إلى ارتباط المكان بالوجدان بل يمكن أن يترك الأنسان شيئا منه في مكان ما ولهذا يكتب ليلملم بعض ما سقط منه .
* الكرة الأرضية : وهي الوطن الأم الذي يجمعنا بأخوة الدين أو الإنسانية.
* القرطاس : الصاحب والمعين على البث و التطهّر والبوح .
* اليد الأنثوية والحروف : هي أحاسيس انتابت هذه الأنثى جرّاء عشقها للمكان ... فلما باغت هذه الأحاسيس ذروتها ترجمت الى كلمات .
* الصّورة الشخصيّة : سيّدة وقورة تبتسم في حياء أنثوي لا تزال تحافظ على الإخضرار متمثّلا في الشال الأخضر ترسله على كتفيها ... صورة تحمل الكثير من الجدّية تلعب على وتر الامومة وماله في الذاكرة من تمظهرات .
- هذه كلمة موجزة كتبت على عجل أردت بها أن أكون أول المهنّئين للكاتبة حسن صنيعها وجديتها في سبيل أدب راق / مع تمنياتنا أن يدوم التماعها وألقها .
شاهين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق