الاثنين، 25 مايو 2015

امتي / قصيدة الشاعرة / ا. جميلة الصالح / سوريا ....

//أمتي//
أمتي
أين أنت؟
أبحث عنك طفلة تاهت عن أمها وسط الزحام
أسمعتني ؟أم أني أخطأت النداء
سوط كلامي يدميك ..وقبلك يدميني
وجرحك سال على جبيني
ما عدت أطيق الصمت
تمرد علي وطفق يزدريني
يا أمة السلام..ضاع السلام
ذبح على مذابح الشياطين
بتنا قبورا مجهولة الهوية
في الأمس ..كنت مليحة القد صبية
زاحمتك العرش كل فتيات العصر
وكنت ..به حفية
في أي عار تتسربلين اليوم؟
أشلاء بلا هوية
في أي قعرللهوان..به سبية؟
كل الذئاب تطعم لحمك الشهي
بترت شرايينك ..و تنظرين لها حيية
حتى الأرانب و الظباء تأنف أن تغدو ضحية
طال فيك الذل أعنان السماء
و صرت برسم البيع ..للأقزام ..مطية
ويل لك من أمة شقية؟
لا تقرأ التاريخ
لا تفك رموز الأبجدية
غيومك عجفاء.. بلا برق.. و لا ماء
مخاضها لايعرف الولادة
انظري كلماتك مبعثرة على رصيف الحرب
تقذفها رياح الرعب
تمزق حروفها النقية
تنثرها في أزقة الكوارث
تدوسها حوافر الضباع
تلوكها لقمة شهية
تسحق العين...الراء..الباء..الياء..وتخنق التاء
تسجنها في زنازين العبودية
دماها مسفوحة على إسفلت الربيع
أي ربيع تزعمين؟
و قد بت شجرة خريفية
في دكاكين الغرب باعوا ورقة توتك الأخيرة
غدوت عجوزا"شمطاء ملامحك غبية
ويل لك من أمة شقية
ضادك غدا أرجوحة للبلى
جملك باتت منفية
تشكو حالها..لفاعلها..لمفعولها
ترثي زمانها و مكانها
لصفتها و موصوفها لمبتدئها و خبرها
لأحرفها الرقيقة البهية
لكان و أخواتها في نظريتهم الماسونية
و تشاركين في مآتم حروفك الذبيحة
و تلعقين دمها تظنيه عصيرا غربيا
آآه يا عروبتي أذللت ضادك و ياءك
و يل لك من محاكم التاريخ
في أي سفر تؤ رخين؟
في سفر المهزومين؟
الخانعين لجناة الإنسانية
كم مرة لدغت من جحو ر الأفاعي؟
و نرا ك من سمها تثملين
لجلدها ترتدين
كومة من غثاء أحوى
أشعلته نارهم...و أحرقت نفسك و القضية
تمضين في نعشك تحت أقدام همجية
أفيقي أمتي
عودي و العود أحمد
فإما العود يجمعنا
وإما الموت يجمعنا
فاختاري الجمع أواللاجمع
فذل ألا تختاري...
بقلمي /جميلة الصالح/
25/5/2015
.........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق