الجمعة، 29 مايو 2015

وثبات الضياء / قصيدة الشاعر / قاسم وداي لربيعي / العراق ....

وثبـــات الضياء
________________
(1)
ما أوحش هذا الشارع المُثقل بالمحنِ
أنيابه أعمدة النور
يهتفُ بوجه المُتسكعين
ويبصق على الأرصفةِ رماد
لوحات الإعلان تمسك واجهة البنايات
يبحثُ في قارعةِ الغبار
عن متسول يجيد لغة الحضور
لا شيء إلا ساعات مثقوبة
ومواعيد تطاردها الخيبة
(2)
أني وحيد أمام قصائدي
أشعر بالغربةِ بين فُقاعات الضياء
من هُنا مروا وتَركوني في قاربً لا يَصلح للعبور
(3)
بعضهم صَمت
عندما تكلم الجميع
في حضرةِ الموت
(4)
يحملُ البذر
ويدعو المطر الساخن
لحقلٍ أستوطنه الجفاف
(5)
لم يكن إلا مأوى للخراب
يبحثُ بين عباءة الليل
عن ضياء الأسلاف
أنه يجمع الموتى لمهرجان الحياة
لكن حين يرون وجهه الملوث بالكذب
يفر الجميـــــــــع
(6)
في النهارِ يرتدي جلباب العُباد
يرتل آيات السماء
فإذا جن الليل شحذ سكين الجلاد
وسلك طريق حز الحناجر
(7)
كتبتُ لها ولونت هيئتها المُترعة
نثرت الورد في مدنٍ محدودبة الظهر
وشَمْت على فخذيها نافذة الروح
فاستفاق المسرح على فصول من صمت
(8)
وقفتُ طويلا أستمتع برقصةِ الرمل
رقص الرمل تحت ( بسطال ) الجنود حتى ضجت الصحراء (1)
بعضهم قال لي عبر البريد
أنه ترك رسالة في بابِ ( الجامعة المستنصرية )
وبدله زفاف متخمة بالعطرِ
وأم تكاد تُغادرها الروح
وغرفة لم تكتمل على سطوحِ المنازل
(9)
أيُها الوطن خَسرنا الكثير
حبيباتنا
منافينا
أصدقائنا
لم يبقى إلا أنتَّ الرابح الوحيد
(10)
نداء
لك أيُها المَاسك للأرض
للسواعد السُمر .
لأبناء شعبي
للنهرِ والرصاص
للذين يحملون أرواحهم كما يحملُ الليل القنديل
........................... قاسم وداي الربيعي ...... بغداد \ 2015 ......................
_______________________________________________________
(1) البسطال .. حذاء يرتديه الجنود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق